سخرت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية من وفد جامعة الدول العربية الذي يزور سوريا اليوم للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد بوقف قتل المتظاهرين، ووصفته بالمحير وعديم الجدوى إذ يضم الوفد على رأسه ممثل دولة قطر أحد أكبر الأنظمة المستبدة بالمنطقة، كما يضم ممثلا يمنيا وآخر جزائريا وكلاهما مثال آخر للاستبداد وحماية الأنظمة القمعية، وفقا للصحيفة. وأضافت الصحيفة أن الوفد الذي يسعى إلى إقناع بشار بالتخلي عن عمليات القمع لشعبه الذي يطالبه بإطاحة الأسد، فضلا عن جهود الوفد للاتفاق على خطة للمصالحة العربية، كلها مساع محيرة ومشكلة في حد ذاتها، كما أنه ليس بجديد على جامعة الدول العربية أن تضع خططا على ورق لا يخرج منها شيء إلى إطار التنفيذ. وقالت الصحيفة: "إن قطر التي تترأس الوفد والغنية جدا بمواردها ليست ببعيدة عن الحكم المستبد، فالبعثة المكونة من ستة أعضاء تشمل أيضا مصر وعمان والجزائر واليمن، نعم اليمن التي يحظى حاكمها المستبد بالحماية والدعم من العديد من الدول العربية الشقيقة، حيث ترفض الخطة الخليجية نقل السلطة بعيدا عن الرئيس علي عبد الله صالح". واستطردت الصحيفة ساخرة: "غني عن القول أن وجود وزير خارجية اليمن في الوفد المبعوث إلى دمشق يطمئن الأسد، فمن المؤكد أن صنعاء تحمل للأسد نصائح مفيدة حول استمرار قمعه لبلاده، وبقائه على رأس الحكم دون استسلام أو تراجع عن القتل الوحشي، وبث الفرقة بين الشعب، كما ستعين اليمن شبيهتها سوريا على الموافقة على المبادرات العربية دون تنفيذ أي من الاشتراطات الخاصة بهم". وواصلت الصحيفة استنكارها للموقف العربي وجامعة الدول قائلة: "إن إدراج الجزائر في الوفد أيضا مشكلة، فقد دعمت الجزائر النظام السوري في اجتماعات الجامعة العربية، كما أنها تؤيد معمر القذافي، فضلا عن أن النظام الجزائري، لم يشعر حتى الآن بضغط كبير من الربيع العربي، ولذلك فإنها تدعم أصدقاءها لعلهم يكونوا عونا لها في المستقبل القريب في مواجهة الربيع العربي، إن طرق بابها".