في إطار الاحتفالات الرسمية بيوم اليتيم العالمي والذي اعتدنا أن يكون أول جمعة من أبريل الذي يوافق هذا العام يوم السادس من أبريل أجمع علماء الدين والمتخصصون علي ضرورة رعاية هؤلاء الأيتام نفسياً واجتماعياً وتقديم كافة أشكال الرعاية لهم للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والحنان المحرومين منه وأكدوا علي ضرورة اعطائهم حقوقهم طوال العام وعدم الاكتفاء بزيارتهم يوماً واحداً في السنة. قالت الدكتورة أمينة كاظم استاذ علم النفس التربوي بجامعة قناة السويس: تخصيص يوم للاحتفال بالطفل اليتيم في مصر والعالم العربي بمثابة رسالة لهؤلاء الأيتام الذين تخطي عددهم عشرات الآلاف أن المجتمع لا ينساهم ودائماً يتذكرهم فهو يشبه تماماً الاحتفال بيوم المرأة العالمي أو الاحتفال بأحد الأعياد وإن كنت أري أن يوماً واحداً لا يكفي لأن هؤلاء الأيتام يحتاجون لرعاية واهتمام بهم طوال العام وليس يوماً واحداً في السنة. أضافت: نحن نحصر رعاية الأيتام في تقديم الدعم المادي لهم شهرياً وهذا شيء غير مقبول لأن الأفضل تقديم الأموال لهم واحساسهم بحب من حولهم واهتمامهم بهم والحديث معهم فمن يمسح علي رأس يتيم يكون له ثواب عظيم وأجر كبير من الله عز وجل فما بالنا بمن يزوره باستمرار ولا ينقطع عنه ويدخل الفرحة والسرور علي قلبه ولاشك أن الأديان السماوية كلها حضت علي ذلك لأن هؤلاء الأطفال جزء لا يتجزأ من نسيج هذا المجتمع. استطردت: ما ألاحظه بشكل لافت ولا أجد له تفسيراً مقنعاً هو الكثرة الرهيبة في عدد دور مؤسسات رعاية الأيتام وفي المقابل نفتقد وجود خطة واضحة ومعايير ثابتة في التعامل مع هؤلاء فكل دار ومؤسسة علي حسب إمكانياتها فهناك جمعيات رائعة تقدم أفضل وأرقي الخدمات ابتداءً من السكن الراقي والحاقهم بأفضل مدارس اللغات هذا مع توفير شقة لكل يتيم بعد تخرجهم في الجامعة في حين أن هناك جمعيات أخري تعاني نقص الامكانيات وتقديم أساسيات احتياجاتهم.. لذا لابد من وجود خطة محددة ومعايير ثابتة تسير علي أساسها وتعمل بمقتضاها جمعيات رعاية الأيتام في مصر بدلاً من أن تعمل كل جمعية بمزاجها وحسب رؤيتها الشخصية ووفقاً لإمكانياتها.. لكن ما أتحفظ عليه وهو واقع ملموس لا يمكن إنكاره وهو قسوة التعامل مع هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوي أنهم جاءوا لهذه الدنيا ووجدوا أنفسهم بلا أب أو أم فالمجتمع للأسف الشديد ينظر لهم نظرة دونية فيها من القيل والقال ما يكفي لتحطيمهم نفسياً واجتماعياً فلابد من تغيير نظرة المجتمع لنخرج أطفالاً وشباباً أسوياء محبين لهذا المجتمع غير كارهين له وناقمين عليه وتساءلت د. أمينة لا أدري إن كان الصحيح هو تعريف هؤلاء الأطفال منذ الصغر بحقيقة أمرهم أم أن نترك الأمر حتي يكبروا ويستوعبوا. أشارت الدكتورة نوال سليمان استاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر إلي أن يوم اليتيم ما هو إلا جرس للغافلين عن هؤلاء الأيتام فهؤلاء الأطفال لهم حق علي المجتمع بكل أفراده وطوائفه وليس مقتصراً علي الجمعيات والمؤسسات الخيرية فهذا الحق لا يسقط بمجرد زيارة مرة في السنة فلابد من إعطائهم كافة حقوقهم مثل أبنائنا تماماً. أضافت: لقد شددت كل الأديان السماوية علي الاهتمام باليتيم والأخذ بيديه ورعاية مصالحه وحفظها حتي يكبر إن كان ميسور الحال.. أما إن كان فقيراً فلابد من تقديم كل ما يحتاج إليه دون نقصان. استطردت: لقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية الحديثة أن الطفل اليتيم أفضل حالاً وأحسن حظاً من الطفل الذي انفصل أبواه وتركاه في الشارع فريسة لكل الأعمال المنافية للدين والأخلاق وأعراف المجتمع.. فأنا أري أن المجتمع المصري يقوم بدوره تجاه الأيتام مقارنة بمجتمعات أخري لا تعطيهم أي اهتمام أو رعاية. أشارت إلي أنها تري أن اليتيم في مصر ليس من فقد أحد والديه لكنه الذي خرج من أسرة مفككة لم يري غير الشارع عائلاً له. طالبت الأسر المصرية بزيارة الأيتام طوال العام من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة علي قلوبهم خاصة أن دور رعاية الأيتام فاتحة أبوابها طوال العام وليس يوم اليتيم فقط.. لكن للأسف الشديد الجميع لا يفعل ذلك ويكتفي بزيارته يوم الاحتفال به وهذا ما نتمني أن يتغير.