رئيس جامعة عين شمس يترأس أولى جلسات قطاع شئون التعليم والطلاب.. صور    الزراعة تحتفل بتخريج 15 مبعوثًا من 12 دولة ببرنامج تنمية المزارع السمكية    "إير فرانس" تعلن تمديد تعليق رحلاتها الجوية من وإلى بيروت حتى نهاية سبتمبر    اشتباكات متزايدة في لبنان.. تداعيات التصعيد الإسرائيلي على الأمن الإقليمي    بعثة الزمالك تصل مطار القاهرة استعدادًا للسفر إلى السعودية    بدء جلسة محاكمة البلوجر هدير عاطف وطليقها و2 آخرين بتهمة النصب والاحتيال    الشلماني يثير حفيظة القطبين قبل موقعة السوبر    شبانة: التفكير في سفر فتوح قرار خاطئ    مصدر ليلا كورة: أمم أفريقيا للمحليين سبب تأجيل انطلاق دور المجموعات في دوري الأبطال والكونفدرالية    أحكام بالسجن والغرامة ل9 متهمين في قضية انقلاب قطار طوخ    الجيزة تزيل 13 كشك و"فاترينة" مقامة بالمخالفة بالطريق العام في المنيب    وزير الثقافة يبحث أطر تعزيز التعاون مع سفير المغرب بالقاهرة    إيمي سمير غانم تكشف سر تعاونها مع حسن الرداد في رمضان 2025    الصحة: خطط عمل مستدامة للحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية في القضاء على فيروس سي    إصابة 11 شخصًا إثر حادث تصادم بين سيارتين في البحيرة.. بالأسماء    عاجل| السيسي يصدر توجيها جديدا بشأن تنمية جنوب سيناء    في خدمتك | الأوراق المطلوبة للتقديم بكليات جامعة الأزهر 2024    طقس الفيوم.. انخفاض درجة الحرارة والعظمى تسجل 33°    أول تعليق من مستشار رئيس الجمهورية على الوضع الصحي في أسوان    «القابضة لمياه الشرب»: تلوث المياه في مصر «شبه مستحيل»    روسيا تدين الهجوم العسكري الإسرائيلي الواسع على لبنان    وزير الخارجية: رعاية المصريين بالخارج أولوية قصوى لنا    شيرين: حزينة على لبنان أكثر بلد علمتنى الصمود    ميرنا وليد وبناتها يخطفن الأنظار في حفل ختام مهرجان الغردقة (صور)    مبادرة بداية جديدة في شمال سيناء.. إطلاق ملتقى الفتيات للحرف اليدوية ضمن بناء الإنسان    الغرف التجارية: مساهمة القطاع الخاص بالمشروعات الحكومية خطوة نحو الجمهورية الجديدة    مديرية أمن الشرقية تنظم حملة للتبرع بالدم بمشاركة عدد من رجال الشرطة    خبير: الإفراط في استخدام المكملات الغذائية يؤدي لتوقف القلب    وزير العمل: الرئيس يوجهه بمساندة كل عمل عربي مشترك للتنمية وتوفير فرص عمل للشباب    تراجع تدفق النفط الروسي يدفع الأرباح إلى أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر    خطوات إجراءات التعاقد على وحدة سكنية من «التنمية الحضرية» (مستند)    ضبط مخزن في طنطا لإعادة تعبئة المبيدات الزراعية منتهية الصلاحية باستخدام علامات تجارية كبرى    شريف الكيلاني نائب وزير المالية للسياسات الضريبية يلتقى بجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    لا تهاون بشأنها.. وزير الخارجية: قضية المياه وجودية لمصر وترتبط مباشرة بالأمن القومي    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة الاستراتيجي التعبوي التخصصي    ضغوط من اتحاد الكرة لإضافة مدرب مصري لجهاز ميكالي.