أظهر شريط فيديو بثه ناشطون انتشار القناصة على أسطح المنازل في حي الأربعين في مدينة حماة ظهر يوم الثلاثاء، وذلك في أعقاب استشهاد عشرين شخصًا على الأقل في أنحاء سورية وسط تواصل الاقتحامات والقصف والمظاهرات. ومنذ إعلان نظام الأسد الحرب على الشعب الثائر وفتحِ النار على المحتجين العزل، لم يفتأ الناشطون يتحدثون عن تواجد القناصة الذين لا يتركون سلاحهم جانبًا حتى بعد إعلان ما يسمى بوقف إطلاق النار ووصول المراقبين الدوليين. بعد ارتفاع أعداد الشهداء إلى ما يربو على 11 ألف شهيد منذ اندلاع الثورة السورية -حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان- برزت الحاجة الملحة إلى ضرورة التوائم مع وجود القناصة الذين لا يتورعون عن القتل وحتى استهداف الأطفال والنساء. الناشط محمد علي عضو تنسيقية الثورة بالزبداني وثق بكاميرا رقمية الفيديو الذي يفضح سياسة القتل الممنهج الذي يمارسه النظام . ففي الزبداني اتخذ قناصة الأسد مواقعهم على أسطح المباني العالية التي تشرف على مساحات واسعة من المدينة. وعادة ما يتخذون تلك المواقع قبيل مداهمة الجيش النظامي بيوم أو يومين لمراقبة الشوارع وتسهيل عملية الاقتحام عليه؛ لكن الاستراتيجية تغيرت مؤخرًا، فبعد أن كان القناصة يقومون بحماية الجنود ضد هجمات الجيش الحر؛ أصبح جنود النظام هم الذين يحمون القناصة. فاليوم تجدهم قرب الحواجز، حيث تتواجد عناصر الجيش النظامي، وباتت قوات الأمن والجيش النظامي تسبق القناصة في الدخول إلى المدينة وتهيئ لهم الميدان حتى يتمكن القناصة من التمركز في النقاط الاستراتيجية، بينما الأهالي وعناصر الجيش السوري الحر منهمكون في مقاومة الدبابات. وفي تلك الأثناء يمارس القناص هوايته في اصطياد المارة لا سيما إن بدت عليهم أمارات معارضة النظام. ونظرًا لأهمية القناص الاستراتيجية، يقوم النظام بتوفير جنديين مسلحين لحماية كل قناص، لأن سلاح القناص لا يمكنه من إطلاق أكثر من رصاصة واحدة في كل طلقة. ويختبئ القناصة دائما في أماكن محمية لكن من السهل الهروب منها، ولم يلاحظ وجودهم في الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر. ولا يوجد في صفوف الجيش السوري الحر قناصة لأنهم يشترون أسلحتهم من السوق السوداء حيث لا يمكنهم الحصول على بنادق هجومية تضاهي ما يتمتع به الجيش النظامي. فالجيش الحر يحاول نشر الإعلانات لتنبيه المارة من خطر وجود القناصة فيلصقون لافتات كتب عليها: "سر على الرصيف الأيمن فأنت على اليسار تصبح في مرمى القناص".