أكدت "سمية زكي الدين", الباحثة في الدراسات البيئية بجامعة الخرطوم, أن السودان يعاني من سوء التغيرات الجوية. وقالت الباحثة التى تتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للبيئة، إن معدلات الفيضانات والجفاف زادت بشكل ملحوظ، وارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير فى الآونة الأخيرة. وحذرت الباحثة، أنه خلال الخمسين عاما القادمة وفى حالة استمرار هذه الأوضاع من التغيرات المناخية ستتعرض الدولة للمزيد من التصحر وبالتالى اشتعال الحرب الأهلية. ونقلت صحيفة (جارديان) البريطانية, عن تقرير أعده باحثون في برنامج الأممالمتحدة للبيئة, أن التدهور البيئي والتغير في معدلات سقوط الأمطار, فضلا عن وجود النزاعات بين قوات الشمال والجنوب, أدي إلي إرتفاع معدلات الوفاة في السودان خلال الأربعة أعوام السابقة إلي أكثر من 200 ألف حالة. وتعرضت السودان في العقد الأخير إلي الجفاف أكثر من مرة, ولكن هذا العام هو الأصعب في تاريخها منذ أكثر من 60 عاما, حيث أدي ذلك إلي انخفاض الإنتاج من المحاصيل إلي أقل من المتوسط، مما يعرض البلاد للمجاعة, فضلا عن فرار المزارعين من نيران القتال بين جنوب وشمال السودان ودارفور. وأكد التقرير أن سوء الأحوال الجوية الذي تعرض له شمال دارفور هذا العام, كان من العوامل التي ساعدت علي اشتعال مشكلة الحرب الأهلية, حيث اضطر سكان الشمال إلي التحرك جنوبا بحثا عن المراعي بسبب ندرة سقوط الأمطار وتحول مئات الأفدنة الزراعية إلي صحراوية. وهناك مخاوف من أن تنتقل مشاكل وآثار التغيرات المناخية التي تعرضت لها السودان, إلي باقي القارة الإفريقية وخصوصا فيما يخص مشاكل المياه.