استكمالاً لدوره التاريخي في خدمة الوطن، وإيماناً بحق أبناء هذا الشعب في تمثيل مشرف في المجالس النيابية دفع الوفد بقائمة من فرسانه أصحاب الصفحات الناصعة في المعترك السياسي، في العديد من الدوائر التي احتلها وزراء نظام مبارك لسنوات حرموا خلالها الشعب من صوت حر يعبر عن القاعدة الشعبية التي تؤيد الوفد وتنصره في مسيرته الإصلاحية. محمد كامل ومحمود السقا وطارق سباق وعاطف الأشموني ومحمد المالكي وغيرهم كثيرون من خيرة أبناء الحزب يخوضون معركة برلمان الثورة. مرشحا الوفد الفارسان الوفديان طارق سباق وحشمت فهمي علي رأس قائمته في الدوائر الأولي بالقاهرة، والتي تشمل الساحل وروض الفرج وشبرا والزاوية الحمراء. كما رشح الوفد عاطف الأشموني ومارجريت عازر علي رأس قائمته في الدائرة الثانية. في حين يخوض محمد المالكي ومجدي محمود إبراهيم وخالد البردويلي القائمة الوفدية في الدائرة الثالثة. ويتقدم الدكتور محمود السقا نائب رئيس الحزب والأستاذ بكلية الحقوق جامعة القاهرة قائمة الوفد في الدائرة الرابعة وتشمل السيدة زينب والخليفة والمقطم ومصر القديمة ودار السلام. ويخوض الدكتور محمد كامل المناضل الوفدي الذي أبي أن يترك كمال الشاذلي ينفرد بدائرة الباجور وتمسك بمواقفه الثابتة ونضاله رغم قسوة النظام وجبروته في الاحتفاظ بالشاذلي طيلة 46 عاماً رغم أنف المواطنين. كما يخوض حسن عبدالجواد الانتخابات علي رأس قائمة الوفد في الدائرة الأولي بالمنيا بعد أن انتهي عصر عائلة سوزان مبارك وعائلتها، وعلي رأسهم مصطفي ثابت الذي كان يقف بالمرصاد لأي معارض يفكر في الترشح علي مقاعد البرلمان أو حتي المحليات. «الوفد» قامت بجولة في دوائر الوزراء السابقين الذين أكدوا دعمهم لمرشحي الوفد، وأشار الكثيرون منهم إلي أن مرشحي الحزب الوطني ونظام مبارك كانوا يغرقون الأهالي بالخدمات التي تضعها الدولة في خدمتهم.. ليس من قبيل الواجب الوطني وإنما من أجل الحصول علي المقاعد والاستمرار في تحقيق مصالحهم. في السيدة زينب دائرة وزير التعليم السابق ورئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور كان التباين بين أبناء الدائرة بعد خلو الدائرة من رئيس المجلس الذي استمر نائباً للدائرة 25 عاماً. الحاج أحمد محمد «تاجر وصاحب محل بالمنطقة»، قال: الدائرة لم تستفد بسرور كرئيس لمجلس الشعب وهذا هو حال الدائرة من عشوائيات وفوضي في كل شيء بعد 25 عاماً من وجود سرور واحتكاره لكرسي البرلمان طيلة ربع قرن من الزمان. أشار إلي أن نجاح «سرور» كان نجاحاً مزيفاً، فالدولة بكل أجهزتها كانت مُسخرة لإنجاح هؤلاء، وكان من المستحيل وجود منافس بشكل عادل. طبيب أسنان مشهور - طلب عدم ذكر اسمه - قال: لا يجب أن نذكر هؤلاء فيكفي ما فعلوه من استبداد وسيطرة لأكثر من ثلاثين عاماً، فاليوم يجب أن ننساهم وننتظر. وفي شبرا «دائرة المعهد الفني» أو دائرة الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الهارب علي ذمة قضايا فساد، حكي لنا أهالي الدائرة، كيف كان الوزير يُسخر كل شيء في الدولة وقت الانتخابات لخدمة أبناء الدائرة، وكانت طلبات الدائرة لا يتم الاستجابة لها بهدف إنجاح الوزير. قصة تحويل جراج الترعة إلي حديقة وسحبها من وزارة النقل تحكي لنا كيف كان الوزراء يسخرون قدراتهم ونفوذهم لكسب ود الأهالي. الغريب أن الأهالي قاموا بطمس اللوحة التذكارية لافتتاح هذه الحديقة بعد الثورة والتي تشير إلي قيام رئيس الوزراء أحمد نظيف وبطرس غالي وزير المالية ونائب الدائرة بافتتاح الحديقة في مارس 2010. محمود محمد أحمد «تاجر فاكهة» قال: كلهم مش كويسين وخدموا ناس علي حساب ناس من أجل مصالحهم. علي محمود علي «سمسار» قال: كان غالي يقدم خدمات كثيرة لأبناء الدائرة سواء توظيف وهدايا في المواسم والأعياد، ولكن هذه إرادة الله ونتعشم أن يأتي نائب