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    ضغوطات وتحديات في العمل.. توقعات برج الحمل في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2024    بحث علمي وتعليم وتبادل طلابي.. تفاصيل لقاء رئيس جامعة القاهرة وفدَ جامعة جوان دونج الصينية    شوبير يعلق على قائمة الأهلي للسوبر الأفريقي: لا صحة لوجود حارسين فقط    وزير الخارجية: لا يمكن الحديث عن تنمية اقتصادية واجتماعية دون أمن واستقرار    العراق يمنح سمات الدخول إلى اللبنانيين الواصلين إلى المنافذ الحدودية    انتخابات أمريكا 2024.. هاريس تخطط لزيارة حدود أريزونا لمعالجة مشكلة الهجرة    رئيس شركة المياه بالإسكندرية يتفقد يتابع أعمال الإحلال والتجديد استعدادا لموسم الشتاء    الصحة تعلن حصول 3 مستشفيات على شهادة اعتماد الجودة من GAHAR    التعليم: تشكيل لجنة لإعادة النظر في الإجازات غير الوجوبية والإعارات    بالصور.. حريق هائل يلتهم ديكور فيلم إلهام شاهين بمدينة الإنتاج الإعلامي    وكيل تعليم مطروح: تفعيل استخدام المعامل وانضباط العملية التعليمية بالمدارس    استبعاد لاعبين نهائيًا.. قائمة الأهلي المسافرة للسعودية لمواجهة الزمالك في السوبر    ما حكم الخطأ في قراءة القرآن أثناء الصلاة؟.. «اعرف الرأي الشرعي»    بالفيديو.. أسامة قابيل للطلاب: العلم عبادة فاخلصوا النية فيه    «فرص لوظائف عالمية».. وزير التعليم العالي يهنئ «النيل للهندسة بالمنصورة» لاعتماده من «ABET» الأمريكية    الإفتاء: الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم    أبو الغيط يوقع مذكرة تفاهم الجامعة العربية ومنظمة التعاون الرقمى بنيويورك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 24-9-2024 في محافظة قنا    غدا.. افتتاح معرض نقابة الصحفيين للكتاب    مريم الجندي: «كنت عايزة أثبت نفسي بعيدًا عن شقيقي واشتغل معاه لما تيجي فرصة»    أضف إلى معلوماتك الدينية| دار الإفتاء توضح كيفية إحسان الصلاة على النبي    جيش الاحتلال الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوى جنوب وشرق حيفا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشارو بريمر يحذرونه من أنه يجلس على برميل بارود
نشر في التغيير يوم 16 - 05 - 2004

لم يأت جمال الدين إلى النجف منذ أكثر من عشرين سنة، أما الخوئي فكان قد غادر العراق عام 1992 بعد انتفاضة الجنوب العراقي عقب غزو الكويت. والده الذي كان سلفاً لآية الله العظمى علي السيستاني في المكانة مات وهو رهن الإقامة الجبرية في بيته بالنجف بعد تلك الأحداث. وفي 1994، صدمت شاحنة أخاه الأكبر على الطريق بين النجف وكربلاء.
\r\n
وقد اقام عبدالمجيد الخوئي وعائلته في لندن حيث كان يدير مؤسسة الخوئي الخيرية. وكانت اتصالاته الرئيسية مع الاميركيين هي مع ال «سي آي ايه» التي رفضت قبول احمد الجلبي لأنها ادركت انه يفتقر للشعبية.
\r\n
يقول جمال الريف: «علمت ان الخوئي سعى وراء السيستاني من اجل فتوى شرعية يوافق فيها على وجود القوات الاميركية في العراق والنجف، وقد ذهب اليه ولم يجده في بيته، فسأل ابنه عن موقف ابيه فقال له الابن ان علي السيستاني لا يشارك في مثل هذه الامور». وهذا ما جعل الخوئي غاضباً وقال: «اذن على العراقيين ان يجدوا مرجعية دينية جديدة».
\r\n
وغادر المكان، ومضى ومعه مرافق له يوم العاشر من ابريل الى المسجد، وهناك اشتبك مع جماعة يقول الاميركيون انهم من انصار الصدر، فسقط قتيلاً هو ومرافقه.
\r\n
وقررت سلطة الاحتلال ان تعمل ضد الصدر مباشرة يوم 5 ابريل الماضي قبل حوالي اسبوع من اغلاق صحيفته الخوذة وذلك بتهمة التحريض على اعمال العنف ضد الاميركيين، وبعد يوم من خروج الألوف من انصاره للشوارع للاحتجاج على اعتقال مساعده مصطفى اليعقوبي، استولى هؤلاء الانصار على مخافر الشرطة والمباني الحكومية في النجف والكوفة.
\r\n
كما احتلوا ايضاً الناصرية والكوت، وتلك مدن يكثر فيها الشيعة كما اعلنوا انفسهم مسئولين عن مدينة الصدر بضواحي بغداد، وغالباً ما كان القتال معهم شرسا.
