يطالب الرئيس بوش بمزيد من الفحم المحلي والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة للحد من اعتماد الولاياتالمتحدة على النفط الاجنبي .والادارة محقة في ذلك وان كان يجب ان توسع سياستها .فالعجز التجاري الاميركي واعتمادها على مزودين بالطاقة اجانب من غير المحتمل ان ينخفض في وقت قريب اذا لم تقلل من اعتمادها على النفط من خلال تضييق معايير استهلاك وقود السيارات والشاحنات الخفيفة . \r\n ان الاميركيين يستهلكون نحو 20 مليون برميل من النفط في اليوم 8 ملايين برميل فقط منها تنتج داخل الولاياتالمتحدة .فاغلب النفط الذي نستهلكه ولاسيما في شكل وقود للسيارات والشاحنات والطائرات يأتي من بلدان اجنبية من بينها المملكة العربية السعودية وفنزويلا ونيجيريا الذين هم اعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط ( اوبك ). اننا نشتري البرميل باكثر من 54 دولارا مقارنة ب15 دولارا للبرميل قبل 6 سنوات فقط اي ربع مستويات اليوم تقريبا مع انه لايكلف اكثر من دولار الى دولارين ونصف دولار لضخه في الشرق الاوسط. \r\n بما ان الولاياتالمتحدة تستورد حوالي 4 بلايين برميل من النفط في السنة فان كل زيادة بمقدار 10 دولارات في سعر برميل النفط تحول 40 بليون دولار من دخل الولاياتالمتحدة الى بلدان اجنبية . في العام الماضي اسهمت المدفوعات الاميركية على النفط الاجنبي بربع العجز التجاري القياسي الذي بلغ 617 بليون دولار اي بزيادة بنسبة 25 % تقريبا عن العجز في سنة 2003. \r\n كما اننا نستورد كميات متزايدة من الغاز الطبيعي حاليا نحو 17% من الطلب الاميركي وذلك الى حد كبير لان الكثير منه يستخدم كوقود لانتاج الكهرباء .وهذا يسهم بشكل كبير في العجز التجاري الذي يشكل الان اكثر من 5% من الاقتصاد الاميركي مما يقلل من قيمة الدولار ويضع عبئا كبيرا على الاسر الاميركية. \r\n يستمر الاعتماد المتزايد على النفط الاجنبي في تشكيل تهديد كبير للامن الاميركي من الطاقة لان اكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم تقع في منطقة الشرق الاوسط غير المستقرة سياسيا .كما تضيف تكلفة الدفاع عن منشآت نفطية في بلدان غير مستقرة بلايين الدولارات على النفقات الخفية التي تتحملها الولاياتالمتحدة بسبب التبعية النفطية. \r\n ان الاستخدام الاكبر لمصادر طاقة اميركية يمكن ان يساعد على وقف الزيادة في واردات النفط من خلال استبدال الحرق المباشر للنفط في الصناعة بالكهرباء .كما يمكن على سبيل المثال استخدام محطات طاقة نووية نظيفة في توفير الطاقة لسيارات وشاحنات ذات محركات تعمل بالطاقة الكهربائية وسكك حديدية تعمل بالكهرباء في انظمة نقل سريعة . \r\n هذا وان كانت الادخارات الاكبر والاسرع ستأتي من تحسين كفاءة سياراتها وشاحناتها .ان هناك حوالي 200 مليون سيارة وشاحنة خفيفة على الطرق الاميركية ويمكن ان يكون هناك ادخارات ملموسة من خلال المطالبة بوضع تحسينات في المسافة الميلية لكمية الوقود . \r\n ثمة تقديرات ان زيادة بنسبة 25% في معايير الكفاءة التي هي الان تستقر عند 27.5 ميل للسيارات و20.7 ميل للشاحنات الخفيفة يمكن ان تخفض الاستهلاك باكثر من مليون برميل في اليوم . ان نقص التقدم على صعيد معايير الاميال حسب الغالونات والذي لم يزدد منذ عام 1988 هو الى حد كبير السبب في ان اقتصاد الوقود لاسطول النقل الاميركي اقرب من ادنى مستوى له خلال عقدين. \r\n بدلا من الاستمرار في هذا المسار الخطر يجب على الولاياتالمتحدة ان تطلب من صانعي السيارات انتاج سيارات اكثر كفاءة . وقد بدأت كاليفورنيا لتوها في فعل ذلك حيث يؤيد حاكمها ارنولد شوارزينجر قانون ولاية يمكن ان يجبر على خفض بنسبة 30% في كمية ثاني اكسيد الكربون وغازات البيوت المحمية الاخرى المنبعثة من السيارات والشاحنات الخفيفة التي تباع في الولاية .وهذا يترجم الى امر رسمي بان يزيد صانعو السيارات اقتصاد وقود اسطولهم في كاليفورنيا بنسبة 20% على الاقل .ويجب على الكونغرس فرض نفس الامر الرسمي على المستوى القومي . فمن شأن ذلك ان يقوي امن الطاقة الاميركي ويوفر للمستهلكين بلايين الدولارات في شكل تخفيض لنفقات الوقود ويوفر هواء انقى ويساعد على السيطرة على الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وخفض العجز التجاري للدولة. \r\n على المدى البعيد فان التقنيات الجديدة لتوليد الكهرباء مثل محطات الطاقة النووية المتطورة وتحويل الفحم الى غاز وتوربينات الرياح ستبدأ في ان تحل محل النفط في الكثير من استخداماتنا بما فيها وسائل النقل . وعلى المدى الاقرب فان كلفة التحول الى سيارات اكثر كفاءة من ناحية الوقود ستكون رخيصة عندما يتم تحليل النفقة الحقيقية للنفط الاجنبي. \r\n \r\n غوردون شيبمان \r\n خبير في الطاقة وعمل نائب مساعد وزير الطاقة الاميركي في الفترة من 1982 الى 1985 .خدمة لوس انجلوس تايمز واشنطن بوست خاص ب(الوطن).