- سياسيون: تعكس حالة من التخبط وعدم التناغم.. وتصيب المواطنين بالإحباط واصل الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية إثارته الجدل بعد تصريحاته بشأن إجراء حركة المحافظين المرتقبة خلال زيارته لمحافظة بني سويف أمس الأول، لوضع حجر أساس وحدات سكنية، حيث وصف حركة المحافظين المرتقبة بأنها «مجرد شائعات، ولا أساس لها من الصحة». جاءت تصريحات الوزير في الوقت الذي عقد فيه الدكتور شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، لقاء برؤساء تحرير الصحف، حيث قال رداً علي سؤال عن موعد إجراء حركة المحافظين إنها ستتم خلال فترة قصيرة جداً سواء نهاية الشهر الجاري، أو أوائل الشهر القادم على أقصى تقدير، مضيفاً بأنها ستكون «حركة محدودة» كما وصفها. وتأتي تصريحات الوزير بعد واقعة خلافه مع محافظ الإسكندرية الدكتور محمد عبدالظاهر، والتى تداولتها وسائل الإعلام، واتهام المحافظ للوزير بتسهيل الاستيلاء علي أراضي الدولة، الأمر الذي أدى إلى شعور الرأي العام بوجود حالة من التخبط داخل أجهزة التنمية المحلية وعلاقتها بمجلس الوزراء. المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، علق علي هذا التخبط بالقول: إن تصريحات وزير التنمية المحلية أظهرت بشكل واضح مدى التخبط وعدم التناغم بين وزراء الحكومة الحالية، في ظل سوء الوضع الاقتصادي الذي يعكس عدم وجود تنسيق بين الوزراء المعنيين في المجموعة الاقتصادية. وأكد «الخولي» أن المواطن البسيط لم يعد يهتم بتغيير 4 أو 5 وزراء، بسبب الضغط الاقتصادي وارتفاع الأسعار وانشغال المواطنين بهموم ومتطلبات الحياة اليومية، وهو نتيجة واضحة لعدم وجود رؤية اقتصادية واضحة من قبل الحكومة قائلاً: «نحن في الوفد قدمنا حلولاً ورؤية تجاه الوضع الاقتصادي، لكننا لم نر حتى الآن أي بوادر لوضوح السياسة الاقتصادية للحكومة». وأكد نائب رئيس حزب الوفد أن كثرة التغييرات الوزارية والمحافظين، وسوء الاختيار في أغلب الأحيان أدى إلى عدم معرفة غالبية المواطنين سواء في العاصمة أو المحافظات أسماء الوزراء والمحافظين لعدم وجود بصمة لهم في الشارع، أو تجاه المواطن البسيط مضيفا: «الأمر لم يعد يقتصر على المواطن البسيط فقط، بل وصل لعدد كبير من السياسيين الذين لا يعرفون أسماء الوزراء والمحافظين لضعف أدائهم وتخبط طريقة عملهم، وإحساس المواطن بأن كل مسئول يعمل في واد منعزل». وقال الدكتور خالد رفعت، مدير مركز طيبة للدراسات السياسية إن تصريحات وزير التنمية المحلية تحبط الرأي العام وتعكس حالة من التخبط وعدم التجانس بين الوزراء ورئيس الوزراء، وبين الوزير والمحافظين، الأمر الذي يترتب عليه ضعف وسوء الأداء قائلاً: «ما نراه يؤكد وجود تيارين داخل مجلس الوزراء، الأول بقيادة رئيس الوزراء، حيث يسعى للتغيير والتعديل الوزاري وللمحافظين، ووزير التنمية المحلية الذي يرفض ذلك ويقف عائقاً أمام أي تعديلات جديدة». وأضاف أن الحكومة الحالية تحتاج إلى تعديل يتزامن مع إجراء حركة محافظين واصفاً وزراء المجموعة الاقتصادية بأنها «تستحق النسف»، بعد ما آلت إليه البلاد من سوء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل مخيف- وفقاً لقوله. واختتم «رفعت» حديثه بأن التصريحات المتناقضة من قبل الحكومة تعطي انطباعاً سياسياً سيئاً عن مصر بشكل عام تجاه العالم الخارجي، وإعطاء شعور لكل من يتابع الموقف السياسي المصري بوجود حالة من التخبط وعدم الارتباك داخل أجهزة الدولة خاصة على المستوى الوزاري.
