خبراء : مراحل علاج التوحد ثلاث والأسرة هى المحور الأساسي

يعد مرض التوحد مرض العصر بعد أفتراسه للعديد من الأطفال في الآونة الأخيرة، والذى يطلق البعض عليه اسم مرض الذاتوية ، ويكون على شكل اضطراب شخصي يصيب الأطفال ويظهر عليهم ما بعد العامين ، والعامين ونصف ، كما أنه يؤثر على نمو الطفل .
ولعل التوحد لا يؤثر علي الطفل وحده ، بل يربك الأسرة كلها ، التى تتحمل عبء جديد يضاف الي مهامها ، تتمثل في الرعاية الخاصة التى يجب ان يلقاها المريض من أول أكتشاف الأصابة مرورا بمراحل العلاج جميعها التى تفرض قيود بعينها علي سبل المعاملة للمريض .
في هذا السياق يقول عز الدين الجيار، دكتور في درجات التواصل واللغة ، ومدرب مصابي توحد بمركز تأهيل التوحد ببورسعيد، ان أكتشاف الطفل من ذوى التوحد يأتى من خلال أكتشاف الفروق بين الطفل الطبيعى والمعاق حيث تختلف درجات التوحد كلية في اللغة والتفاعل مع الآخرين الا فيما يخص الأم ، كما ان المتوحد له إهتمامات شاذة .
ويضيف الجيار ، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" ان اسرة الطفل تبدأ في المرحلة الأولي ملاحظة شذوذ تصرفات الابن عن الآخرين ، ليعلو اقتراح اصطحاب الطفل الطبيب المختص ، مشيرا الي ان الطبيب يقوم بطلب عدد من التحاليل الخاصة بنشاط الرأس، للتأكد من نوع الإعاقة التى يعانى منها الطفل .
وأفاد مدرب مصابي التوحد ومن هنا يقوم المركز بتقديم خدمة التهيئة والعلاج السلوكى و العلاج الكميائي، من خلال قياس المهارات المختلفة للطفل ، فالعلاج سلوكى يستغرق وقت كبير قد يصل الي سنتين ، ومن ناحية أخرى فأن تنمية القدرات تستغرق مدة أقل .
وعن الحمية الغذائية يشير الجيار ان العديد من الدراسات أوضحت ان البروتين يؤثر علي معظم الأطفال الذين يعانون من حساسية بمناطق النمو بالمخ ، كما أن القمح يؤثر علي العديد من ذوى التوحد ، لذا يطلب الطبيب ايقافه والإستعانة بإطعمة أخرى .
وأختتم الجيار كلماته قائلا ، ان تعامل الأسر مع الطفل للمصاب بالتوحد يختلف من طبقة لأخرى من خلال تجربته، موضحا ان الطبقات الفقيرة تكون اكثر تقبلا للمرض عن الطبقات الأكثر ثراءا ولكن الطبقات المتوسطة والغنية تكون اكثر صبرا علي مريض التوحد من حيث المدة الزمنية وما يصحبها من مبالغ منفقة علي المريض.
من جهتها تشير الدكتورة مها الهلالي ، رئيسة الجمعية المصرية لشئوى ذوى الاعلاقة والتوحد وعضو المجلس القومى لشئون الإعاقة ، ان أصابات اطفال ذووى التوحد مختلفة وان تشابهت الأعراض ، مشيرة الي ان اهم خطوة هى الإبكار في تقديم للطفل ذو التوحد الي طبيب توحد ويتم قياس إصابته من الناحية البيولوجية الطبية حيث الاختبارات علي المخ وعلي السمع فضلا عن قياس مستوى المعادن في الجسم .
وتضيف الهلالي ، ان الإختبارات تمتد الي الناحية الحسية حيث يتم قياس مستوى الوظائف الحسية لتأهيله من تلك الناحية لإن المتوحدين يعانون من ضعف الحواس ، مشيرة الي ان ثالث تأتى في ادارة السلوك وتحسين الأنماط السلوكية .
وتؤكد رئيسة الجمعية المصرية لشئون ذوى التوحد ان العلاج يتوقف علي مدى شدة الأصابة ثم فترة التدخل للعلاج التى تم فيها إكتشاف المريض ومن ثم اخضاعه للعلاج .
وتشير الي أن بعض النظريات اشارت الي ان الاغذية لها علاقة بالتوحد ، ولكن تلك النظريات تبقي محض الدراسة الي تلك الآونة ، وحال وضع الطفل المصاب تحت محددات برنامج غذائي لمدة 3 شهور واكتشاف تحسن لحالته يتم منعه نهائيا عن اى اطعمة خارج البرنامج لمدة عام للإستفادة من التحسنات المذكورة في العلاج .
بينما تشرح الدكتورة منى شطا الاخصائية النفسية لطب الأطفال ، ان اطفال ذوى التوحد لهم عالمهم الخاص الذى يرفضون دخول اى غريب اليه مهما كانت الأسباب ، مشددة علي ان الأسرة يجب ان تعرف طبيعة المعاملة التى يجب ان يتلقاها ابنهم في كل مرحلة من مراحل العلاج وسبل تقديمها آليه .
وتضيف شطا ، الي ان الأسرة لها دور كبير في علاج طفل التوحد من حيث تقبل الأصابة أول الأمر ومن ثم الصبر علي طول مدة العلاج ، مؤكدة لان فترة تأهيل طفل التوحد يجب ان يخضع لها كل من المريض وأسرته لضمان مستوى أفضل للعلاج .