كل منا أنا وفاليري خدمنا الولاياتالمتحدة قرابة 43 سنة فقد كنت القائم بأعمال السفير الأميركي في عهد الرئيس بوش الأب لدى العراق في مرحلة الإعداد لحرب الخليج وعملت سفيرا لدى بلدين أفريقيين في عهد بوش الأب والرئيس كلينتون وعملت فاليري عميلة سرية لوكالة المخابرات المركزية في عدد من المهام في الخارج وفي مجالات ذات صلة بالارهاب واسلحة الدمار الشامل. \r\n لكن في 14 يوليو 2003 تغيرت حياتنا بشكل جذري حيث كان هذا هو اليوم الذي عرف فيه كاتب العمود روبرت نوفاك فاليري بوصفها عميلة سرية في المخابرات وهو السر الذي لم يكن معروفا لاحد غيري ولوالديها واخيها. \r\n وأبلغتني فاليري فيما بان هذا أشبه بضربة كبيرة قاتلة حيث ذهبت سدى 20سنة من الخدمة وبدأت على الفور السعي الى تفحص الأشياء التي تحتاجها لتقليص الأضرار على الأشخاص التي تعرفهم والمشاريع التي كانت تقوم بها وتساءلت ماذا سيكون شعور أصدقائها عندما يعلمون بان ما كانوا يعتقدون أنهم يعرفونه بشأنها لم يكن سوى أكاذيب. \r\n وقد كان هذا عقابا وهو عقاب سياسي رخيص من قبل الإدارة على مقالة كتبتها تتناقض مع التأكيد الذي أبداه الرئيس بوش في خطابه عن حالة الاتحاد في 2003 ولم يكن الأمر ينصب على معاقبتي فقط بل أيضا على تخويف المنتقدين الآخرين. \r\n لماذا كتبت المقال ؟ لأني أعتقد أن المواطنين في بلد ديمقراطي مسئولون عما تعمله وتقوله الحكومة نيابة عنهم واعرف ان الفقرة في خطاب بوش بان العراق حاول شراء كميات كبيرة من اليورانيوم من افريقيا لم تكن حقيقية وكنت ادرك انها مزيفة من واقع رحلتي التحقيقية الى افريقيا (بناء على طلب وكالة المخابرات المركزية) ومن تقريرين استخباراتيين مشابهين آخرين وكنت أعرف أن البيت الابيض يعرف ذلك. \r\n وكان الاعلان عن ذلك هو المطلوب من اجل تبرئته وبعد اليوم الذي نشرت فيه استنتاجاتي في صفحة الرأي في نيويورك تايمز اعترف البيت الابيض في النهاية ان ال16 كلمة السيئة السمعة الان لم ترق الى مستوى تضمينها في خطاب حالة الاتحاد. \r\n وكان يجب ان تكون هذه هي النهاية لكن بدلا من ذلك فان رجال الرئيس والذين من بينهم حسب الادعاء ليبي ورجل آخر على الاقل يعرف فقط بالمسئول (ايه) كانوا مصممين على تشويه سمعة ومصداقية فاليري وانا. \r\n فقد استغلوا حلفاء تواقين لذلك في الكونغرس ووسائل الاعلام المحافظة بداية بنوفاك وربما كان الاكثر فجاجة وفضحا في الهجمات هو العضو الجمهوري في مجلس النواب عن نيويورك وكان الايحاء البغيض من قبل بيتر كينغ هو ان فاليري نالت ما تستحق. \r\n وكانت فاليري بريئة في القضية برمتها فعلى الرغم من انه كان هناك بعض الايحاءات بانها كانت وراء قرار ارسالي الى النيجر فقد ابلغت وكالة المخابرات المركزية صحيفة نيوزداي بعد اسبوع فقط من مقال نوفاك انها لم تنصح زوجها بالقيام بمهمة النيجر وكررت الوكالة نفس الفقرة لكل مراسل فيما بعد. \r\n وقد توصلت هيئة المحلفين الكبرى الان الى ان شخصا على الاقل من رجال الرئيس قد اقترف جرائم وقد شد ازرنا ان نظامنا القضائي يعمل وقدر العمل المبذول من قبل مواطنينا المخلصين الذين كرسوا انفسهم لمهمة هيئة المحلفين الكبرى حق قدره. \r\n لقد كان الهجوم على فاليري وانا مقلق ومزعج وقاس فقد وصلت هذه الهجمات الى حد الاغتيال المعنوي للشخصية وقد استغل مسئولون كبار في الادارة سلطة البيت الابيض في جعل حياتنا جحيما طيلة ال27 شهرا الماضية. \r\n بيد ان الاهم هو انهم عملوا ذلك بوصفه جزءا من محاولة واضحة للتغطية على الاكاذيب والمعلومات المشوهة التي تم استخدامها في تبرير غزو العراق الذي هو الجريمة الاساسية. \r\n لقد حصدت الحرب في العراق ارواح اكثر من 17 ألفا بين قتيل وجريح من الجنود الاميركيين واكثر من ذلك بكثير من الضحايا العراقيين وما يقارب 200 بليون دولار. \r\n وتركت سمعتنا الدولية ممزقة وجيشنا محطما لقد أضعفت الولاياتالمتحدة وزادت من الكراهية لنا وجعلت الهجمات الارهابية على مصالحنا اكثر احتمالا في المستقبل. \r\n انها كما اشار الجنرال ويليام اودوم اكبر خطأ استراتيجي فاضح في تاريخ بلدنا ونحن لا نتوقع اعترافا بالخطأ الشخصي من قبل الرئيس على ما اقترفه بحقنا كبار مساعديه وإن كان مدينا للامة بالتوضيح والاعتذار. \r\n جوزيف ويلسون السادس \r\n القائم بأعمال السفير الاميركي في بغداد عندما غزا العراق الكويت في 1990.ومؤلف كتاب سياسة الحقيقة وعمل بالسلك الدبلوماسي لمدة 23سنة. خدمة لوس انجلوس تايمز- وواشنطن بوست خاص ب(الوطن ).