\r\n على ان الفصائل الفلسطينية الثلاث عشرة, التي اجتمعت في مكان قرب القاهرة, وقفت دون الاعلان عن وقف تام لاطلاق النار. ومع هذا, فإن الاتفاق الفلسطيني الداخلي يدعم الهدنة غير الرسمية التي تم الاعلان عنها يوم 8 شباط الماضي, في لقاء قمة جمع رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون, والزعيم الفلسطيني محمود عباس. \r\n \r\n وقد وصف شارون ذلك »الخطوة الايجابية الاولى«, في مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري حسني مبارك, الذي استضاف اجتماع الفصائل الفلسطينية. لكن شارون اكد, في الوقت ذاته, على ان العملية الدبلوماسية لن تتقدم الى الامام ما لم يتم تجريد »منظمات المقاومة« من الاسلحة. \r\n \r\n اما محمود عباس, الذي حضر اللقاء, فأيد الدعوة الى وقف كامل لاطلاق النار. ومع هذا, فما يزال ينظر الى الاتفاق كنجاح حققه الزعيم الفلسطيني, ولا بد من ان يحسن موقفه وهو يسعى الى احياء مفاوضات السلام الشاملة, التي انهارت بعد اندلاع الانتفاضة في ايلول عام 2000 . \r\n \r\n \r\n وقد سبق للمنظمات الفلسطينية المتعددة ان التقت عدة مرات في مصر, في السنوات الاخيرة, بغاية تنسيق سياساتها تجاه اسرائيل. ويعتبر الاتفاق الاخير اول نجاح يتحقق في هذا المجال. اذ وافقت هذه الفصائل على احترام »الحال الراهن من الهدوء مقابل التزام اسرائيل بوقف جميع اشكال العدوان على ارضنا وشعبنا الفلسطيني, وبإطلاق سراح جميع السجناء«. وقال خالد مشعل, احد كبار قادة »حماس« للصحافيين, »ان هذا الهدوء سيستمر حتى نهاية عام 2005«, لكنه شدد ايضا على ان ذلك يتوقف على ما تقوم به اسرائيل من اعمال. \r\n \r\n ومهما يكن من امر, فإن الشروط التي وضعها الفلسطينيون تتيح لحماس ولغيرها من الفصائل المسلحة ان تتراجع عن الهدنة في اي وقت تختار. وعلى ما يبدو, فمن غير المرجح ابدا ان تستجيب اسرائيل لجميع هذه المطالب هذا العام. ومع ذلك, فإن الاتفاق يكسب, فعلا, الزعماء السياسيين الفلسطينيين والاسرائيليين الوقت لترسيخ الهدنة, وللتفاوض حول العديد من القضايا التي يختلفون عليها. فقالت اسرائيل, التي لم تشارك في مباحثات القاهرة, انها ترحب بالهدنة, لكن وقف الهجمات ليس بالامر الكافي. \r\n \r\n واشار مسؤولون اسرائيليون الى ان خطة سلام الشرق الاوسط, المعروفة بخارطة الطريق, تدعو الى تفكيك الفصائل المسلحة. فقال مارك رجيف, الناطق باسم وزارة الخارجية, »اننا ممتنون للتهدئة. لكنها ليست حلا حقيقيا. اننا نتطلع لان نرى الفلسطينيين وقد شرعوا في نزع سلاح هذه الفصائل«. \r\n \r\n وتقول اسرائيل انها ستتعامل فقط مع السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس, وليس مع فصائل بمفردها, كحماس مثلا. وقد اتخذت اسرائيل فعلا بعض الاجراءات التي يطالب بها الفلسطينيون. فسلمت الاشراف الامني لهم على مدينة اريحا الصحراوية, كما ان خطوات مماثلة من نقل السلطات في اربع مدن اخرى في الضفة الغربية قد تقررت. \r\n \r\n في الشهر المنصرم, اطلقت اسرائيل سراح 500 من السجناء الفلسطينيين. وسيطلق سراح 400 سجين اخر خلال الاشهر المقبلة. لكن الاعلان الفلسطيني يطالب بتحرير جميع المعتقلين في السجون الاسرائيلية, الذين يبلغ عددهم, كما تقول السلطة الفلسطينية, حوالي 7000 معتقل. ويعمل شارون كذلك على اجلاء مستوطنين وجنود يهود من قطاع غزة خلال هذا الصيف. \r\n \r\n من ناحية اخرى, تقول حماس, القوة الاكبر بين الفصائل الفلسطينية المسلحة, انها ستشارك في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي من المقرر اجراؤها في شهر تموز. ويقول عباس انه يود ان يرى فصيلا مثل حماس مشاركا في السياسة الفلسطينية, ويعتقد ان هكذا مشاركة ستقلل من احتمال قيامهم بهجمات. ومع ذلك, اوضحت الفصائل الفلسطينية بأنها لا تستبعد شن هجمات في المستقبل. فقالت هذه الفصائل في بلاغها »للشعب الفلسطيني حق مقاومة الاحتلال«. \r\n \r\n ويتذمر الفلسطينيون من ان الاسرائيليين لم يقوموا بعمل كاف تجاه الفلسطينيين, ومن ان الاولين تباطأوا كثيرا في تحسين ظروف الحياة في المناطق الفلسطينية منذ الهدنة التي اتفق عليها الشهر الفائت. فقال مشعل, »اننا نقول ان اسرائيل لم توف بالتزاماتها«. مضيفا في مقابلة مع التلفزيون المصري »لهذا قررنا تمديد التهدئة كي نعطي الطرف الاخر فرصة الوفاء بالتزاماته«. \r\n \r\n ان الهدنة, ذات الخمسة اسابيع ونيف, ما تزال قائمة ومتماسكة الى حد بعيد, ومع ذلك هناك بعض المواجهات المتتالية ففي اسوأ هجوم منفرد, قتل احد الاستشهاديين الفلسطينيين خمسة اسرائيليين في احد النوادي الليلية في تل ابيب يوم 25 شباط. ومنذ ذلك التفجير قبل ثلاثة اسابيع, كانت حادثة الموت الوحيدة التي وقعت على الجانبين, هي قتل محمد ابو خزنة, احد اعضاء الجهاد الاسلامي, الذي خطط لهجوم النادي في تل ابيب, كما تقول اسرائيل, وذلك في غارة للجيش الاسرائيلي يوم 10 اذار الجاري. \r\n \r\n ويعتقد الاسرائيليون بأن الفصائل الفلسطينية ستستغل فترة التهدئة لتدعيم ترساناتهم. فقال رجيف, الناطق باسم وزارة الخارجية, »ان ما يقلقنا هو ان تستخدم منظمات المقاومة هذه الفترة الزمنية للاعداد والتدريب. وستقوم بشن الهجمات في الوقت الذي تختاره«. \r\n \r\n وفي تطورات اخرى, اعادت مصر سفيرها الى اسرائيل بعد غياب دام اكثر من اربع سنوات. وكانت مصر قد استدعت سفيرها, بعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في ايلول 2000 بوقت قصير, احتجاجا على الاعمال العسكرية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. فبعد سنوات من العلاقات المجمدة, عادت مصر واسرائيل للعمل معا, وعلى نحو وثيق, في الاشهر الاخيرة.0 \r\n \r\n »نيويورك تايمز« \r\n \r\n \r\n \r\n