\r\n ويشدد جوشوا مورافتشيك هنا من انتقاده لريتشبرج إلى حد قوله ان مساواته في تقرير له بين موقفي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن قمة كامب ديفيد تعد ظالمة وانها اتضح زيفها بشكل كبير في التفسير الذي قدمه هو بنفسه وفيه يقول: «بالنسبة للفلسطينيين فإن القمة ترتبط عندهم بصورة الصبي محمد الدرة «12 عاماً» الذي قتله الجنود الإسرائيليون. \r\n \r\n وهو يصرخ بلا حول ولا قوة بين ذراعي أبيه وبالنسبة للإسرائيليين فإن القمة ترتبط عندهم بصورة الجثة المشوهة للجندي الإسرائيلي، الذي ألقاه الفلسطينيون من نافذة مركز الشرطة في رام الله وصبي فلسطيني يرفع يديه في بهجة وهي غارقة في دماء هذا الجندي». \r\n \r\n وهنا يعيد المؤلف العزف على نغمته المتكررة حول ان هناك احتمالاً كبيراً ألا يكون الدرة قد قتل على أيدي الإسرائيليين من الأساس، وأنه حتى لو كان بالفعل هذا هو ما حدث، فقد كانت «حادثة» حيث وقع في مرمى نيران بدأها الفلسطينيون، وقد قبل الإسرائيليون المسؤولية مبكراً عن الحادث تعبيراً عن حزنهم لمصرع الصبي ورغبة منهم في إظهار ندمهم على ذلك! \r\n \r\n وعلى النقيض من ذلك فقد تم قتل الجنديين في رام اللّه عمداً وعلى أيدي أناس احتفلوا في بهجة وفرحة بموتهما بعد ذلك، وهو ما ينفي من وجهة نظر المؤلف المغرق في التحيز الرغبة الفلسطينية في السلام وما يؤكد الرغبة الإسرائيلية فيه. \r\n \r\n يتجاوز المؤلف نطاق تحليل الوقائع إلى محاولة فرض رؤيته للأحداث على القاريء، فيشير إلى أنه على شاشة ال «سي إن إن» نقل المراسل بعد يوم واحد من انتهاء القمة ما يلي: \r\n \r\n «تظل المعارضة لاتفاق شرم الشيخ قوية على الجانبين، وقد أعلن تحالف للمعارضة الفلسطينية يضم حركة حماس عزمه على مواصلة الانتفاضة أما أرييل شارون زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك فقد اتهم ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه بأنه كان ليناً أمام الفلسطينيين، وأعلن بوضوح أنه لن يقبل بمشاركة باراك في حكومة طواريء. \r\n \r\n وهو يرى أنه يوجد في هذا التناول خطأ في المساواة بين المعارضة الفلسطينية وشارون تتمثل في ان رفض شارون للمشاركة في حكومة ائتلافية لا يعني تراجع إسرائيل عن الالتزامات التي تعهدت بها في القمة، بينما يمكن ان تجعل الفصائل الفلسطينية وفاء السلطة الفلسطينية بالتزاماتها أمراً صعباً. ولم يفسر لنا المؤلف سبب اعتقاده هذا وبغض النظر عن تقديمه لتفسير لرؤيته من عدمه فإن الواقع الفعلي بعد ان تولى شارون الحكم أثبت خطأ توجه المؤلف، حيث تراجع شارون عن عملية السلام برمتها، وأعادها بحق إلى نقطة الصفر. \r\n \r\n يعرض المؤلف، بعد ذلك، لما يراه تناقضاً آخر، فيقول «بالمزاج نفسه نقل جيرولد كيسيل على الشبكة «سي إن إن» من حي جيلو في جنوبي القدسالغربية والتي يقوم مسلحون فلسطينيون بإطلاق النار عليها باستمرار من مدينة بيت جالا وهو ما يستدعي ان يرد عليهم الإسرائيليون. وكتب كيسيل عن هذا الوضع يقول «مجتمعان يتحدان في الخوف والكراهية . \r\n \r\n ورغبة كل منهما في معاقبة الآخر» «18 اكتوبر». لقد كان هذا أمراً غير حقيقي وكل ما كان يريده الإسرائيليون هو ان يتركوا في سلام وألا يتورطوا في لعبة الانتقام ولكن ماذا كان بإمكانهم ان يفعلوا أمام النيران الفلسطينية». ولم يبق للمؤلف سوى أن يصف الإسرائيليين بأنهم