\r\n
وعلى نحو غريب تزامنت انتفاضة الشيعة هذه مع مواجهات الاميركيين مع المقاتلين المسلمين السنة في الفلوجة. فيوم 4 ابريل بدأ الجنود الاميركيون محاصرة مدينة الفلوجة استعداداً لهجوم كان الهدف منه القبض على بضعة رجال كانوا قبل بضعة ايام قد قتلوا اربعة مرتزقة اميركيين يحرسون قافلة. وخلال الايام والاسابيع التالية من القتال هرب الألوف من الاهالي الى بغداد، خاضت فيه الدبابات قتال شوارع واطلقت المروحيات الهجومية صواريخها على الاحياء الشيعية.
\r\n
وكانت المنطقة الخضراء، التي توجد فيها سلطة التحالف تعمل تحت حالة من الحصار. ثم بدأت عمليات قتل وخطف الاجانب. واصبح من الخطر على كل من تشي ملامحه بأنه اميركي او اوروبي او اسيوي ان يتجول في الشوارع. كانت اصوات القنابل تتردد على مدار الساعة بدون توقف، فيما العبوات الناسفة تنفجر على جوانب الطرقات والصواريخ وقذائف الهاون تسقط على المنطقة الخضراء و القوافل العسكرية والفنادق.
\r\n
ذهبت بالسيارة الى حي الاعظمية في بغداد في الخامس من ابريل. قبلها كنت في مدينة الصدر ورأيت حشداً يشيع جنازة كان من فيه يثور غضبهم لرؤية الغربيين، ولهذا قررت مع مرافقي ان امضي بعيداً.
\r\n
وفي حي الشعلة بدوره كان حوالي مئة من المقاتلين يجوبون ارجاء المنطقة امام مكتب الصدر بأسلحتهم الكثيرة والعزم البادي في وجوههم. كانت مجموعة من الصبية تتجمع محتفلة حول عربة عسكرية اميركية متفحمة وهم يصرخون بهستيريا. كان احد الشبان يعض على خنجر بفمه، فيما الدخان لايزال يتصاعد من بيت اصابه صاروخ مروحية اميركية. وغادرت حين ادركت ان الحشد اخذ يخرج عن نطاق السيطرة وبدأت مجموعة من الفتيان تشير الى سيارتنا.
\r\n
في مارس الماضي، وفيما كان الشيعة يحتفلون بعاشوراء انفجرت عدة قنابل قتلت 60 شخصاً على الاقل. كما انفجرت تسع قنابل اخرى في كربلاء، حيث ضريح الامام الحسين، وقتلت اكثر من مئة شخص.
\r\n
ومع ان احداً لا يعرف هوية مدبري الهجوم، فإن الكل يوجهون اصبع الاتهام الى الاميركيين لأنهم اوجدوا الظروف التي سمحت بحدوثه. وحين اتت القوات الاميركية الى الكاظمية لتقديم المساعدة قابلها الناس بالعداء. يقول مستشار اميركي رفع تقريره الى بول بريمر بعد ان التقى عدة اطراف عقب الحادث: «احداث اليوم تشير الى اننا نجلس فوق برميل من البارود».
\r\n
مقتدى الصدر، كما قيل، كان يتحصن في مسجد في الكوفة واليها توجهت بالسيارة في 6 ابريل الماضي، كان الطريق مليئاً بزوار يقصدون ضريح الامام الحسين في كربلاء سيراً على الاقدام، وبعضهم بدأ رحلة مشي من بغداد نفسها. لم أر اي قافلة عسكرية اميركية على الطريق.
\r\n
لكن عند منعطف في الطريق الى الكوفة كان هناك حوالي 20 او اكثر من المسلحين معظمهم ملثم بالكوفيات، ويعتمرون العمامات السوداء المميزة لرجال جيش المهدي، كانوا مسلحين بقاذفات ال «آر بي جي» وبنادق الكلاشنكوف ويشكلون نقطة تفتيش على الطريق. بل ان عدداً منهم كان مسلحاً بقنابل يدوية صفراء من النوعية التي يستخدمها الجيش الاميركي.
\r\n
تبعنا سيارات للصليب الاحمر اخذ سائقوها يتبادلون مع رجال الحاجز صيحات التأييد لمقتدى الصدر. وبعد قليل فوق جسر على نهر الفرات، كان هناك مسلح يرتدي بزة شرطة مكتوباً عليها بالعربية «جيش المهدي» وحول المسجد الذي يوجد فيه الصدر كان المقاتلون ينتشرون بأسلحتهم، غير انهم قالوا لنا انه قد انتقل الى النجف، وهكذا واصلنا السير اليها مروراً بقاعة صغيرة كان مساعده يعقد فيها مؤتمراً صحافياً، فيما المقاتلون يرقصون في الخارج على هتافات «تسقط اميركا، تسقط اسرائيل!».
