رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الاوضاع الساخنة التي تشهدها المنطقة العربية والنهاية الدموية للعقيد معمر القذافي لا تشير من قريب أو بعيد لنهاية الربيع العربي، ففي اليمن وسوريا مازال الدم يتناثر، وفي تونس تستعّد لإقامة أوّل انتخابات حرّة فيها، ومصر لازالت الامور غامضة وانتقالها للديمقراطية يلفه الغموض، وهذا يؤكد أننا لازلنا في بداية الربيع العربي. وقالت الصحيفة مساران متباينان للربيع العربي يبدوان اليوم بوضوح للعيان، ففي ليبيا حارب نظام متصلب ديكتاتوري وعنيف حتى نهايته المريرة فقط بعد مدة طويلة من إدراكه أن كل شيء قد انتهى، وفي اليمن وسوريا يتناثر الدم، بينما على الجانب الأخر من الحدود مع ليبيا تستعّد تونس لإقامة أوّل انتخابات حرّة فيها، وفي مصر التي تعتبر أكبر دولة في المنطقة مازال المجلس العسكري يتخبط ولا يعرف إلى أين يسير فمع اقتراب الانتخابات البرلمانية يشعر الجميع أن الامور قد انتهت واقترب البلاد من الديمقراطية، إلا أن الفوضى والاحداث التي تشهدها البلاد تجعل البعض يفكر من جديد في هذا الامر. وأضافت إن ليبيا ستشهد اختبار قوي حيث من المفروض أن تترك المليشيات المسلحة السلاح، والمؤشرات لا تبدو مشجعة، وعندما بلغ الأمر حد إيجاد مخابئ "القذافي" للأسلحة في الشهرين الأخيرين من الحرب, استحوذت الميليشيات على الأسلحة ليجرها كل الى قبيلته وليس إلى الحكومة الليبية المؤقتة، وتبدو الشكوك التي حامت حول مقتل القذافي برصاصة في الوجة ليس متاثرا بجروحه قد يجعل "ليبيا" تتحول في غضون أشهر قليلة إلى معرض لإطلاق النار حيث تتم تصفية كل الحسابات الكبيرة. وتابعت الصحيفة، وفي تونس لا تقل المخاطر درجة, لأنه إذا ما فشلت هذه التجربة فإن الطبقة الثانية من النخبة الحاكمة القديمة ستخلق زيفا "ناجحا" خاصا بها وسيتوه الربيع العربي. وفي مصر، يظهر المجلس العسكري الحاكم في مصر علامات تجريب لهذا الاحتمال، ومن شأن تونس أن توقفهم. وتضيف الصحيفة، أن انتخابات تونس لن تكون فقط الخطوة الأولى في درب إنشاء مؤسسات قد تحظى بثقة المواطنين كافة "دستور,برلمان ونظام قضائي مستقل"، بل أن الانتخابات ستكون أيضا اختبارا محركا للادعاء القائل بأن التعددية السياسية يمكن أن تبحر في ظل وجود حزب إسلامي على رأس السلطة، كل هذه الامور تشير إلى أننا لسنا في نهاية الربيع العربي, إنما لا نزال في بدايته.