يخدم أبناء الدائرة ويحل لهم مشاكلهم. دائرة الزيتون التي ظل كرسي الفئات حكراً علي الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية طيلة 20 عاماً.. وكان المنافسون يخشون عزمي وممنوع عليهم النزول إلي الزيتون لسطوة الرجل بالدائرة، والذي كان له الكلمة و«الحل والربط» ليس في الزيتون وحدها إنما علي سائر أرجاء مصر قبل ثورة يناير. أما حلوان التي تخلصت من سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي السابق بعد 10 سنوات من استحواذه علي مقعد الفئات بالدائرة، فكانت مثالاً واضحاً لوضع إمكانات الدولة في خدمته متمثلة في عمال المصانع الحربية وموظفي الوزارة في الفوز بالكرسي، خاصة وسط منافسة شرسة من الكاتب الصحفي مصطفي بكري. وفي مدينة نصر كان المهندس سامح فهمي وزير البترول السابق يُسخر إمكانات وزارة البترول لخدمته وقت الانتخابات وكان الإنفاق من ميزانية الوزارة لكسب ود أبناء الدائرة، خاصة العاملين بقطاع البترول. وكانت الانتخابات الأخيرة عام 2010 التي صرف فيها «فهمي» مكافأة تراوحت من 100 إلي ألفي جنيه لكل عامل يجلب عدداً من أقاربه ومعارفه في مدينة نصر. كما كان سخياً علي العاملين المرافقين له في جولاته الانتخابية، وهذا السخاء ليس من «جيبه» بل من جيب الشعب وميزانية الوزارة، فمدة غياب هؤلاء كانت تحتسب إجازة رغم أنهم يغطون الحملة الانتخابية للوزير، وكان يصرف لهم بدل انتقالات ومصروفات جيب من ميزانية الوزارة. نموذج فج ومثال لسطوة رجال النظام ورموزه علي البلاد والعباد، كان في «الباجور» بالمنوفية، فقد ظل النائب كمال الشاذلي لمدة 46 عاماً نائباً للدائرة، وكان يشغل أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل سابقاً وحينما ترك الأمانة عام 2005 تولي الإشراف علي المجالس القومية المتخصصة، كما عمل وزيراً للشئون البرلمانية حتي عام 2004.. ويعد «الشاذلي» البرلماني الوحيد في العالم الذي ظل محتكراً لكرسي البرلمان منذ عام 1964 حتي عام 2010 أي طيلة 46 عاماً بالتمام والكمال. وحتي من ظروفه المرضية وحالته الصحية رفض التخلي عن كرسي الدائرة وأصر علي الترشح ولم يمهله القدر للفوز في الانتخابات الأخيرة. دائرة «منوف» بالمنوفية سيطر عليها أمين تنظيم الوطني المهندس «أحمد عز» والمتهم بإفساد الحياة السياسية الذي كان قائد مشروع التوريث والتزوير لإرادة الشعب. الغريب أن أحمد عز كان يفوز بالكرسي دون أن يكلف نفسه مشقة الذهاب أو القيام بحملات انتخابية في الدائرة.. كان «عز» يقود غرفة عمليات انتخابات الوطني، وكان الفاسد يتولي إنجاحه وفوزه بالكرسي حتي مع عدم وجوده في الدائرة، هكذا كان حال دوائر قيادات الحزب ورموزه في تسويف وتزييف إرادة الشعب. دائرة «مطاي» بالمنيا التي يخوض الانتخابات فيها حسن عبدالجواد تخلصت من مصطفي ثابت ابن عام سوزان مبارك الذي ظل جاثماً علي قلوب مواطني المنيا وليس أهالي «مطاي» فحسب.. فكان ثابت يلعب الدور الأكبر في اختيار نواب المنيا من شعب وشوري وأعضاء المحليات، خاصة في مطاي.. ابن عم «الهانم» الحاكم بأمره في المنيا، وكان المحافظون يتبارون في كسب وده، ومنحه حسن حميدة محافظ المنيا الأسبق 10 آلاف فدان أقام عليها المعهد العالي للتكنولوجيا التابع لامبراطورية مصطفي ثابت، الذي وقف للمعارضين في الدائرة، خاصة في مطاي وبني مزار بالمرصاد، وكان لا يسمح لأحد بالفوز في أي انتخابات، بدءاً من المحليات وصولاً للمجالس البرلمانية. مصطفي ثابت الذي كان يفوز بالتزكية في انتخابات مجلس الشوري وكان لا يجرؤ أي مواطن أن يخوض انتخابات ضد مصطفي ثابت الذي كان يمثل الدولة في مطاي بكل أجهزتها. وقد كانت ردة فعل مواطني المنيا، خاصة أهالي مطاي عنيفة بعد سقوط نظام الحكم ورموزه وقاموا باقتحام قصر مصطفي ثابت في مطاي وأخلوه من كل ما فيه حتي البلاط والرخام.