\r\n وقد وافقت الفصائل الفلسطينية بصورة رسمية خلال لقائها مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن على الابقاء على هذه الهدنة طالما اوقفت اسرائيل هجماتها على القادة والمقاتلين الفلسطينيين وطالما اقدمت على اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين‚ \r\n \r\n آخر محاولة من هذا النوع تم التوصل اليها في عام 2003 ولم تستمر سوى 50 يوما قبل ان تنهار لتبدأ معها دورة جديدة للعنف في المنطقة‚ ولكن الصورة تبدو الآن مختلفة بصورة دراماتيكية منذ وفاة عرفات في العام الماضي وحلول ابو مازن مكانه حيث وافق على وقف لاطلاق النار مع اسرائيل في 8 فبراير الماضي وهو يحاول الآن اقناع الاطراف الفلسطينية الاخرى بالالتزام به بصورة رسمية‚ \r\n \r\n يقول معين رباني من مجموعة الازمة الدولية «هناك فرق مهم وهو ان قادة الاحزاب الكبرى بما فيها الاسرائيلية لديهم مصلحة في المحافظة على الهدوء في المنطقة»‚ \r\n \r\n الجماعات الاسلامية مثل حركة حماس لحق بها الضعف عسكريا نتيجة للضربات الاسرائيلية التي وجهت لها ولقياداتها اضافة الى ان هذه الحركة ترى الآن ان امامها فرصة حقيقية لتحقيق مكاسب من خلال الانضمام للتيار السياسي الرئيسي‚ \r\n \r\n كما ان هناك مصلحة لاسرائيل في استتباب الهدوء وان كانت ما تزال تصر على انها لن تبدأ اي محادثات حول الدولة الفلسطينية الا اذا تم نزع سلاح الجماعات المسلحة وتفكيكها‚ \r\n \r\n ويفضل رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون خطة الانسحاب من قطاع غزة وبعض المستوطنات الصغيرة في شمال الضفة في صيف هذا العام وهو الآن قلق اكثر بشأن مواقف المستوطنين الغاضبين اكثر من قلقه من هجمات الفلسطينيين‚ \r\n \r\n يقول المحلل الاسرائيلي مارك هيلر «اعتقد ان اسرائيل ستحاول ضبط نفسها بصورة اكبر هذه المرة»‚ وتنخرط الآن الاسرة الدولية وخاصة الولاياتالمتحدة بصورة اكبر بجهود التهدئة وترى ان هناك فرصة نادرة لاحراز تقدم في الشرق الاوسط بعد وفاة عرفات وهي اكثر رغبة لدفع الاطراف للمحافظة على ضبط النفس‚ \r\n \r\n في هذه الاثناء تخضع سوريا التي ينظر اليها على انها احدى الدول الداعمة للجماعات المتطرفة الفلسطينية لضغوط دولية شديدة بسبب الدور الذي تلعبه في لبنان وليس بوسعها تحمل تهمة تخريب جهود السلام ووأد الامل الجديد في المنطقة‚ \r\n \r\n ويبقى الوضع العام هشا للغاية في ظل عدم وجود التزام رسمي بوقف اطلاق النار وفي ظل قدرة الجماعات المتطرفة على اشعال الحرائق من جديد‚ \r\n \r\n يقول رباني «ان خطوة خاطئة واحدة يرتكبها اي شخص بامكانها نسف كل التقدم الذي تم احرازه حتى الآن»‚ \r\n \r\n وتقدم العملية الانتحارية التي اقدمت على تنظيمها بعض الاطراف داخل حركة الجهاد الاسلامي مثالا حيا على الشيء الذي يمكن ان تقدم عليه الجماعات المنشقة‚ \r\n \r\n ويمكن لهذا الاتفاق ان يتحطم ايضا اذا لم تحصل الجماعات الفلسطينية على بعض التنازلات من اسرائيل بسبب تخوفها من خسارة مصداقيتها في الشارع الفلسطيني‚ \r\n \r\n ومن اجل ارضاء الجماعات الفلسطينية المختلفة فان اسرائيل ستعمل على اطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين من اصل 8 آلاف سجين تحتفظ بهم في سجونها‚ \r\n \r\n وستطرح الكثير من الاسئلة الصعبة اذا ما تم الابقاء على العنف بعيدا عن المنطقة بشكل يمكن الاسرائيليين من الانسحاب‚ فالفلسطينيون سيعملون ساعتها على الضغط على اسرائيل للدخول معهم في مفاوضات للسلام تؤدي الى قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة حسبما تنص عليه خريطة الطريق المدعومة اميركيا‚ \r\n \r\n ولكن سيرفض الاسرائيليون على الاغلب هذه الفكرة قبل حل الجماعات المسلحة وهو شرط موجود في خريطة الطريق وقد يؤدي تنفيذه الى اطلاق شرارة حرب اهلية فلسطينية‚ \r\n