\r\n معظم الرؤساء في فترة رئاستهم الثانية يعتقدون أن لديهم 18 شهراً يحكمون فيه البلاد قبل أن يخيم عليها وضع البطة العرجاء. لقد دخل بوش بالفعل صراعا مع الكونغرس حول عدد من الأولويات الداخلية والخارجية. إن المعركة الدائرة حول تورط روف في ارتكاب جناية تصرف انتباه البيت الأبيض، بشكل ينم عن خطورة بالغة، عن أولوياته الرئيسية ومن شأنها أن تقوض الدعم الداخلي الذي من المفترض أن تحظى به أجندة الرئيس. \r\n \r\n \r\n إن روف، ذلك الشخص، الذي يُنسب إليه على نحو واسع، الفضل في وضع الاستراتيجيات الناجحة التي قامت عليها حملتا انتخابات الرئاسة لبوش في 2000 و2004، يواجه سيلاً من الاتهامات المتمثلة في أنه سرب عن عمد اسم احد العملاء السريين ل «سي آي ايه» إلى ثلاثة صحافيين على الأقل، أحد هؤلاء الصحافيين، وهو روبرت نوفام، الذي نشر اسم العميل في عموده الصحافي. \r\n \r\n \r\n الصحافية الثانية، وهي جوديث ميلر، مراسلة صحيفة «نيويورك تايمز»، تقبع الآن في السجن بسبب رفضها الإفصاح عن اسم المصدر الذي حصلت منه على اسم العميل. الصحافي الثالث، وهو ماثيو كوبر، من مجلة «تايم»، تجنب عقوبة السجن عندما أعفاه روف، المصدر الذي عرف من خلاله اسم العميل، من اتفاقية الائتمان على الأسرار، وسمح له بالشهادة أمام المحكمة. كما قامت مجلة «تايم» بتسليم مذكرات كوبر ورسائلها البريدية الخاصة بقضية التسريب. \r\n \r\n \r\n ويدعي نوفاك أنه كتب العمود المذكور الذي كشف فيه هوية بليم من أجل ان يدحض انتقادات السفير جوزيف ويلسون للإدارة الأميركية. وقد قال ويلسون، الذي هو زوج بليم، إن البيت الأبيض قد أرسله إلى أفريقيا من أجل التأكد من مزاعم أفادت أن صدام حسين كان قد حاول أن يشتري اليورانيوم من النيجر. \r\n \r\n \r\n يقول ويلسون إنه رجع من أفريقيا من دون الحصول على أي دليل على أن صدام حسين قام بمثل تلك المحاولة. غير أن الرئيس الأميركي كان قد ادعى بالفعل أن صدام قام بتلك المحاولة وذلك في إطار جهوده وقتها للحصول على تأييد داخلي لصالح حربه على العراق. \r\n \r\n \r\n ثم حدث بعدها أن كتب ويلسون مقالة رأي فند فيها مصداقية البيت الأبيض. ويقول نوفاك إنه فضح أمر بليم من أجل بيان أن البيت الأبيض لم يصرح برحلة ويلسون إلى النيجر وأن زوجته قد رتبت لتلك الزيارة عن طريق علاقتها وصلتها ببعض قيادات ال «سي آي ايه». ويفند ويلسون هذا بالقول أن البيت الأبيض قد كشف اسم زوجته، وان نوفاك قام بنشر الاسم، فقط من اجل الانتقام من شخص قام بانتقاد الرئيس. \r\n \r\n \r\n وبفتح مذكرات كوبر فإن وسائل الإعلام الآن تكون قد بدأت في إخضاع روف للمراقبة 24 ساعة يومياً. ولكن هناك سبباً وجيهاً للغاية للشك في أن المؤتمن على أسرار بوش هو مصدر التسريب. إن الكشف عن اسم العميل هو عمل أرعن وغير احترافي من شخص بمكانة وقدرات روف. لقد تم أولاً استطلاع رأى