ملائكة رحمة، فيما أن الفلسطينيين هم شياطين يستحقون الذهاب الى الجحيم!». \r\n \r\n مؤشرات انتخاب شارون \r\n \r\n يعرج المؤلف بعد ذلك سريعا، في تناول لخامس نماذجه، على قضية انتخاب شارون ونمط تغطيتها في وسائل الإعلام الاميركية، فيشير الى أن الإنتفاضة أدت الى القضاء على إيهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي سياسيا، فهو كان بالفعل يحكم من دون أغلبية في الكنيست، مراهناً على تحقيق تقدم في عملية السلام يوحد الرأي العام خلفه. \r\n \r\n لكن بعد دفن عملية السلام تحت الأنقاض التي خلفتها الانتفاضة وهو هنا يعتبر أن الانتفاضة هي سبب انتكاسة عملية السلام في مغالطة جديدة من مغالطاته اضطر باراك لمواجهة انتخابات في اوائل 2001، وكان خصمه الرئيسي في هذه الانتخابات هو ارييل شارون، والذي كان فوزه بزعامة الليكود مفاجأة على نطاق واسع خاصة بعد اعتباره ميتا سياسيا منذ فترة طويلة. \r\n \r\n فقد كانت هناك لطخة خطيرة على ثوب شارون، حيث أنه كان المسؤول عن حرب اسرائيل في 1982 ضد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وقام في هذه الحرب بالتنسيق مع حلفائه والميليشيات التابعة لهم لدخول مخيمي صابرا وشاتيلا الفلسطينيين وتفريغهما ممن يعتقد أنهم أعضاء بمنظمة التحرير الفلسطينية. \r\n \r\n والذين بقوا في المخيمات وقد ارتكبت الميليشيات مجزرة ضد مئات من المدنيين واعتبر تحقيق رسمي اسرائيلي تم اجراؤه فيما بعد شارون مسؤولا بشكل غير مباشر عن هذه الجريمة. وعلى الرغم من ذلك فإن فشل استراتيجية باراك لإحلال السلام بشكل دراماتيكي ورغبة الإسرائيليين في حكومة تتعامل بيد قوية مع العنف الفلسطيني أديا الى فوز شارون على باراك بفارق كبير. \r\n \r\n وبعد هذه المقدمة التي تبدو رائحة الإنحياز فيها واضحة ضد الطرف الفلسطيني، قبل ان يتطرق المؤلف الى تغطية الإعلام الأميركي لهذا الموضوع. ويشير مورافتشيك بعد ذلك الى ما يعتبره تغطية غير منصفة حيال شارون، أو حيال اسرائيل بسبب اختيارها له. وهو يفسر ذلك بان عدة دراسات أظهرت أن الصحافيين، خاصة في إعلام النخبة، يميلون الى الحزب الديمقراطي، وبالتالي من المتوقع أن يميلوا الى حزب العمل الإسرائيلي على حساب الليكود، خاصة مع الحس القومي القوي في الليكود. \r\n \r\n غير ان المؤلف يعود ليناقض نفسه مشيرا الى ما يعتبره مفاجأة، تتمثل في أنه لم يظهر سوى القليل من ذلك في مصادر الأخبار التي تعرضت لها الدراسة. لقد شهدت تغطية فوز شارون الساحق انحيازا أقل ضد اسرائيل، على عكس ما كان يحدث في تغطية أحداث الإنتفاضة. \r\n \r\n وهو يفسر ذلك بأنه قد يكون تعبيرا عن أن الاعلاميين، الذين تسمروا أمام الغضب الفلسطيني، قد أفاقوا على غضب الإسرائيليين من العرب والذي ترجم نفسه في صناديق الإقتراع. \r\n \r\n ولكن المؤلف لم يكن ليورد الموقف على ما هو عليه هكذا فلا بد وفقاً لمنهجه أن يبحث عن استثناءات، فقد أشار ديشكتر فيليكنز الى سمعة شارون كواحد من أكثر الرجال فظاظة في المنطقة (7 فبراير 2001) فهل لم يكن فيليكنز يعرف أن اسرائيل تقع في الشرق الأوسط؟ لقد كانت النخبة في هذه المنطقة من العالم تقدم على البطش بانتظام. بماذا اذن كان فيليكنز ورئيس تحريره يفكرون؟. \r\n \r\n توجهات غير مبررة \r\n \r\n بعيدا عن الخوض في سجال مع المؤلف بشأن هذه النقاط، وبفرض صحتها، فهل يبرر ذلك لشارون فظاظته التي تحدث عنها المراسل، والتي اشار هو نفسه اليها في مقدمة تناوله للحديث عن انتخاب شارون. \r\n \r\n قد يكون في دفاع المؤلف عن شارون الذي يلفظه العالم كله ما يشير الى حقيقة توجهاته، والتي تبدو جلية بشكل لا يحتاج الى جهد كبير لتبيانها، وإلا بماذا نفسر ما يشير اليه مورافتشيك في السطور التالية والتي يقول فيها إن أغلب الشبكات الإخبارية قدمت قصصا فيها الكثير من الإنتقاد لشارون لكنها لم تقدم على الإطلاق صورة واضحة ومتوازنة عن أسباب تصويت الإسرائيليين له. \r\n \r\n وعلى سبيل المثال، استدعى مارتن فليتشر من ال «إن بي سي» عشية ليلة الإنتخابات دور شارون في مذبحة صابر وشاتيلا، قائلا بسخرية: لقد أوصت لجنة حكومية بألا يتولى شارون أبداً منصب وزير الدفاع مرة ثانية وبدلا من ذلك يمكن انتخابه رئيساً للوزراء (4 فبراير)، مضيفاً أنه بالطريقة والقسوة نفسيهما تعاملت جينيفر جريفين من شبكة فوكس مع شارون قائلة: \r\n \r\n «إنه يتعهد بجلب السلام لاسرائيل إلا أن منتقديه يقولون إن كل ما يعرفه هو الحرب» وأضافت إن مفهومه للسلام يعني أن يدخل في حالة من المواجهة مع الفلسطينيين، ومن الصعب أن نتصور كيف سيتجنب المزيد من العنف في المنطقة (6 فبراير) وقد تحقق هذا بالفعل في ظل تولي شارون للحكم. غير أن المؤلف يضيف إنها أيضاً فسرت ما ذهبت اليه قائلة: \r\n \r\n «لقد قال الناخبون الإسرائيليون بشكل فعال إنهم تعبوا من الإحساس بالعجز في مواجهة العنف الفلسطيني، وانهم يأملون في أن يعيد شارون الإحساس بالأمن والقوة الى اسرائيل. \r\n \r\n ولكن الغريب أن المؤلف لا يريد أن يقتنع بصورة شارون المشينة في الإعلام الأميركي فليس فليتشر أو حتى جينيفر فقط هما اللذان انتقدا شارون، وإنما هناك كثيرون ذهبوا في هذا الاتجاه منهم ديفيد هوبكنز من «سي بي إس» الذي يصف المؤلف موقفه بأنه أكثر عداء بشكل واضح، ويورد هنا ما قاله. \r\n \r\n مشيراً الى أنه تحدث في 6 فبراير عن معارضة شارون الشديدة للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين «وهو ما يشكل تغطية منحازة وكان يمكن بسهولة وصدق أن يصيغ الجملة بهذا الشكل» مفاهيم شارون للتسوية والتي لا تتوافق مع الفلسطينيين وحاول تفسير نتيجة التصويت قائلا: «بعد خمسة أشهر من القتال ومصرع حوالي 400 شخص تخلى معظم الإسرائيليين عن مفاوضات السلام. \r\n \r\n واليوم يختارون الجنرال الذي يعتقدون أنه قادر على حماية اسرائيل» وقد كان هذا التفسير دقيقا في جانب منه على الرغم من أن التأكيد على أن الإسرائيليين تخلوا عن مفاوضات السلام غير حقيقي، والنقطة الجوهرية هنا هي أن الإسرائيليين توصلوا لنتيجة مفادها أن عرفات ليس مفاوضاً صادقاً. \r\n \r\n وكالعادة فإن أكثر التقارير تحاملاً ظهر على شاشة «الايه بي سي»، حيث استهل جينينجز التغطية الخاصة بليلة الانتخابات قائلاً: «في الأخبار العالمية الليلة هناك قائد جديد في إسرائيل» وبدأ يقول «يعتقد العرب وكثير من الإسرائيليين أنه سيقود البلاد الى الحرب.. \r\n \r\n ليس هناك شخصية مثيرة للإنقسام أكثر منه في إسرائيل.. فضلا عن أن الفلسطينيين يكرهونه(6 فبراير)، ثم بعد ذلك نقلت فندلي سلسلة من التعليقات على فوز شارون من قبل معارضيه السياسيين، والتي لم تهتم بموازنتها عن طريق استضافة أحد من مؤيديه. \r\n \r\n وعلى عكس الشبكات الإخبارية الاخري لم تقدم«الايه