تأتي هذه الزيارة قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة‚ هذه الزيارة خطط لها منذ وقت طويل ولكنها وضعت اكثر من مرة على الرف بسبب استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين‚ الزيارة الحالية هي الزيارة الرسمية الاولى التي يقوم بها شارون لفرنسا منذ انتخابه رئيسا للوزراء في فبراير 2001 وهي اول مرة يلتقي فيها وجها لوجه مع شيراك منذ يوليو الماضي عندما زار شارون اوروبا واجرى محادثات غير رسمية في عدد من العواصم الاوروبية‚ الدبلوماسيون يقولون ايضا ان هذه الزيارة تعد أوضح اشارة على استعداد كلا البلدين للتوقف عن تبادل الاتهامات حول معاداة السامية في فرنسا واختلاف وجهات النظر حول السياسات في الشرق الاوسط‚ وهو شيء ميز العلاقة بينهما خلال السنوات الاربع الماضية‚ \r\n \r\n يقول نسيم زفيلي السفير الاسرائيلي لدى فرنسا في مقابلة اجريت معه «ان هذه الزيارة هي نتاج طبيعي لتحسن العلاقات بين البلدين خلال الاشهر القليلة الماضية‚ هناك انفتاح جديد وثقة جديدة بين الحكومتين»‚ \r\n \r\n في السابق لم يخف على احد ان العلاقات بين البلدين لم تكن على ما يرام‚ فإسرائيل انتقدت فرنسا على معارضتها للحرب ضد العراق‚ كما انها تتهم من قبل اسرائيل منذ وقت طويل بتفضيل المصالح الفلسطينية على المصالح الاسرائيلية وعدم الاهتمام بما يكفي بالقلق والمخاوف الامنية الاسرائيلية‚ العلاقات بين البلدين وصلت الى الحضيض في يوليو من العام الماضي عندما حض شاون علنا يهود فرنسا البالغ عددهم نصف مليون يهودي على الهجرة الى اسرائيل «فورا» للفرار مما اسماه «اعتماد حملة معادية لليهود»‚ \r\n \r\n رد المسؤولون الفرنسيون على تصريحات شارون بالقول ان عليه ان يعرف انه غير مرحب به في فرنسا حتى يقدم تفسيرا لتصريحاته‚ \r\n \r\n بعدها بدأ المسؤولون الاسرائيليون يكيلون المديح للجهود الفرنسية في مجال مكافحة العنف المعادي لليهود وحاول شارون تبرير تصريحاته بالقول انها جاءت في سياق حملة اوسع لجذب مليون يهودي الى اسرائيل خلال الخمسة عشر عاما القادمة‚ \r\n \r\n وجاءت اللهجة التصالحية لشارون واضحة في المقابلة الصحفية التي أجرتها معه صحيفة لوموند قبل ايام عندما قال «لقد بذلت الحكومة الفرنسية والسيد شيراك جهودا ضخمة لمحاربة معاداة السامية‚ ان ما حدث في فرنسا يمكن ان يكون مثالا يحتذى تأخذ به الدول الاوروبية الاخرى»‚ \r\n \r\n \r\n وطبقا للاحصاءات التي صدرت عن وزارة الداخلية الفرنسية قبل يوم واحد من زيارة شارون فان عدد الهجمات والاهانات المعادية لليهود قد تراجعت بمقدار النصف خلال النصف الاول من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي‚ \r\n \r\n حتى في مجال السياسة الخارجية هناك التقاء فرنسي إسرائيلي حول بعض القضايا‚ وقد رحب شارون بالتحرك الفرنسي للتعاون مع الولاياتالمتحدة في مجلس الامن لممارسة الضغوط على سوريا للانسحاب من لبنان‚ \r\n \r\n اما مواضيع التباحث خلال الزيارة فانها تشمل تحرر لبنان من سوريا والبرنامج النووي الايراني والتبادل الثقافي بين البلدين ووسائل اخرى‚ ويقول كبار المسؤولين والدبلوماسيين ان موضوع الانسحاب الاسرائيلي من غزة سيطغى على هذه المحادثات‚ وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة «هآرتس» وصف شيراك تصميم شارون على الانسحاب من غزة بالرغم من المعارضة الشديدة التي تواجهه بأنه تصميم «شجاع» وانه يتوجب على الجميع «عدم اضاعة هذه الفرصة» وسيغتنم شيراك زيارة شارون ليحضه على البدء بتطبيق خريطة الطريق ووضع المسيرة السلمية على الطريق ثانية‚ \r\n \r\n في هذه الاثناء ابلغ شارون صحيفة «لوموند» بأن الانسحاب الاسرائيلي هو فقط مرحلة اولية لا توجد هناك مراحل تالية لانسحاب مخطط له‚ هناك مرحلة واحدة فقط»‚ \r\n \r\n العلاقات بين فرنسا واسرائيل لم تكن سيئة على الدوام‚ فخلال العقدين اللذين تليا قيام اسرائيل كانت فرنسا من اقوى حلفاء اسرائيل حيث زودتها بالتكنولوجيا النووية والمعدات العسكرية‚ وكانت فرنسا مثلها مثل اسرائيل تعارض مصر والدول العربية الاخرى التي دعمت حركة الاستقلال في الجزائر التي كانت في حينه آخر مستعمرة فرنسية في شمال افريقيا‚ \r\n