تمكن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من جمع ثروات تقدر بمئات الملايين، وفي هذه الآونة بدأت تطاله تحقيقات مسئولي الضرائب التي يقال إنه تهرب منها بطرق غير مشروعة. وتناولت صحيفة صنداي تليجراف الأمر في عددها الصادر صباح الأحد حيث أكدت أن إحدى شركات بلير والمتخصصة في إدارة أمواله، لم تدفع العام الماضي سوى 315 ألف جنيه استرليني للضرائب في حين أن دخلها تجاوز 12 مليون جنيه. وأضافت الصحيفة إن مكتب بلير يعمل عبر شبكة معقدة من الشركات المساهمة وذات المسئولية المحدودة والمغلقة بما يجعل تعقب مصادر ملايينة أمرًا صعبًا للغاية. وأشارت صنداي تليجراف إلى أن بلير يعمل كمبعوث للشرق الأوسط، وأيضا يعمل استشاريًا لبنك "جي بي مورجان" ولشركة تأمين سويسرية براتب سنوي يصل إلى 3 ملايين جنيه. وذكرت الصحيفة أن القدر الأكبر من ثروة بلير يأتي من الاستشارات التي تقدمها شركته لحكومات في الخارج مثل الكويت وكازاكستان. وكانت "تلجراف" كشفت في وقت سابق عن علاقات بلير المالية بنظام معمر القذافي في ليبيا، التي زارها ست مرات بعد خروجه من الحكم إحداها كانت لترتيب قرض لرجل أعمال روسي عن طريق بنك جي بي مورجان. وهناك مجموعتان من الشركات إحداهما ويندرش فينشرز والأخرى تسمى فايررش فنشرز، والأولى تدير مجموعة من الشركات أما الثانية فلا يعرف عنها شيء. والشركة التي سجلت في إدارة الشركات أعلنت عن دخل يفوق 12 مليون جنيه استرليني العام المنصرم، لكنها سجلت أرباحا مقدارها مليون جنيه دفعت عنه ضرائب في حدود 315 ألف جنيه استرليني. إلا أن المدفوعات للمجموعة وصلت 20 مليون جنيه استرليني، ونتيجة طبيعة الشركات التابعة للمجموعة والتي لا تفرض عليها الكشف عن حساباتها فهناك 8 مليون جنيه استرليني تعتبر "غامضة". وتنشر الأوبزرفر، التي تصدر اليوم الأحد بدلا من الجارديان، تحقيقا موسعا عن ثروة بلير أيضا تقول فيه أنه في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات البطالة وتفلس الشركات تعلن مجموعة شركات بلير المسجلة زيادة في عائداتها بنسبة 40 في المئة. وتقول الأوبزرفر إن خبراء المحاسبة يستهجنون الطريقة التي تعمل بها مجموعة الشركات التابعة لبلير والكيانات المالية الغامضة التابعة لها التي لا تتسم باي شفافية. ولا يقتصر الأمر على ما يتقاضاه بلير وشركاته، وإنما هناك أيضا المنح والهبات والتبرعات لمشروعات خيرية، أغلبها في إفريقيا، وتربط بلير بأثرياء العالم. وحسب الاوبزرفر، فإن السجلات العامة تشير إلى تبرعات من مؤسسة بل جيتس بمبلغ 2.5 مليون دولار لمجموعة شركات بلير لادارة مشروعات مكافحة الفقر في سيراليون، إلى جانب ما يقرب من مليون جنيه استرليني من عائلة سينزبري لمشروعات خيرية في رواندا.