بي سي» لمشاهديها تفسيرا مفهوما لأسباب تصويت الناخبين الإسرائيليين لشارون إلا باستثناء تعطش هؤلاء الناخبين للدماء. \r\n \r\n ونقلت «الان بي سي» و«فوكس» و«السي إن إن» أن رد فعل الفلسطينيين على فوز شارون تمثل في الدعوة الى يوم آخر من أيام الغضب، كلها حقائق كضوء الشمس يرفض الكاتب الذي يدعي الموضوعية الاعتراف بها وربما كان دفاعه عن شارون بالذات، كما أشرنا، يكشف عن موقفه بشكل لا يحتاج الى أدلة أخرى. \r\n \r\n اجتياح غزة \r\n \r\n في تناوله لهذا الحدث في إطار محطاته التي يغطيها في تحليله لكيفية تناول وسائل الإعلام الأميركية يشير الى أنه في أبريل 2002 أطلق الفلسطينيون قذائف الهاون من غزة على الأراضي الإسرائيلية، وقد عانت اسرائيل من الهجمات الصاروخية عبر حدودها مع لبنان في كثير من الأحيان، مما أدى الى القيام بعمليات عسكرية كبرى، وقد كان احتمال وجود نموذج مماثل على حدودها الجنوبية مع دولة فلسطينية منتظرة أمرا بالغ الخطورة. \r\n \r\n وكرد فعل - يقول المؤلف، وفيما يبدو تبريرا للعملية ،على غرار مواقفه المعتادة - إن اسرائيل قامت بعملية اجتياح عسكرية في القطاع الذي تنازلت عنه ليكون تحت حكم السلطة الفلسطينية طبقا لبنود اتفاقات أوسلو. واتباعا لنهج المؤلف، الذي يحلل كل صغيرة وكبيرة في التقارير الإعلامية، فإننا نشير الى عبارته «والذي تنازلت عنه» وهو التعبير الذي لا يمكن لمسئول في الخارجية الإسرائيلية ذاتها أن يقره. \r\n \r\n حيث أنه يوحى بأن القطاع إنما كان أرضا إسرائيلية، و«تنازلت عنه» للفلسطينيين، فيما أن الموقف الرسمي الإسرائيلي هو أنها أعادت القطاع وتعيد أجزاء من الضفة ضمن عملية سلام وفق شروط إسرائيلية طبعا. \r\n \r\n ولعل هذا يشير مجدداً الى أي حد يقف المؤلف على يمين ليس الموقف الإسرائيلي عامة، وإنما على يمين اليمين الإسرائيلي ذاته ويوضح لنا خطورة ما يقدمه في اطار كونه دراسة علمية موثقة، ويؤكد هذه الخطورة أن هذا الكتاب تم الاحتفاء به من قبل جهات إعلامية عديدة على امتداد العالم من دون نقد لما فيه، طبعا. \r\n \r\n ويضيف مورافتشيك هنا إنه على الرغم مما ذهب اليه العسكريون الإسرائيليون من أن خطتهم في غزة كانت تقتضي البقاء فيها لوقت طويل، إلا ان القوات الإسرائيلية انسحبت بعد يوم واحد، وهو الأمر الذي يكذبه الواقع. \r\n \r\n حيث أن غزة على مدار السنوات الثلاث الماضية تعتبر بمثابة مكان للتنزه للقوات الإسرائيلية، تتوجه اليها وقتما شاءت، وعلى الرغم من ذلك لا ينكر المؤلف أن هذا الإنسحاب الذي يشير اليه إنما تم خضوعا لضغوط الولاياتالمتحدة، بعد استنكار وزير الخارجية الأميركي كولن باول للعملية الإسرائيلية ووصفها بأنها إفراط وغير مناسبة. \r\n \r\n ويشير المؤلف الى أن عملية اجتياح غزة تم تناولها في «النيويورك تايمز» من قبل جين بيرلتز التي اقتطفت كلمات باول التوبيخية فكتبت في 15 أبريل تقول: «إن الهجوم الإسرائيلي على غزة. \r\n \r\n والذي تمثل في قصف إسرائيلي عنيف لأهداف فلسطينية كان ردا على الهجمة الفلسطينية بقذائف الهاون»، مشيرة في هذا الصدد الى تنديد باول بالاستخدام المفرط وغير المناسب للقوة. وهنا تتم الإشارة الى سياسة باول خلال حرب الخليج الأولى، ويعتبرها المؤلف متناقضة مع إدانته للسياسة الإسرائيلية، منتقدا «النيويورك تايمز» في عدم إشارتها الى مثل هذا التوضيح. \r\n \r\n