\r\n
بعد ذلك بأسبوع، كنت موجوداً في فندق فلسطين ببغداد، حين اخبرني مصوري بالهاتف من بهو الفندق ان حازم العراجي، وهو احد نواب الصدر في الكاظمية، يتعرض لمحاولة اعتقال. لقد اتى الى الفندق ليلتقي بصحافي ايطالي، وانقض عليه الجنود الاميركيون بعد انتهائه من الحديث وفيما كان يهم بالرحيل، حين وصلت للأسفل كان حازم وسط جمهرة من الغاضبين، بينهم عدة جنود اميركيين يحاولون جره من بين الناس، ثم أتت مجموعة من الزعامات القبلية كانوا يتلفحون بالكوفيات ز
\r\n
ويحضرون اجتماعا في الفندق، واخذوا يدفعون الجنود قائلين انهم لن يسمحوا باعتقال حازم، الجنود قالوا انهم لا يريدون اعتقاله بل «الحديث» معه، وبعد حوالي 15 دقيقة انتقل هؤلاء وبينهم حازم الى قاعة المؤتمرات حين كان الزعماء القبليون مجتمعين اخيرا، ذهب حازم بعدا ان قام باجراء بعض المكالمات الهاتفية حيث اخذ مرة في ناقلة جند مدرعة.
\r\n
قال لي عدة عراقيين بسخرية: «هل تدرك ما هذا الذي يجري» وتوقعوا خروج مظاهرات صاخبة في مدينة الصدر في غضون ساعات، وربما الهجوم على الفندق. كان اعتقال حازم العراجي رعونة سياسية غير طبيعية من جانب سلطات الاحتلال، بالنظر الى ما ادى اليه اعتقال مصطفى اليعقوبي سابقا من احداث، ويبدو ان احدهم في سلطة الاحتلال قد خطر بباله هذا الامر، فأطلق سراحه، لكن ليس قبل ان يدخل سجنا عسكريا اميركيا في مطار بغداد خمس ساعات، بعدها أتاه مسئول اميركي ليقول له ان الأمر كان «خطأ» وانه حر في الذهاب وحيثما يشاء واصطحبوه الى فندق فلسطين من جديد.
\r\n
في حسينية الأعظمية، قبل ذلك ببضعة أيام، لم يكن هناك مقاتلون ولا بزات سوداء ولا اسلحة مشهرة علنا، حينما كان زعماء الشيعة قد وصلوا لتسوية توقف القتال باستثناء الوضع في النجف التي كان الصدر لايزال موجودا حينها ويصدر منها بياناته الحماسية.
\r\n
2500 جندي اميركي حاصروا النجف، لكن يبدو ان الهجوم غير محتمل لان آية الله علي السيستاني حذرهم من الهجوم على المدينة.
\r\n
أعيد افتتاح مسجد الكاظمية، واليه رافقت حازما وصحبه لحضوره صلاة الجمعة، كان عدة ألوف من الرجال يجلسون في المسجد بانتظار قدوم حازم، وما ان ظهر امامهم حتى بدأ الجميع يهتف بصوت واحد «يعيش مقتدى، تسقط اميركا، يسقط مجلس الحكم! وهم يلوحون بقبضاتهم في الهواء، تحولت صلاة الجمعة الى حشد سياسي تحدث فيه الشيخ رياض ثم الشيخ حازم مطولا، كان كثيرون يحملون صورة الصدر، في المسجد رأيت ايرانيين اتوا للزيارة بعضهم تجاهل الموضوع السياسي برمته، فيما بعضهم توقف واستمع بعد ثلاث ساعات انتهت التظاهرة، وخرجت من المسجد برفقة حراس حازم.
\r\n
ظهيرة ذلك اليوم، عادت جماعة الصدر للاشتباك مع القوات الاميركية في الكوفة وقتل عدد من رجاله، عدت للكاظمية في المساء حيث توقعت ان يكون جوها باردا، لكنه لم يكن كذلك، قال لي حازم ان عدة مواجهات مسلحة حدثت، لكنه القى باللوم على سلوك الاميركيين فيها.
