كان «التهميش» كلمة السر وراء تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب باستقالتهم سواء من المجلس وفقا لآخر استقالة تقدم بها الدكتور سري صيام أو الاستقالات التى تقدم بها كل من النائب مصطفى بكرى من ائتلاف «دعم مصر» وكذا النائب محمود يحيى عضو الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن اعتراضا على تشويه الائتلاف لهم. في هذه السطور نرصد تفاصيل الاستقالات التى تقدم بها هؤلاء النواب والتى كان التهميش السبب الرئيسي لها. تهميش متعمد ل«بكرى» من أهم الاستقالات التى كان التهميش عاملا رئيسيا فيها استقالة النائب مصطفى بكرى من ائتلاف «دعم مصر» بعد الخلافات التى ثارت مؤخرا بين الطرفين، والتى جاءت بدايتها عندما توجه مصطفى بكرى وعدد كبير من النواب لزيارة لمدينة شرم الشيخ، فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية نهاية شهر أكتوبر الماضى دون إبلاغ اللواء سامح سيف اليزل. تلا ذلك الخلاف حول إقالة خالد الصدر أمين عام مجلس النواب من منصبه، عندما اعترض بكرى وعدد آخر من النواب على القرار واتخاذ موقف واضح منه، ليعلن «اليزل» بعد ذلك أنها رؤية فردية للأعضاء المعترضين، ولا تعبر عن الائتلاف. وتفاقم الخلاف عندما تم طرح الأسماء على مقعدى وكيلى المجلس، والتى قال «بكرى» حينها إن قيادات الائتلاف تدفع بالنائب علاء عبد المنعم للترشح لوكالة البرلمان وتقف ضده، وعند إجراء الانتخابات بالمجلس دعم النائب البرلمانى الوكيل الحالى سليمان وهدان، نائب حزب الوفد ضد عبدالمنعم، هذا بالإضافة الى رفضه الى قانون الخدمة المدنية على غرار الموقف الذى أعلنه الائتلاف بالموافقه على القانون. وتوالى بعد ذلك تجاهل دعم مصر لدعوة بكرى حضوره اجتماعاته فى ظل الفترة التى يعيشها الائتلاف من إعادة الهيكلة، هذا بالاضافة الى تجاهل «دعم مصر «لدعوة بكرى الى اجتماع الصعيد والذى كان بكرى مقرر له فى القائمة، وهو الامر الذى يمثل السبب الاساسي في استقاله النائب البرلمانى. التركيز على نواب بعينهم فى دعم مصر ومثلت استقالة النائب محمود يحيى الحلقة الثانية فى سلسلة الاستقالات من الائتلاف نظرا لاتباعه التشويه الممنهج ضد بعض النواب،حيث تقدم النائب باستقالته من الائتلاف بعد شعوره بالتهميش وعدم دعوته لكثير من الاجتماعات، كان آخرها اجتماع الصعيد الذى عقد قبل أيام، فضلا عن سوء الادارة وتركيز القائمين على عدد من النواب. وهو ما أكده أشرف رشاد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، فى تصريحات خاصه ل«الوفد»،لافتا الى ان النائب تلقى عدة اتصالات من قادة الائتلاف يطالبون فيها بالعدول عن استقالته وتدارك الأمر. تجاهل مستمر ل«صيام» وأما المستشار سري صيام،عضو مجلس النواب المعين الذى آثر عدم الحصول على مقعد من مقاعد وكاله المجلس أو رئاسه على الرغم من كونه أكبر قامة قانونية فى البرلمان، فقد واجه العديد من المواقف التى تم فيها تجاهله بصورة كبيرة داخل أروقه المجلس. فبداية من الانتقادات الموجهة للنائب المستقيل الى رئيس المجلس الدكتور على عبد العال مرورا بمطالبات مرتضى منصور له بالاستقالة، كان التجاهل والتهميش السبب الرئيسي دائما فى إثارة حفيظة صيام. ومن أهم هذه المواقف التى اعلن خلالها النائب المعين سوء إدارة الجلسات نظراً لتأخر على عبد العال فى إعطاء الكلمة له فى إحدى الجلسات. ولم يسلم «صيام» من التصريحات النارية التى يقذفها النائب مرتضي منصور،حيث واجه الأول هجوما شراسا من منصور والذي طالبه فيها بالاستقالة قائلا: «إهدى شوية ولو مش عاجبك رئيس المجلس استقيل». كما تجاهل البرلمان اقتراح صيام بتشكيل 6 لجان لنظر قرارات بقوانين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمستشار عدلى منصور. وعلى الرغم من هذه المواقف إلا أنه تجاهل تمثيل المستشار فى لجنة إعداد اللائحة الداخلية كان بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، وهو ما أكده المستشار سري صيام، فى تصريحاته التليفزيونية، مشيرا الى ان التهميش الذي عانى منه هو السبب الرئيسي. ولفت النائب المستقيل من مجلس النواب، إلى أن قرار استقالته قاطع ولا رجعة فيه تحت أي ظرف، متسائلا عن عدم اختياره ضمن لجنة إعداد اللائحة الداخلية للبرلمان، قائلا «هذا الأمر كان فاجعة كبرى لى». وأضاف «صيام» أن المناخ فى المجلس غير جيد في التعامل معه، فضلًا عن محاولات التهميش المستمرة، ما لم يوفر له الفرصة لتقديم ما لديه من خبرة، موضحا أنه أكد في نص استقالته أنه لن يحضر جلسة مناقشة الاستقالة، وأعلن اعتذاره عن أي أنشطة داخل البرلمان اعتبارًا من 7 فبراير الجاري.