هذا الأمر تغير‚ فتحت قيادة بوش فإن مفهوم مبدأ المحاسبة تم اسقاطه ولم تعد هناك حاجة للأخذ به‚ \r\n \r\n في عالم الحرب الذي يعيشه بوش فإن السمك الصغير هو الذي ينقلي بالنار وليس غيره والعقاب يطبق على اولئك الواقفين على قاعدة الهرمية العسكرية‚ اما اولئك الواقفون على قمة الهرم فانهم يحظون بالترقية‚ \r\n \r\n قبل عام وفي 28 ابريل تم الكشف عن الاساءات التي ارتكبت في سجن أبو غريب قرب بغداد وشاهد الرأي العام فظاعة ما كان يحدث من خلال الصور التي نشرت لقد كانت فضيحة بكافة المقاييس قوضت السمعة العسكرية للمؤسسة العسكرية الأميركية والحقت أضرارا بالغة بالموقف الأميركي في العالم كله‚ \r\n \r\n بعدها بوقت قصير تبين ان صور السجناء العراقيين الذين غطيت رؤوسهم وتمت تعريتهم واذلالهم كانت الدليل على وجود مشكلة أكبر‚ فنظام الاعتقالات والتحقيقات المعمول به في سجن أبو غريب واماكن اخرى في العراق كان خارج نطاق السيطرة ونظام اصدار الأوامر المسؤول قد انهار‚ \r\n \r\n \r\n لقد ضرب المعتقلون وعذبوا ووجهت اليهم اساءة جنسية وفي بعض الحالات قتلوا‚ وبعض السجناء ما كان يتوجب وجودهم في الاعتقال أساسا حيث لم يثبت عليهم أنهم ارتكبوا أي جرائم او مخالفات‚ \r\n \r\n ما الذي حدث؟ \r\n \r\n ان بعضا من صغار الضباط ارسلوا لمواجهة محاكمات عسكرية وأدين ضابط برتبة رائد وبدأ الجيش يخطط لاصدار دليل جديد يستخدم في التحقيقات يمنع بمقتضاه استخدام الأساليب القاسية‚ \r\n \r\n لم يكن هناك تحرك واسع على ذلك السلوك الاجرامي‚ لقد علمنا انه وبعد تحقيقات عالية المستوى برأ الجيش ساحة اربعة من أصل خمسة ضباط كانوا مسؤولين عن وضع سياسات السجون والعمليات في العراق‚ الضابط الخامس العميد جانيس كاربنسكي من قوات الاحتياط أعفيت من قيادة الشرطة العسكرية في أبو غريب‚ وقد اشتكت من أنها جعلت كبش فداء لحماية الضباط الأعلى رتبا‚ \r\n \r\n بهذه الطريقة تم التعامل مع الأعمال الوحشية في عالم بوش للحروب‚ فالرتب العالية المسؤولة عن التدريب والاشراف والنظام على الجنود العاديين بكلمة أخرى كبار المسؤولين الذين يترأسون هذا النظام ينجون بفعلتهم دون ان يعاقبوا ودون ان يمسهم أي سوء‚ \r\n \r\n ان الاساءات التي جرت في أبو غريب ليست سوى مظاهر للتعذيب والاساءات والظلم الذي تسلل الى إدارة بوش عبر العمليات التي تطلق عليها «الحرب على الارهاب»‚ \r\n \r\n لقد تم الأخذ بأساليب لا انسانية في مجالات عديدة مثلما يسمى بسياسة «التعرية» والتحقيقات البشعة بأساليب وحشية واغراق المعتقلين في المياه‚ ولم يكتف بهذه الأساليب القميئة بل تم الأخذ بأساليب جديدة مثل قيام الولاياتالمتحدة بخطف أفراد وارسالهم الى انظمة ماهرة جدا في فنون التعذيب‚ \r\n \r\n ان هناك حاجة لشيئين هما: \r\n \r\n أولا: تشكيل لجنة تحقيق مستقلة يساهم بها كلا الحزبين في الولاياتالمتحدة على غرار تلك اللجنة التي اقيمت للتحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر للتحري في عمليات التحقيقات والاعتقالات والتقدم بتوصيات محددة لتصحيح الاساءات‚ \r\n \r\n ثانيا: ان توضح حكومة الولاياتالمتحدة بما لا يدع مجالا للشك ان التعذيب والمعاملة اللاإنسانية للسجناء هي شيء خاطىء ولن يتم التساهل تجاهها تحت أي ظرف من الظروف‚ \r\n \r\n يقول مايكل بوسنر المدير التنفيذي لحقوق الإنسان «في عالمنا المعاصر فإن التعذيب يعادل تجارة الرقيق والقرصنة التي عرفها الناس خلال تسعينيات القرن الثامن عشر‚ ان التعذيب هو جريمة ترتكب ضد الجنس البشري وضد الإنسانية ويجب حظره بصورة مطلقة»‚ \r\n \r\n إذا أوضح الرئيس هذا الأمر بجلاء فإن الرجال والنساء في سلسلة القيادة سيكونون مسؤولين عن الاساءات التي تحدث تحت امرتهم مما سيدفع اعداد هذه الاساءات للتراجع بصورة حادة‚ \r\n \r\n بدل ذلك فإن الإدارة ترسل رسالة تقول ان مبدأ المحاسبة سيطبق على نطاق ضيق لا يطال سوى اعداد بسيطة من سيئي الحظ‚ \r\n \r\n اما الحيتان الكبيرة والقطط السمان فهم يتمتعون بحضن إدارة جورج بوش الدافىء‚ \r\n