الحكيم الذي هو في اوائل الخمسينيات من عمره مثال جيد على رجل الدين الشيعي الذي يحتفظ بروابط وثيقة مع آيات الله الحاكمين في ايران‚ \r\n \r\n فحزب الحكيم المسمى «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق» أسس في ايران‚ ويقول المسؤولون الاستخباريون الأميركيون ان لديه روابط وثيقة مع اجهزة الاستخبارات الايرانية ويتلقى اموالا كثيرة من ايران كدعم له ولحزبه‚ \r\n \r\n بالنسبة للولايات المتحدة والأردن والسعودية فإن مستقبل وجود الحكيم على قمة هرم السلطة في العراق يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل النفوذ الايراني في العراق‚ \r\n \r\n وأدى خوف السنة العرب من وجود حكومة يقودها الشيعة الى اذكاء نار المقاومة ويتخوف الكثيرون في العراق انه في حالة ما استمر السنة في مقاطعة الانتخابات وسيطرت الجماعات الشيعية على «المجلس الوطني» فإن البلاد قد تنزلق نحو حرب أهلية‚ \r\n \r\n وهناك تخوف من حدوث نزاعات بين الميليشيات السنية والشيعية او بين الأحزاب العلمانية والدينية الشيعية‚ \r\n \r\n ويعتقد الكثير من الخبراء العراقيين والأميركيين ان هذه المخاوف مبالغ فيها‚ فمن وجهة نظرهم فإن رجال الدين الشيعة يدركون جيدا مخاطر وجود حكومة دينية وهم في نفس الوقت يعرفون ان السنة سيقاومون بضراوة مثل هذا الأمر‚ \r\n \r\n وقد بدأت الحملات الانتخابية بصورة رسمية ويشارك بها 230 حزبا وجماعة سياسية تقدمت باسماء مرشحين‚ \r\n \r\n وقد صدرت تحذيرات حول امكانيات النفوذ الايراني في العراق عن الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور والملك عبدالله الثاني عاهل الأردن‚ \r\n \r\n وذكر الياور في مقابلة اجرتها معه هيئة الاذاعة البريطانية ان هناك تقارير عن قيام ايران بدفع أكثر من مليون شخص عبر حدودها مع العراق التي يبلغ طولها 1400 كيلومتر من اجل التأثير على الانتخابات وان الأموال الايرانية تتدفق بصورة سرية الى الجماعات الدينية الشيعية الداخلة في الانتخابات وقال الياور صراحة «ان هناك عناصر في ايران تلعب دورا في المحاولات التي تبذل للتأثير على الانتخابات في بلاده»‚ \r\n \r\n وتقول جماعات الاغاثة العاملة على الجانب الايراني من الحدود ان ايران طردت عشرات الآلاف من العراقيين واجبرتهم على العودة الى بلادهم اضافة الى ان جنسية الكثيرين منهم غير واضحة كونهم يأتون من مناطق تشهد تحركات قبلية عربية منذ قرون‚ \r\n \r\n وقد استخدم السيستاني نفوذه الديني الكاسح من اجل دفع الجماعات الدينية المتنافسة للوقوف تحت مظلة التحالف السياسي الذي يقوده الحكيم الان‚ \r\n \r\n ويقول منتقدو الحكيم في التحالف الشيعي ان روابطه التي اقامها مع الدوائر الحاكمة في ايران عبر سنوات المنفى لا يزال يحافظ عليها حتى الآن‚ وتقول هذه المصادر ان جماعة الحكيم والأحزاب الأخرى في التحالف بما فيها حزب «الدعوة» تتلقى مشورة سياسية وأموالا من طهران‚ \r\n \r\n ويرد الحكيم على هذه الانتقادات قائلا ان حزبه يحترم ايران ولكنه مستقل عنها‚ \r\n \r\n وهناك تنافس مرير بين شيعة العراق انفسهم ضمن الجماعات الدينية ذات الارتباطات بايران‚ \r\n \r\n والحقيقة ان حزب الحكيم يشك في ان الجماعات الموالية لمقتدى الصدر رجل الدين الشيعي الذي قاد مقاومة ضد الاميركيين هي على الاغلب التي خططت ونفذت اغتيال اخيه الأكبر محمد باقر الحكيم في اغسطس 2003‚ \r\n \r\n وحتى الآن لم يخرج التنافس عن حدود المعقول والسيطرة وهناك رغبة شيعية في تجميد كل الخلافات لحين الانتهاء من الانتخابات‚ والقليلون يعتقدون ان مثل هذه الهدنة ستستمر في فترة ما بعد الانتخابات‚ \r\n \r\n إلى جانب ذلك هناك توتر بين الأحزاب الشيعية الدينية ويعلن الشيعة غير الاسلاميين انهم سيقاتلون ولن يخضعوا لإملاءات أية حكومة اسلامية يقول عدنان باججي وزير الخارجية السابق الذي ينتمي الى السنة ويبلغ من العمر (81 عاما) «ان الشعب العراقي هو الذي سيقرر فيما إذا كان يريد ديمقراطية علمانية او نظاما تسيطر عليه الشخصيات الديني‚ \r\n