يعكف علماء في بلدة شفالباخ آم تاونوس الألمانية على تطوير نوع جديد من الحفاضات بمساعدة آلاف الأطفال الرضع من المناطق المجاورة. الطفلة لوته (ستة أشهر) هي أحد الأطفال الرضع الذين يساعدون الباحثين على تطوير حفاضات المستقبل. فعلى مدار الشهرين الماضيين، كانت سابينه غرامبرغ والدة لوته تحضر طفلتها إلى مركز الأبحاث مرة واحدة أسبوعيا. همست الأم في أذن طفلتها قائلة: "تبلين بلاء حسنا"، وذلك أثناء فحص بشرة لوته من خلال جهاز استشعار فضي اللون لقياس مدى جفافها بعد ارتداء الطفلة نموذجا أوليا من الحفاض الجديد في الليلة السابقة. وبعد فترة وجيزة، بدأت البيانات تظهر على الشاشة الموضوعة في نهاية المائدة بالمعمل. ويقول رئيس فريق باحثي شركة "بامبرز" لحفاضات الأطفال فرانك فايسمان: "نعمل حاليا على تطوير حفاضات المستقبل". ويتمثل الهدف الرئيسي للباحثين في تطوير حفاض أكثر قدرة على الامتصاص، وهو ما أوضحه فايسمان بقوله: "من المهم أيضا ألا يتسرب شيء عندما يسقط الطفل على مؤخرته". وثمة 350 شخصا يعملون حاليا في شفالباخ على تطوير منتجات جديدة لشركة "بروكتر آند غامبل" الأميركية. كما تعمل شركات أخرى، مثل "هيدرا"، مع الأطفال لتطوير منتجات جديدة. ويقول فايسمان إنه يتم فحص مستويات الرطوبة على بشرة الطفل تحت الحفاض للوصول إلى النتيجة المثالية التي تتمثل في جفاف البشرة تحت الحفاض مثل سائر أجزاء الجسم. وظهرت بيانات الاختبار على شاشة العرض لتشير إلى أن بشرة لوته أفرزت ثمانية غرامات من المياه لكل متر مربع من البشرة. وقلبت غرامبرغ طفلتها على وجهها وخلعت الحفاض كي يتسنى للباحثين قياس نسبة المياه على البشرة تحت الحفاض. وكانت النتيجة إفراز ستة غرامات لكل متر مربع من البشرة، ما يعني أن البشرة تحت حفاض لوته أكثر جفافا من بشرة ساقيها. غير أن العالم الذي يعمل على جهاز الاختبار أوضح هذا الأمر بقوله: "يرجع ذلك فقط إلى أنها كانت مضطربة قليلا أثناء إجراء القياس الأول". ويشير فايسمان إلى أنه لم يجد أي صعوبة في العثور على متطوعين للمشاركة في هذا المشروع البحثي، حتى أن بعض الآباء أجروا اتصالات هاتفية بالعلماء العاملين في مركز الأبحاث وطلبوا منهم المشاركة في المشروع. ويقول فايسمان: "معظم الأمهات من المنطقة المحيطة يشاركن في البحث. فالآباء يحصلون على إمدادات مجانية من الحفاضات طوال مدة البحث كما يتلقون مبلغا ماليا صغيرا لتعويضهم عما يبذلون من جهد وتغطية تكاليفهم". ويتعين تجريب الحفاض الجديد على ثلاثة آلاف طفل على الأقل قبل اعتباره جاهزا للطرح في الأسواق اذ يتطلب الأمر بصورة عامة ما يتراوح بين عامين وعشرة أعوام من البحث لإنتاج جيل جديد من الحفاضات. ويؤكد العلماء على أنه ليس هناك أي مخاطر على الأطفال الرضع التي تشارك في اختبارات النماذج الأولية للحفاض، وهو ما يؤكده ايضا كونراد غيرسدورف من مؤسسة "ستيفتونج فارنتيست" الألمانية لحماية المستهلك المعنية باختبار المنتجات الجديدة. ولا تنتاب غرامبرغ، التي علمت بشأن التجارب البحثية من أصدقائها أي مخاوف‘ بل إنها سعيدة بمشاركة ابنتها لوته وابنها ميكا في هذه التجارب وهي تتلقى 20 يورو (26 دولارا) في كل مرة. وتقول الأم: "لا أبذل مجهودا كبيرا. يمكنني الوصول إلى المعمل بالسيارة في غضون 12 دقيقة فقط". وأضافت: "إنها تسلية رائعة للأطفال".