عدد كبير من الصحافيين بشأن كتابة الموضوع. \r\n \r\n \r\n فضلا عن ذلك، فإن نوفاك، على الرغم من أن أحدا لا يشك في قدرته وأوراق اعتماده كأحد العناصر ذات الايديولوجية المحافظة، كان قد انتقد الإدارة بشكل يكفي غالبا لاستبعاده من لعب دور المتحدث باسمها. فمن غير المؤكد أن نوفاك كان سيقوم بلعب هذا الدور. إن عدم وجود استراتيجية إعلامية منسقة والاستعجال غير الضروري الذي أحاط بتقديم القضية والشغف باستغلال نوفاك كل تلك الشواهد تشير الى وجود طرف قام بعملية التسريب من داخل البيت الابيض، هذا الشخص هو أقل حنكة بكثير من كارل روف من الناحية الإعلامية. \r\n \r\n \r\n ولكن إذا لم يكن روف هو الذي قام بعملية التسريب، فمن هو الفاعل؟ انها مجرد تكهنات ولكن أصحاب التخمينات في واشنطن يبدو أنهم يرجحون أن الشخص الذي أفصح عن اسم بليم الى صحافية «نيويورك تايمز» ميلر هو سكوتر ليبي، مدير مكتب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، وأن هذا يمكن أن يكون قد تم بتدخل مباشر من تشيني أو على الأقل بعلمه شخصياً. \r\n \r\n \r\n وهذا من شأنه أن يفسر سبب إعطاء الإدارة الضوء الأخضر لكوبر كي يكشف عن محادثاته مع روف. لقد كان موظفو البيت الأبيض على ثقة من أن روف لم ينتهك أية قوانين. وعلى الجهة الأخرى، نجد أنه لو كانت ميلر قد أفصحت عن مصادرها لكان الأمر بمثابة مشكلة سياسية مختلفة كل الاختلاف. فلو أفصحت عن ذلك يمكن أن تكون هي الصحافية التي حصلت على التسريب الأول للاسم. \r\n \r\n \r\n وفي تلك الحالة، فإن الشخص الذي أعطى لها اسم بليم قد يتعرض هو الآخر للإدانة. بعبارة أخرى فإنه لو كانت ميلر قد كشفت عن اسم مصدرها لكان من الممكن ان نرى مسؤولاً كبيراً في إدارة بوش وراء القضبان الآن، مما كان يمكن أن يفجر ضجة إعلامية بحجم تلك التي فجرتها قضية مونيكا لوينسكي. مثل تلك الفضيحة لو حدثت كان يمكن أن تصيب الإدارة بالشلل التام في وقت تحتاج فيه تلك الإدارة إلى تناول مشكلات سياسية معقدة تتزايد فيها نسبة الخطر. \r\n \r\n \r\n من المحتمل أن تتصاعد فضيحة روف. ونظراً لأن بوش يثمن بشدة الولاء لشخصه ولأن صديقه ومستشاره من المحتمل ألا يكون قد انتهك القانون، فإنه من المحتمل أن يظل روف في الإدارة. وبينما يمكن أن يواصل عمله في خدمة المصالح السياسية للرئيس من دون أن يكون له دور رسمي، فإن الرئيس يعلم أن وسائل الإعلام سترى رحيل روف باعتباره اعترافاً بالذنب وبالتالي تعرض القضية باعتبارها ضربة موجعة لمصداقية الحكومة. \r\n \r\n \r\n وعلى الرغم من ذلك، فإن الدعاوى المتواصلة لإقامة روف ستأتي بمثابة عنصر معوق آخر غير مرغوب فيه للبيت الأبيض يصرفه عن الاهتمام بقضاياه ويحد من قدرته على القيام بمبادرات سياسية مهمة على المستويين الداخلي والخارجي. \r\n \r\n \r\n خدمة: «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n