عادة ما اسأل زوجي كنوع من "المناكفة " التي اعتدت عليها منه : هل تفكر أحيانا في أن يكون لك زوجة أخرى غيري؟ فيصدمني ويقول: "إن شاء الله أول ما ربنا يفتح علي هاتجوز 3 كمان.. بس انت ادعيلي" بالطبع أستشيط غضبا، وأرد: لماذا يريد الرجل دائما أن تكون له أكثر من زوجة مادامت زوجة واحدة تكفيه ولا تقصر في شىء معه.. هل هي طفاسة؟ فيرد علي السؤال بسؤال مستفسرا ومتعجبا: أموت واعرف لماذا ترفض الزوجات التعدد.. بماذا تشعر؟ إيه ال هايحصل يعني..؟ الواحدة تسمع إن جوزها هايتجوز عليها أو حتى بيفكر.. وعينك ما تشوف الا النور تتغير ملامحها وسياستها في الحياة وتعلن الحرب على جميع الرجال...!!!.. بالذمة أرد عليه أقول إيه ؟!..طبعا لا أجد سوى الصمت و"الإذبهلال" ردا على ما يقوله زوجي الحبيب. ويظل الجدال مستمرا بيني وبينه.. دائرة مفرغة ندخل إليها كلما فتحنا موضوع التعدد ولا نلتقي فيها أبدا .. فكل منا يريد أن يفهم دواخل الآخر أو بمعنى أدق يرفض أن يفهم.. هو يتعجب لرفضي التام أن تشاركني فيه أخرى، ويندهش بشدة من موقفي المهدد بالانفصال إن حدث ووزه الشيطان بالزواج، ودائما الرد جاهز لديه: هل ترفضين شرع الله.. لقد أباح الله للرجل الزواج بأربعة.. فأرد بدوري قائلة: ونعم بالله.. ولكنها إمكانيات وقدرات نفسية.. وربما لو كنت في موقف آخر لاستطعت أن أحتمل زواجك بأخرى.. ولكن من يعلم ماذا يخبىء لنا الغيب.. ربما يأتي علي اليوم الذي تتزوج فيه وأسكت أنا أو... أموت!! ومع تكرار هذا النوع من الحوارات الذي لا أعرف هل هو صحي أم لا..؟ أستطيع التسليم بأن كل رجل يتمنى له زوجة أخرى حتى كدت أن أقتنع بمبدأ زوجي.. وهو أن الزواج بأخرى أمر عادي وطبيعي ولا يستحق كل هذا الجدال، أما استنكار النساء لذلك فهو الشاذ في الموضوع وليس العكس. اعذرني.. فأنت مختلف أحيانا أفكر في سبب هذه الهوة في طريقة التفكير بيننا نحن النساء وبين الرجال، خصوصا فيما يتعلق بقدرة الرجل على حُب أكثر من امرأة أو الزواج بأكثر من واحدة، وأجد أن السبب قد يكون نابعا من كوني أحاسب زوجي وفقا لطريقة تفكيري ومشاعري الشخصية كأنثى التي لا تقبل بأي حال من الأحوال حب أكثر من رجل واحد، أما الرجل فقد تكون دواخله واحتياجاته وسماته الشخصية والنفسية مختلفة.. وهذا مالا أفهمه بالفعل..وبت أتساءل..هل الرجال بالفعل مختلفين عنا كسيدات، فالسيدة تستحيل حياتها جحيما في حال أحبت أكثر من رجل.. بينما يجوز للرجل أن يحب كل النساء ويتزوج منهن أربعة فقط! يجيب على هذا السؤال د.عمرو أبو خليل ،الطبيب النفسي والخبير الاجتماعي، قائلا: بالفعل الرجل والمرأة مختلفان، وقد خلقهما الله عز وجل مختلفان على هذه الصورة من أجل إعمار الأرض، فالرجل يميل بطبيعته للتعدد أما النساء فتميل إلى التوحد –ليس التوحد المرضي- ولكنها تميل إلى وجود شريك وحيد في حياتها. ويؤكد أبو خليل كلامه قائلا أن الدراسات والبحوث العملية والمشاهدة الدقيقة أثبتت أن نفس القصة موجودة لدى الحيوانات والطيور ، فالأنثى في الممكلة الحيوانية وفي مملكة الطيور تميل لأن يكون لها شريك واحد، فهي تنتمي لعش واحد تتزواج فيه وتضع فيه أطفالها الصغار لترعاهم، في حين أن الذكر من الحيوانات والطيور يكون له أكثر من شريكة واحدة، فهذه هي طبيعة الخلق وطبيعة الحياة.. هكذا خلقنا الله عز وجل حتى تستمر الحياة بلا شك. نعم مازلت أحبِك أحد النقاط الهامة في الموضوع أيضا ،كما يشير أبو خليل ، أن الزوجة تربط بين زواج زوجها بأخرى وانعدام حبه لها أو انتهائه، مؤكدا أن هذا غير حقيقي، فلا يعني أن الرجل تزوج بأخرى أنه لم يعد يحب زوجته، فالرجل لديه الطبيعة النفسية التي تمكنه من حب أكثر من امرأة واحدة في نفس الوقت.. ويضيف: كثيرون يأتون إلىّ في العيادة النفسية من الزوجات والأزواج الذين خاضوا تجربة التعدد ، وقد أجمعن كلهن على نفس الشكوى وهي أن الزوج لم يعد يحبها.. ولكن هذا الزعم غير حقيقي وتؤكده فضفضة الزوج لي "بيني وبينه" مؤكدا أن كلام زوجته غير صحيح وأنه مازال يحبها ويقدرها ويحترمها، ولكنه أيضا يحب زوجته الأخرى. ويستطرد د.أبو خليل : إننا كمجتمع محافظ ليس لدينا تعدد في العلاقات خارج نطاق الزواج الشرعي، ففي الغرب مثلا كشفت إحدى الاحصاءات أن الرجل الواحد تتعدد علاقاته مع النساء حتى تصل إلى 50 سيدة، أما في الدول الاسكندنافية فيصل العدد إلى 100 إمرأة. لأنه لا يوجد إطار شرعي يمنع ذلك لديهم، أما نحن فالله تعالى حدد ذلك وقننه في إتاحة أربع زوجات لكل رجل. وهنا نؤكد على فكرة أن الشرع حدد ولم يعدد، فعند نزول التشريع في شبه الجزيرة العربية كان الرجل الواحد يرتبط بعدد نساء لا يحصى ما بين زوجات وبين ما ملكت يمينه وغير هذا من علاقات أخرى، أما الشرع فقد جاء ليقنن كل ذلك ويحدده في 4 زوجات فقط لا غير.