مع اقتراب أول أيام شهر إبريل تمتلئ دور الأيتام بالزائرين من فئات المجتمع المختلفة، فنانين ولاعبي كرة قدم وسياسين ومسئولين بالدولة ورجال أعمال للاحتفال بيوم اليتيم مع الأطفال والتقاط الصور معهم وتوزيع الهدايا والحلوى لتعويض فقدان هؤلاء رعاية وعاطفة الأب والأم ..فرغم أهمية الاحتفال بذلك اليوم إلا أن الكثير من الأطباء النفسيين يطرحون آلية معينة للاحتفال بهذا اليوم خشية من المردود السلبي النفسي على الأطفال. ومن جانبها، قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث، إن الطفل اليتيم يشعر بالحزن والأسي وليس بالسعادة والفرح كما يعتقد البعض أثناء احتفال جمعيات رعاية الطفل بيوم اليتيم، لافتة إلى أن السبب يرجع لتسليط الضوء عليه وتقديم كافة أنواع الدعم له في يوم واحد من كل عام دون بقية أيام العام. فيما طالبت فايد في تصريحاتها ل"بوابة الوفد"، مؤسسات رعاية الطفل بالسعي الدائم وراء الهدف المنوط بها لتوفير كافة الإشباعات والاحتياجات النفسية والاجتماعية والمادية التي يحتاجها الطفل اليتيم، موضحة أن ذلك يؤدى لتجنب شعوره باختلاف المعاملة تجاهه في ذلك اليوم. ونوهت أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث، بأن القائمين على إدارة مؤسسات رعاية الطفل يجب أن يكون لديهم وعى ودراية كاملة بالمراحل العمرية التي يمر بها الاطفال ليستطيعوا التعامل معهم بطريقة طبيعية. وأضاف دكتور علاء مرسى، استشاري طب نفسي، أن التأثير السلبي على نفسية الطفل تأتي من كيفية تنظيم الاحتفال و طريقة التعامل مع الأطفال، فيجب على الزائرين فهم و وعى كيفية التعامل مع الاطفال وعدم الانجراف لمدهم بفيض من المشاعر الزائدة التي تجعلهم يستشعرون بالاحتياج لذلك الشعور طوال ايام السنة وحتى لا يشعر الطفل اليتيم أنه منبوذ طوال ايام العام، فالاحتفال لابد ان يكون بهدف مساعدته لتطوير حياته إلى الأفضل و لا يقتصر على الاحتفالات و الأغانى فقط. و أوضح مرسى، أن تركيز الأضواء على دور الأيتام وتسليط الكاميرات على الأطفال الأيتام في يوم واحد يخلق لديهم شعور بالانتهاك النفسي لخصوصيتهم والمتاجرة بمشاعرهم. الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أوضح أن الاحتفال بيوم اليتيم يؤثر علي الحالة النفسية للطفل سواء ايجابياً أو سلبياً علي حسب مرحلته العمرية، لافتا إلي ان الأطفال التي تتعدى أعمارهم ال5 سنوات يشعرون بسعادة لحظية لمجرد مشاهدتهم بأجواء الاحتفال،أما عن ما يتعدون السن المذكور يشعرون بالحزن مع بداية الاحتفال لمعرفتهم انه مجرد وقت يحظون به بجزء من الرعاية والاهتمام وسيمضي قريبا. وأضاف فرويز، أن ما ينتج عن الاحتفال بيوم اليتيم وهو دخول الطفل بمرحلة اكتئاب والبعض الأخر يصدر عنه إحساساً شديد بالسوء لإهتمام الجهات المعنية به ليوم واحد فقط من كل عام، منوها بأن بعض تلك الجهات ليست علي دراية تامة بحالة الطفل اليتيم ويقومون بالعمل كموظفين ولا يأبهون للعامل النفسي له. وأشار أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن بعض الموظفات القائمين بدور الأم البديلة بمؤسسات رعاية الطفل يتعاملون بطريقة قاسية مع الاطفال ويتولد من ذلك خلق شحنات سلبية داخلية تجاه المجتمع. و أكدت دكتورة ميرفت العامري، استشاري علم نفس، أن زيارة الطفل اليتيم مرة واحده فى السنة تؤثر نفسياً على شعور الطفل فالحفاوة الشديدة في ذلك اليوم تجعله يشعر بالنبذ الاجتماعي طوال العام. و أضافت العامري، أن فكرة الحراك الاجتماعي والاحتفال مع الايتام فكر إيجابي و لكن لابد من تكراره أكثر من يوم فى السنة، و تنصح بمواصلة الاهتمام بهؤلاء الأطفال وإشراكهم في الحياة العامة طوال العام، لأن عدم تكرار زيارة الأطفال الأيتام بعد انتهاء الاحتفال بيوم اليتيم يؤكد داخل الطفل اليتيم الشعور بالاستغلال وكأنه أداه للهو في يوم واحد.