د.مازن النجار \n\n منذ إصدار إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتحذيرات صحية حول بعض الأدوية الشائعة كمضادات للالتهابات، مثل سيليبريكس، توجه 40 بالمائة تقريباً من مرضى التهاب المفاصل بالولايات المتحدة نحو وسائل الطب البديل والمكمل، بما في ذلك مكملات غذائية وعلاجات بديلة.\nوقد تناولت دراسات متعددة – مؤخراً - بهار الكركم الأصفر (turmeric)، هو مسحوق جذور عشبة \"كركوما لونغا\" ومكون رئيس لخلطات البهارات الآسيوية كالكاري ومكمل نباتي؛ فوجدت له فوائد واعدة، وقائية وعلاجية، فيما يتعلق بالتهاب المفاصل وسرطاني البروستاتا والقولون والخرف المصاحب للشيخوخة. ففي دراسة بجامعة أريزونا، اختبر الباحثون تأثير وآلية عمل مسحوق الكركم على التهاب المفاصل، حيث يعتقد منذ القديم بخصائصه المضادة للالتهابات. \nوجد الباحثون أن الكركم يمنع التهاب مفاصل فئران المختبر؛ ثم وسّعوا التجربة لمقارنة التركيب الكيميائي لمستخلص الكركم التجريبي الخالي من الزيوت بمكملات الكركم التجارية؛ فوجدوا تشابهاً كافياً. واكتشفوا أن الكركم قد ثبّط جيداً تلف المفاصل الناجم عن التهابها، وثبط بروتين (بي) المسيطر على مسببات الاستجابات الالتهابية، وبدّل تعبيرات جينات تورم وتلف المفاصل، ومنع زيادة خلايا تفتيت عظام المفاصل. كما لوحظ أنه يمنع الاستجابات الالتهابية المبكرة.\nمن ناحية، أفادت تجربة إكلينيكية بجامعة جونز هوبكنز أن حبة علاجية يومية من مركبات كيميائية في الكركم والبصل قد خفضت حجم وعدد الآفات (المقدمات) قبل السرطانية للجهاز المعوي البشري المعروفة بالداء السلسلي. عولج المرضى بجرعات من مركب الكركومن (صبغة صفراء آمنة نسبيا مستخلصة من الكركم) ومركب كويرسيتين (مضاد أكسدة بالبصل)، لستة اشهر تقريباً.\nأظهرت النتائج أن لهذين المركبين تأثيرات على مرضى الداء السليلي، وهو اضطراب ورمي غدي ينشأ ضمن عائلات، ويتسم بنشوء مئات الأورام الغدية (السلائل) في القولون والمستقيم، ثم سرطان القولون. وكانت دراسات سكانية لشعوب تستهلك الكاري، وأبحاث معملية على القوارض، قد أشارت بقوة إلى فعالية الكركومن في منع وعلاج سرطان الأمعاء السفلى.\nكذلك، وجدت تجربة بجامعة رتجرز أن تناول الكركم ومركب \"فينيثيل أيزوثيوسيانيت\" الطبيعي، المتواجد بوفرة في الجرجير والكرنب والبروكولي وبراعم بروكسل واللفت والقرنبيط وأبو ركبة، معاً أو انفرادياً، أظهر مزايا وقائية ملموسة من سرطان البروستاتا لدى فئران المختبر، وأن مزجهما قد يكون فاعلاً في علاج حالات سرطان بروستاتا. وجد الباحثون استخدام الكركم أو \"فينيثيل أيزوثيوسيانيت\" منفرداً يعطي نتائج محدودة، بينما خفض العلاج بهما معاً نمو الأورام بشكل ملموس.\nوقد لاحظ الباحثون بجامعة رتجرز انخفاض نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا في الهند؛ ويعزى ذلك إلى الغذاء النباتي الغني بمواد كيميائية نباتية غير مغذية، لها خصائص وقائية ضد المرض. ويمزج معظم مرضى سرطان البروستاتا حالياً العلاجات التقليدية، كيميائية وإشعاعية، بهذه المركبات النباتية كبدائل أو مكملات علاجية.\nوكانت أبحاث طبية أخرى قد وجدت أن تناول الكركم بكميات جيدة يومياً يمنع التلف في خلايا الدماغ، والذي يصاحب الإصابة بخرف الشيخوخة ومرض ألزهايمر. ويحذر العلماء أن مجرد الاستهلاك البسيط للكركم أو الكاري قد لا يكون له نفس نتائج الدراسات، نظراً لأهمية مقادير الجرعات.