\r\n فبعد المصافحات والنوايا الحسنة التي شوهدت وعبر عنها خلال المؤتمرات الدولية التي عقدت في القاهرة وطهران‚ اتهم أحد كبار المسؤولين الحكوميين منافسا سياسيا بانه عميل لدولة أجنبية يعمل على تعزيز سيطرتها في بلاده‚ ومن السهل معرفة ان الدولة المقصودة هي ايران‚ \r\n \r\n وبالرغم من العنف والشكوك السائدة فإن بعض العراقيين العاديين يقولون انهم يتطلعون للمشاركة في التصويت‚ \r\n \r\n السياسيون العراقيون من الوزن الثقيل أعلنوا عن قوائم ترشيح‚ فقد أعلن إياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة عن قائمة موحدة للمرشحين تضم 240 شخصا ووعد بالعمل على توحيد العراق وجلب الرفاهية لشعبه‚ وأبلغ علاوي المراسلين الصحفيين «اننا راغبون في تقوية الروح الوطنية للشعب العراقي والتحرك بعيدا عن التحيز العرقي والديني‚ وسنركز على التخلي عن الاقتصاد الاحادي الجانب الذي يعتمد على النفط والتوجه نحو الأخذ بالسياسات الاقتصادية الليبرالية»‚ وكانت القائمة التي تقدم بها علاوي قد اطلق عليها اسم «العراقية» وهي وحدة من 80 قائمة قدمت قبل اقفال موعد التسجيل للانتخابات‚ وسيختار العراقيون من القائمة بدلا من الأحزاب من أجل انتخاب 275 عضوا للبرلمان‚ \r\n \r\n ويتخوف الكثير من العراقيين من ان يؤدي العنف والتخويف الذي يمارسه المقاومون في بغداد وفي اجزاء أخرى من العراق تعرف باسم «المثلث السني» الى دفع الناخبين لعدم المشاركة في هذه المناطق مما يعني سيطرة الشيعة على الحكومة القادمة ومما سيعتبر ضد أهل السنة وسيدفع المزيد منهم للانضمام الى جماعات المقاومة المعارضة للوجود العسكري الأميركي في العراق‚ \r\n \r\n وقد أعلنت «هيئة علماء الدين المسلمين» السنية ذات النفوذ الواسع عن مقاطعتها للانتخابات‚ وبعض الجماعات السنية تثير التساؤلات حول الكيفية التي يمكن ان تمارس بها حملتها الانتخابية في مناطق غير مستقرة في البلاد مثل الفلوجة والرمادي والموصل‚ \r\n \r\n يقول عبدالله البياتي من «الحزب الإسلامي» العراقي: هناك تهديدات ضد تسجيل الناخبين وهناك تهديدات ضد الناخبين‚ وقد سبق لهذا الحزب ان طالب بتأجيل الانتخابات لمدة ستة أشهر‚ ولكن الشيعة والأكراد يرفضون التأجيل ويطالبون باجراء الانتخابات في الموعد المقرر‚ \r\n \r\n الأكراد يسعون لتقوية قبضتهم على الأقاليم الثلاثة الشمالية وسحب كركوك الى جيبهم الذي يتمتع بالحكم الذاتي‚ \r\n \r\n القادة الشيعة يتخوفون من ان أي تأخير سيغضب اتباعهم‚ ومن الناحية القانونية فإن حكومة علاوي تنتهي صلاحيتها مع نهاية يناير‚ \r\n \r\n يقول سعد جواد قنديل احد رموز «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق» الذي يقف زعيمه على رأس قائمة التحالف العراقي الموحد الشيعي والذي يتوقع له ان يصبح أكثر السياسيين نفوذا في العراق «تأخير الانتخابات سيترك الحكومة المؤقتة دون غطاء قانوني»‚ ويمضي القنديل قائلا «إذا اجلنا الانتخابات فإننا نمهد الطريق بذلك لحرب أهلية»‚ وبدأ الجنود الأميركيون بزيادة اعداد الدوريات التي يقومون بها استعدادا للانتخابات من اجل دعم الدور الأمني الذي تقوم به قوات الشرطة العراقية‚ وتشعر المؤسسة العسكرية الأميركية بالحساسية تجاه ما يقال من انها قد تحاول التأثير على نتيجة الانتخابات وقد صدرت الأوامر للجنود الأميركيين بعدم التحدث في الأمور السياسية مع العراقيين‚ \r\n \r\n المسؤولون العراقيون الذين يشعرون بالعصبية عقدوا لقاء مع الصحفيين العراقيين قبل أيام وطلبوا منهم تجنب اعداد التقارير الحماسية وغير الدقيقة خلال فترة الانتخابات وعدم اثارة شكوك حول عملية التصويت‚ \r\n \r\n وستعطى الجماعات العراقية اوقاتا متساوية لبث حملاتها الانتخابية مجانيا في الراديو والتليفزيون‚ \r\n \r\n ويبقى السنة وحدهم بعيدين عن النشاط الانتخابي بسبب الأوضاع الأمنية السائدة في مناطقهم ولن يرضوا بالتأكيد بأي نتائج للانتخابات تستثنيهم من العملية السياسية في البلاد ‚‚ فكيف سيكون الوضع في المستقبل؟ الأيام وحدها كفيلة باعطاء جواب عن هذا السؤال‚ \r\n