تواصلت الاشتباكات الدامية بين الثوار وقوات الشرطة بشارع محمد محمود المؤدى الي وزارة الداخلية بما يعكس حالة الرفض الشعبي داخل الميدان لخطاب المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي ألقاه مساء امس ردا علي احداث التحريرالناشبة منذ يوم الجمعة الماضي. ردد المتظاهرون هتافات رافضة لما طرحه "طنطاوى" في خطابه حول إخضاع المجلس او رحيله لاستفتاء شعبي , وقالوا " يامشير لااستفتاء ...هنوديك لجمال وعلاء ,و الجيش يحمى ميحكمشي ". وأعلن الثوار رفضهم المسبق لأي حكومة انتقالية يشكلها المجلس العسكرى لافتين الي ضرورة تشكيلها في الميدان . نال اقتراح اختيار الدكتور محمد البرادعي رئيسا للحكومة المقبلة وعبد المنعم ابو الفتوح نائبا استحسان المعتصمين بالميدان. وقالت مصادر ان اجتماع عقد بميدان التحرير ضم كافة الفصائل الثورية داخل الميدان للتوافق حول اعضاء حكومة الانقاذ الوطنى.
واقتحم احد البلطجية الميدان بعد صلاة الفجر بصحبة 3 أشخاص وتمكن الثوار من إلقاء القبض عليه عند مدخل الميدان من ناحية قصر النيل بعد إطلاقه أعيرة نارية أصابت أحد الباعة الجائلين في الميدان . في حين تسبب احد سائقي سيارات الاسعاف فى إحداث ارتباك بالميدان بعدما قام بنقل أحد افراد الامن المصابين الي المستشفي الميدانى وهو ما أثار حفيظة المتظاهرين وقاموا بمطاردة السيارة. ونفي المتظاهرون نيتهم اقتحام مبنى وزارة الداخلية كما يردد بعض القيادات الامنية ,مؤكدين ان ما يقومون به هو رد فعل علي استفزازات الامن وقنابل الغاز التى يطلقها باتجاههم. أقام عدد كبير من الثوار دروعا بشرية في بداية الشارع لمنع دخول الثوار الي الشارع والخروج الامن منه الا ان استفزازات رجال الامن واطلاقهم المستمر للقنابل المسيلة للغاز اجهض الدروع التى استمرت ما يقرب من ساعة . واعلن المستشفي الميدانى بدء توافد المصابين بالاعيرة النارية الحية بعد صلاة الظهر ,وقال احد اطباء المستشفي الميدانى بجوار مسجد عمر مكرم ان 6 من المتظاهرين لقوا مصرعهم بشارع محمد محمود ، حيث لقى اثنان مصرعهم اثر اصابتهم بطلق نارى فى الصدر والرقبة والاربعه الاخرون فى حالات اختناق ادت الى وفاة بسبب استنشاق الغازات المسيلة للدموع. وشهد الشارع ايضا حالات اختناق وتشنجات عديدة، وتواصلت سيارات الاسعاف الدخول المستمر الي الشارع علي التوالي تصل الي 10 سيارات في الدقيقة الواحدة لنقل المصابين الى المستشفيات الميدانية. واضاف الطبيب ان المستشفي يستقبل حوالي من 60 الي 70 حالة في الساعة الواحدة نتيجة استنشاق الغازات المسيلة للدموع التى قال انها تختلف تماما عن القنابل التى استخدمها الامن في احداث يناير, داعيا كل المصريين الي التبرع بالدم لانقاذ المصابين .