منذ أن بدأ تدخل الجيش فى قمع الاحتجاجات فى سورية، لم يفتأ المراقبون فى الحديث عن تواجد القناصة الذين لا يتركون سلاحهم جانبا حتى عند إعلان وقف إطلاق النار. فأين يتمركز هؤلاء؟ كيف يتمكن السكان من التعرف على مواقعهم وتفاديهم؟ ماذا يملك الجيش السوري الحر لمحاربتهم؟ تواجد مراقب فى موقع الأحداث ليتحدث مع قناة "فرانس 24" الفرنسية الإخبارية و يجيب عن هذه الأسئلة من خلال ما رآه فى مدينة الزبداني. ويقول المراقب الموجود ميدانيا فى سورية "إن القناص إذا تلقى أمر بالقتل فلن يتردد فى تطبيقه على الجميع، دون استثناء طفل أو امرأة" مشيرا إلى أنه فى مدينة الزبداني هناك مبان عالية تشرف على مساحات واسعة من المدينة وهذه الأماكن هى التى كان القناصة يختارونها بادئ الأمر للتمركز فيها. حيث كانوا يأتون قبيل مداهمة الجيش بيومين لمراقبة الشوارع وتسهيل العملية العسكرية عليه. لكن الأمر تغير اليوم حيث أصبح القناصة يقومون أكثر بحماية الجنود ضد هجمات الجيش السوري الحر. فاليوم تجدهم خاصة قرب الحواجز، حيث الجيش النظامي. وقد باتت قوات الأمن وقوات الجيش النظامي تسبق القناصة فى الدخول إلى المدينة وتهيئ لهم الميدان حتى يتمكن القناصة من التمركز فى النقاط الاستراتيجية، بينما الأهالى وعناصر الجيش السوري الحر منهمكون فى مقاومة الدبابات. ويقول هذا المراقب أن القناص يرافقه عادة جنديان يحمل كل منهما رشاشا، مهمتهما حمايته لأن سلاح القناص لا يمكنه من إطلاق أكثر من رصاصة واحدة فى كل طلقة. يختبئ القناصة دائما فى أماكن محمية لكن من السهل الهروب منها، كما أننا لم نلاحظ لهم وجودا فى الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر. حيث لا يوجد فى صفوف الجيش السوري الحر قناصة لأنهم يشترون أسلحتهم من السوق السوداء حيث لا يمكنهم الحصول على بنادق هجومية تضاهي ما يتمتع به الجيش النظامي. إلا أن الجيش السوري الحر يحاول على الأقل التنبيه من خطر وجود القناصة فيلصق مثلا لافتات كتب عليها: " سر على الرصيف الأيمن فأنت على اليسار فى مرمى القناص". ويقول هذا الشاهد إن إطلاق القناصة للنار ليس دائما بهدف القتل، أو على الأقل يختلف الأمر من مدينة إلى أخرى بحسب الأوامر التى يتلقاها القناص. ففي الزبداني، قليل هو عدد ضحايا القناصة لكن حضورهم يهدف خاصة لردع الأهالي. أما فى درعا أو حمص أو إدلب، فهم يطلقون النار على الجميع. إن كان مع القناص أمر بالقتل فلن يتردد فى تطبيقه على الجميع، دون استثناء طفل أو امرأة.