ويشير الى أن التغطية التليفزيونية لهذه الأيام من العنف شابها قدر من التناقض بين الشبكات، فعلى حد قوله جاءت نشرات أخبار المساء في وقت قريب بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة، ولكن قبل أن يكون واضحا أن اسرائيل قد اعتزمت أن تحتل بعض الأراضي، فعلى شبكة « ايه بي سي» أخذ بيتر جيننيجز يقول: إن اسرائيل تهاجم غزة الفلسطينية من الأرض والبحر والجو، وقد كان الفلسطينيون أطلقوا في وقت سابق قذائف الهاون على مدينة قرب الحدود داخل اسرائيل». \r\n \r\n وفي اليوم نفسه وعلى ال « سي بي إس» تناول دان رازرن الحدث نفسه ولكن بنغمة مختلفة - والتقويم هنا للمؤلف - حيث قال: إن المروحيات والدبابات الإسرائيلية أطلقت النار على أهداف فلسطينية في غزة، وقد كانت هذه الهجمات انتقاما من إطلاق الفلسطينيين القذائف على مدن إسرائيلية. \r\n \r\n وينتقد المؤلف تغطية جينينجز واختياره للكلمات، والتي يبدو أنه كان يريد أن يستأذنه قبل أن يقولها، فيقول إن عبارات جينينجز جعل العملية الإسرائيلية تبدو وكأنها كانت شيئا مشؤوما وهي كذلك بالفعل كما يبدى مورافتشيك استياءه من استخدام جينيجز الذي يعتبره لافتا للنظر بشأن غزة الفلسطينية، متسائلاً فهل هناك غزة أخرى؟ \r\n \r\n وقد يكون لديه بعض الحق غير أن المراسل قد يكون استهدف التأكيد على طبيعة العملية الإسرائيلية العدوانية وأنها تقع في إطار أراض ليست خاضعة تماما لإسرائيل، وهو ما ينفي عنها صفة الشرعية. \r\n \r\n ويبلغ الضيق من المؤلف حده من جينينجز، فيقول انه واصل على نحو مزعج تغطيته في الليلة التالية قائلاً: «إن الإسرائيليين قد اجتاحوا الإقليم الفلسطيني المستقل غزة وأن الفلسطينيين شديدو الغضب وأن إدارة بوش تقول أن هذا الأمر يعبر عن سياسة تتسم بالإفراط في استخدام القوة. \r\n \r\n ويضيف المؤلف أن جيليان فندلي جاءت لتخبر المشاهدين مرة أخرى بأن الفلسطينيين شديدو الغضب، مضيفة : «إن الفلسطينيين يقولون ان شارون قد كشف عن نواياه الحقيقية بهذه الهجمة». ويعتبر المؤلف هذه الجملة الأخيرة نذير شؤم، ولكن فندلي تركتها كما هي، ولم تفسر ماذا تعنى أو لماذا تضمن تقريرها الإشارة الى هذا الأمر. \r\n \r\n وعلى ال «سي إن إن» كان هناك تناول وولف بليتزر لأحداث اليوم أقل إزعاجاً وكان قد ألقى الضوء بشكل كبير على الدوافع الإسرائيلية، وهذا هو السبب وراء توصيف المؤلف لتغطيته بأنها كانت أقل إزعاجا. \r\n \r\n ومن الطبيعي أن يكون هذا هو موقف المؤلف، فوسط التغطيات التي تدين اسرائيل، فإن بليترز راح يقول: إن فلسطينيين من غزة قاموا بإطلاق قذائف هاون على إسرائيل وقد نظر الى هذه الأمر من قبل هذه الأخيرة على أنه تصعيد خطير. \r\n \r\n \r\n وفي إطار تناوله لقضية اجتياج غزة يواكب أحد الأحداث المهمة التي تزامنت مع هذه القضية وهو الهجمة الإسرائيلية على موقع سوري في لبنان ويتناول المؤلف تغطية وسائل الإعلام الأميركية لهذه القضية ،فيشير الى «أن سي بي إس» مثلاً في تناولها للضربة كانت قد ذكرت الموقفين السورى والإسرائيلي وايضا موقف الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n وبثت تصريح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر والذي جاء فيه : نحن ندين هذا التصعيد في دائرة العنف، والذي كان قد بدأ من جانب حزب الله في إثارة متعمدة لتصعيد موقف متوتر بالفعل. \r\n \r\n غير أن ما بثته «الايه بي سي» لم يحظ برضا المؤلف، حيث يذكر أن مشاهدي الشبكة سمعوا فقط: إن الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربت موقع رادار سورياً وأن وزير خارجية سوريا قال إنه عدوان فاضح،، مشيرا الى ال «أن أيه بي سي» كانت أسرع في نقل الموقف الأميركي عندما كان منتقدا لإسرائيل منه عندما كان ينتقد أعداء اسرائيل. \r\n \r\n تفجير في تل أبيب \r\n \r\n في سياق المحطة السابعة من دراسته، يتناول المؤلف التفجيرالإنتحاري الذي وقع في الأول من يونيو في أحد ملاهي تل أبيب، وهو ملهى الدولفيناريوم ، والذي يشير الى أنه كان أول تفجيرات الإنتفاضة الإنتحارية وأسفر عن مصرع عشرين من الضحايا، معظمهم من الفتيات المراهقات. \r\n \r\n ويشير المؤلف الى أنه في البداية كان رد فعل عرفات شديد اللهجة، من خلال بيان يعارض فيه العنف بشكل عام، ولكن وزير الخارجية الألماني الذي تصادف زيارته لإسرائيل والسلطة الفلسطينية في ذلك الوقت، كان قد أصر على لهجة أوضح لاستنكار ماجرى، وقد ساهم فيشر بنفسه في صياغة هذا البيان، وتم التوقيع عليه من جانب عرفات. \r\n \r\n ثم يعرض المؤلف بعد هذه المقدمة للتغطية الإعلامية فيشير الى أن ديبورا سونتاج مراسلة ال «نيويورك تايمز» نشرت في 30 يونيو أنه لأول مرة منذ بدء العنف منذ ثمانية شهور وجه ياسر عرفات نداءً شعبياً لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. \r\n \r\n ويعتبر المؤلف أن هذه الجملة تعيدنا الى الوراء، لنرى كيف كان إصرار عرفات على الا يسير في مثل هذا الطريق حتى هذه اللحظة. وهنا يشير الى عدم قدرته على فهم اصرار التقارير الاخبارية في الصحف والشبكات التلفزيونية على الإعلان عن عدم قدرة عرفات على وقف العنف. \r\n \r\n وعلى الرغم من نقده إلا أنه يستحسن في تقرير سونتاج استشهادها بمسئول اسرائيلي يشبه عرفات بحارس حديقة حيوان يقوم بفتح كل الاقفاص للنمور والأسود، مشيراً الى اطلاق سراح بعض من تسميهم ب «الارهابيين» المشهورين وصانعي المتفجرات في بداية الانتفاضة. \r\n \r\n ولكن سونتاج لم تتم تقريرها على النحو الذي يحافظ على استحسان المؤلف، فقد راحت فيما يبدو حرصاً على الحياد تقول في نهاية تقريرها: «ان هذه كانت مقارنة مرفوضة من جانب الفلسطينيين». وينتقد المؤلف مجدداً مراسل «الواشنطن بوست» مشيراً الى انه في تلخيصه للانتفاضة قبل التفجيرات قام لي هوكستارد مكرراً عبارة له مرة ثانية كما لو كانت حقيقة يقول فيها: ان الفلسطينيين قد انتفضوا ضد الاحتلال الاسرائيلي المستمر للضفة الغربية وقطاع غزة. \r\n \r\n ويتصور المؤلف ان هوكستارد متحيز ضد اسرائيل، لأنه سرد تقريره على نحو معين بدا معه وكأنه يقلل من وضع اسرائيل القانوني بشأن المستوطنات، فقد راح يقول: \r\n \r\n ن معظم الدول الغربية ومنظمات حقوق الانسان تنظر الى المستوطنات اليهودية على انها غير شرعية بحسب القانون الدولي، كما ان اسرائيل تصر على ان القانون الدولي لا يختص بالضفة الغربية او غزة. \r\n \r\n وعلى هذا الاساس ينتقد المؤلف هوكستارد على انه لم يستشهد بأحد او أي دليل آخر على هذه الجملة الاخيرة مما يعد خطأ منه وعدم امانة ادت الى وضع الموقف الاسرائيلي في حالة ينقصه فيها الدلائل، مضيفاً ان الموقف الاسرائيلي ليس كما يصفه المراسل، وانما يتمثل في رفض التفسيرات الخاطئة للقانون الدولي. \r\n \r\n