رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن نتائج الانتخابات الروسية الأخيرة أرسلت رسالة واضحة إلى رئيس الوزراء الروسى "فلادمير بوتين" بوجود شعور بعدم الرضا بين الناخبين الروس عن سياساته. وقالت الصحيفة إنه رغم انخفاض نسبة التصويت ل"حزب روسيا الموحدة" إلا أن ذلك لا يشكل أي خطر على وضع "بوتين"، حيث إن الحزب لا يزال يتمتع بأغلبية بالبرلمان. وأكدت الصحيفة أن عدوى الربيع العربى والعالمى وموجة الاحتجاجات العالمية ضد نظم الحكم المستبدة التي سادت عام 2011 ، انتقلت إلى روسيا . فقد انضم الناخبون الروس إلى موجة الاحتجاجات، وجاء تصويتهم لحزب "بوتين" بنسبة 49.5% مقارنة ب64% في انتخابات عام 2007. وهو ما يعتبر رسالة واضحة برفض سياسات بوتين وحزبه. وشبهت الصحيفة "بوتين" بالرئيس المصري السابق "حسني مبارك" الذي فضّل تحصين نظامه على إجراء إصلاحات حقيقية ومفيدة ومقنعة للشعب. ويأتى ذلك فى الوقت الذى يستعد فيه بوتين لخوض انتخابات الرئاسة والجلوس على مقعد الرئيس لست سنوات أخرى على الأقل، وهو ما أصاب الكثير من الروس بخيبة أمل، ويأس من إقامة نظام سياسي أكثر انفتاحا في بلادهم. وتساءلت الصحيفة عما اذا كان "بوتين" سيلجأ إلى رفع مستوى الإنفاق الحكومي لضمان ولاء الشعب وتخفيف الضغوط على حزبه، أم أنه سيذهب إلى أبعد من ذلك ويشعل تيار الوطنية ويبدأ بالبحث عن أعداء في الخارج والداخل لشغل الرأى العام الروسى وإيجاد بطولات زائفة يحتمى وراءها. ورأت الصحيفة أن النظام الروسي كان قد بدأ في هذا الاتجاه قبل الانتخابات، عندما هدد باستهداف منظومات الصواريخ الأميركية في أوروبا. ودعت الصحيفة إدارة الرئيس الأميركي "باراك أوباما" على التصدي لمشاريع "بوتين"، واحتمال استهدافه للحكومة "الديمقراطية" في جورجيا. وكانت أنباء وتقارير قد ترددت عن وقوع عمليات تزوير فى الانتخابات لصالح حزب روسيا الموحدة. واندلعت مظاهرات فى أنحاء روسيا تندد بالتزوير وتهاجم "بوتين" وحزبه وسجل مراقبون أوروبيون مخالفات خطيرة فى عملية التصويت فى الانتخابات.