د.مازن النجار \n أصدرت الصحة العالمية تقريراً بنتائج مشروع بحثي يحذر من تضاعف مخاطر تكون جلطات دم مهلكة أثناء السفر لدى جلوس المسافر بشكل متواصل لأربع ساعات أو أكثر، وفقاً لبيان المنظمة. \n وتعرف هذه الحالة ب\"السُداد التجلطي الوريدي\" (VTE) ويتمثل بتكون جلطة دموية أولاً أو تجلط (تخثر) ينشأ في وريد عميق، ويكون ذلك عادة في الساق. وهي حالة تسمى \"تجلط الوريد العميق\"(DVT) ويمكن أن تهدد الحياة إذا ما أفلت التجلط وتنقل خلال الجسم إلى الرئة حيث يستقر هناك، ويسد جريان الدم. \n وهذه الحالة الأخيرة من السداد التجلطي الوريدي تعرف بالانسداد الرئوي. ومن أعراض تجلط الوريد العميق (DVT) الشعور بالألم والتألم باللمس، والتورم، بينما تشمل أعراض الانسداد الرئوي ألما في الصدر وصعوبة التنفس. \n\n مخاطر منخفضة\nوتقول د. كاثرين لوغاليه-كامو، المدير العام المساعد للصحة العالمية لشؤون الأمراض غير المعدية والصحة العقلية إن هذه الدراسة أكدت فعلاً زيادة مخاطر الإصابة بالسداد التجلطي الوريدي خلال السفر، حيث يجلس المسافر بدون حركة لأكثر من أربع ساعات سواء كان ذلك في الطائرة أو القطار أو السيارة.\n وتضيف أنه في نفس الوقت من المهم تذكر أن مخاطر نشوء سداد تجلطي وريدي أثناء السفر يبقي منخفضاً نسبياً، وحتى مع زيادة المخاطر تصل احتمالات نشوء سداد تجلطي وريدي لدى جلوس الركاب بدون حركة لأكثر من أربع ساعات إلى حالة واحدة فقط بين كل 6 آلاف مسافر. \n جاءت هذه النتائج من المرحلة الأولى من بحوث الصحة العالمية ضمن مشروع مخاطر السفر عالمياً. وتهدف هذه المرحلة إلى تأكيد أو حسم ما إذا كانت مخاطر السداد التجلطي الوريدي تزداد بالسفر جواً، وتحديد نطاق هذه المخاطر. \n\n دوران الدم\nوبجانب السفر لأكثر من أربع ساعات، هناك عوامل أخرى تساهم في إمكانية نشوء سداد تجلطي وريدي، وتضم البدانة واستخدام أقراص منع الحمل وتاريخ نزوع الأسرة لزيادة تكون الجلطات.\n وبينما تستمر مخاطر نشوء سداد تجلطي وريدي مرتفعة لنحو أربعة أسابيع بعد الرحلة، فإن الركاب الذين يسافرون رحلات متعددة لفترات قصيرة هم أيضاً معرضون لتلك المخاطر. \n ورغم أن الدراسة لم تبحث صراحة في إجراءات وقائية ضد السداد التجلطي الوريدي أو تجلط الوريد العميق، فإن خبراء الصحة يقولون إن تحريك القدم حول كاحل الكعب للأعلى والأسفل أثناء الجلوس يحسن من دوران الدم. \n ولدى حصول هذا المشروع البحثي على تمويل إضافي، سيبدأ العمل على دراسات أخرى ضرورية للوصول إلى إجراءات وقائية فاعلة في المرحلة الثانية من هذا المشروع. وتدعو الدراسة السلطات المسؤولة عن قطاع النقل وشركات الطيران والوسط الطبي إلى إبلاغ المسافرين بحالات ومخاطر السداد التجلطي الوريدي.