هنا القاهرة.. هنا العاصمة.. الأرض التى اختضنت آلاف الثوار فى أشهر ميادين العالم «ميدان التحرير» تدفعهم نحو تغيير وجه التاريخ لهذا البلد.. وهى تدفعهم الان أيضا من أجل اختيار من سيواصلون تغيير التاريخ ويشكلون أول برلمان بعد ثورة 25 يناير. من أراد أن يقيس حرارة الانتخابات ومدى سخونتها فعليه أن يراقب ما يحدث فى دوائر القاهرة من صراع بين الحرية والعدالة والوفد والسلفية والليبرالية وغيرهم. السطور التالية ترصد كيف تتحرك هذه الاحزاب قوائم وفردى ومن هو الأقرب إلى الفوز ومن سينال شرف محاولة التمثيل المشرف بالمشاركة. فى القاهرة العاصمة وصل عدد المقاعد إلى 54 مقعداُ مقسمة على 4 دوائر و36 مقعدا بنظام القائمة و18 مقعدا بنظام الفردى على 9 دوائر لذلك لا يستطيع احد أن يرسم بدقة المشهد السياسى بالمحافظة التى يتنافس فيها حوالى 26 قائمة حزبية و1466 مرشحا على المقاعد الفردية فى حين يسعى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الأخوان المسلمين إلى حصد أصوات ابناء العاصمة وينافسه بشدة السلفيون من مرشحى حزب النور الاسلامى ويظهر فى الصورة أيضا مرشحو الكتلة المصرية وحزب الوفد الذى يهاجم بضراوة لإصراره على ضم عدد من قيادات ونواب الوطنى المنحل لصفوفه ويأتى حزبا السلام والوسط فى مؤخرة سباق الأحزاب بقوائم متنوعة. الصراع فى دوائر شرق القاهرة يشير إلى أن المنافسة ربما ستكون محصورة بين الأحزاب الدينية سواء على مقاعد القائمة أو الفردية وقد ظهر ذلك بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية من خلال تواجد الأخوان والسلفيين فى كافة المناسبات وينافسهم على استحياء حزب الوفد بقائمة تضم رجل الأعمال عاطف الأشمونى ومارجريت عازر. الدائرة الشمالية أما فى الدائرة الشمالية فالأمر مختلف تماماً فالقوائم الحزبية كثيرة وكلها متشابهة ومتساوية فى القوى تقريبا فقائمة الحرية والعدالة ضمت مرشحا له تاريخ سياسى كبير وهو أمين اسكندر وقائمة النور تعتمد قائمة الكتلة المصرية التى تضم احزاب المصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار والتجمع على شعبية عماد جاد الباحث فى مركز الأهرام وخالد محمد عبد العزيز شعبان نجل النائب السابق بحدائق القبة والقيادى التجمعى ويظهر حزب السلام بقوة فى تلك الدائرة من خلال مرشح القائمة حسنين أبو جاد رجل الأعمال والذى يغدق على الدائرة بكثير من الأموال أما الوفد فبين أعضاء الوطنى المنحل ومرشحين أقباط انقسم الوفد فى هذه الدائرة ووجود حشمت سيد فهمى على رأس القائمة وهو نائب سابق بالوطنى قد يأتى بتشجيع سلبى للدعاية خاصة بعد الضجة التى أثيرت عقب ترشيحه أما على المقعد الفردى فإن الوفد بعيد. فى منافسة شبه محسومة لصالح سيد عيد المرشح على مقعد الفئات الذى لا ينافسه سوى عمرو زكى مرشح الحرية والعدالة وفرج على والمهندس شريف شيخون مرشح حزب النور أما مقعد العمال فما يزال المرشح المستقل وليد الموريجى يلقى تأييد الشارع الانتخابى لخدماته العديدة فى المنطقة وقبوله فى الشارع كما انه المرشح الوحيد الذى يلقى تأييد عدد كبير من مرشحى الفئات خاصة أنه يعتبر المرشح الأكثر نفوداً فى منطقة العباسية والوايلى. دائرة عزمى أما الدائرة التى تضم الزيتون معقل زكريا عزمى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق والمحبوس حالياً على ذمة قضايا وتضم الأميرية والوايلى وحدائق القبة ستكون هى أكثر الدوائر سخونة فى القاهرة وستحسم الدائرة بأًصوات الأقباط لأنها تضم عددا كبيرا من الكنائس والكاتدرائية الأم كما يحسمها حدائق القبة لأنهم ثلث المنتخبين من تلك المنطقة وقد تكون سبباً فى تفتيت الأصوات ورسوب جميع أبنائها أو العكس. أما فى دائرة قصر النيل فيتنافس حزب الحرية والعدالة بقائمة مثيرة على رأسها الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس مركز الأهرام للترجمة وقائمة الوفد التى تضم محمد المالكى ومجدى محمد إبراهيم وخالد البردويلى وقائمة الثورة مستمرة التى تتقدمها داليا زيادة الناشطة الحقوقية أما القائمة الفردية فتنافس عليها جميلة اسماعيل المرشحة المستقلة ونهال عهدى مرشحة الوفد. أما فى الدائرة (8) والتى تضم السيدة زينب والمنيل والمقطم ويتنافس عليها قوائم الحرية والعدالة والنور والوفد والكتلة المصرية والثورة مستمرة ولكن تبقى قائمة النور هى الأقوى حظاً ونفوذاً. وعلى المقاعد الفردية ترك حزب النور المجال لمرشحى الحرية والعدالة خالد حنفى وعيد حامد ولكن وجود المحامى حافظ أبوسعدة عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان منافساً على مقعد الفئات وتبقى دائرة مصر الجديد والنزهة -دائرة الرئيس السابق حسنى مبارك- هى الأكثر سخونة على مستوى المقاعد الفردية فالصراع بين ابناء الثورة اسماء محفوظ وعمرو حمزاوى وعدد كبير من المرشحين الآخرين قد يكونون هم الأقرب للفوز.