\r\n
كانت درجة التنسيق بين جماعة الصدر والمقاومين في الفلوجة موضوعا للكثير من الجدل، خصوصا بين الشيعة من الذين لا يؤيدون الصدر ويعتبرونه خطرا، بل ان بعضهم قال ان لديه الدليل على ان اندلاع القتال في الفلوجة والنجف لم يكن مصادفة، او بمعنى اخر نتيجة لسوء حسابات بريمر، بل كانت مخططة مسبقا، وأروني بيانات كتبها مجاهدون سنة في الفلوجة يعلنون فيها تأييدهم للصدر، ومن بين هؤلاء حازم الذي يقول ان المقاتلين في الفلوجة كانوا خليطا من البدو والبعثيين .
\r\n
وجنود الحرس الجمهوري وعدد من الاسلاميين غير العراقيين، في اليوم التالي لقتل الاميركيين الاربعة في الفلوجة، قالت جماعة تطلق على نفسها «سرايا شهداء احمد ياسين» انها نفذت العملية انتقاما لقتل احمد ياسين زعيم حماس الفلسطينية على يد الاسرائيليين، وفي اليوم التالي رد الصدر ببيان قال فيه انه «الذراع الضاربة في العراق» لحزب الله وحماس.
\r\n
لم يكن لتزامن انتفاضة الصدر وانتفاضة الفلوجة ان يأتي في وقت أسوأ من هذا بالنسبة لقوات الاحتلال فالقوات الاميركية التي لم يكن قد بقي امامها سوى ثلاثة اشهر قبل نقل السلطة لحكومة عراقية وحل سلطة التحالف المؤقتة، كانت في خضم عملية كبيرة لاستبدال القوات أتى في سياقها الكثيرون من الجنود الجدد الى العراق لاول مرة بدون اي خبرة، فيما قوات الشرطة العراقية سيئة التدريب والتمويل والروح المعنوية، لم يكن متوقعا منها تقديم عون لا بأس به، بل ان معظمهم قد تخلى عن مواقعه بالفعل من تلقاء نفسه او انه سلمها للمقاتلين عند أول بادرة للمشكلات. وبعضهم انتقل الى الصف الآخر.
\r\n
كان حل الميليشيات فكرة مركزية بالنسبة لسياسة التحالف منذ البداية، وبالتأكيد فإن جيش المهدي من بينها، والذي يعتبر نسبيا ظاهرة حديثة مقارنة بغيره، ولايبدو انه قوة يمكن تطويعها في المستقبل القريب تحت اسم الاستقرار، لكن تدور هناك احاديث حالية عن تحويل ميليشيات «الاحزاب السياسية المعتدلة الى نواة قوة امنية عراقية جديدة» .
\r\n
وكان اقتراح من هذا الشكل قد تقدم به منذ الخريف الماضي عدة اعضاء في مجلس الحكم العراقي، على سبيل المثال وقع على الاقتراح كل من احمد الجلبي واياد علاوي وهما الشيعيان العلمانيان اضافة للزعيمين الكرديين جلال الطلباني ومسعود البرزاني اللذين يتمتع كل منهما بأعداد كبيرة من المقاتلين الاكراد، اضافة الى عبدالعزيز الحكيم الذي تقوم قوته المعروفة بفيلق بدر فعلا بهجمات امنية واسعة في مختلف انحاء العراق. غير ان العديد من المسئولين الاميركيين يعتبرون الجماعات من مثل فيلق بدر وثيقة الصلة بايران وبالتالي لا يمكن الوثوق بها من منظورهم.
\r\n
ولهذا رفض بريمر اقتراح مجلس الحكم، وفضل حلا وسطا يقوم على تشكيل كتيبة خاصة من عدة مئات من المقاتلين العراقيين من مختلف الميليشيات تدربهم القوات الخاصة الأميركية. كانت هذه الكتيبة تقاتل الى جانب الاميركيين في الفلوجة. ويؤكد لي أحد مساعدي عبدالعزيز الحكيم ان فيلق بدر هو الجماعة العراقية العسكرية الوحيدة الموجودة التي يمكن الاعتماد عليها.
\r\n
وقال إن القوات التي دربها الاميركيون تفتقد الى «الرؤية» . دع عنك الخبرة. بل ان الحكيم قال لي ان نشر 2500 رجل في كربلاء في اربعينية الحسين في ابريل وان هؤلاء أمسكوا بالكثير من الارهابيين الذين كانوا يحملون المتفجرات ومنعوا حدوث مذابح.
\r\n
بعد بضعة أيام من حصار الفلوجة، ومقتل المئات من المدنيين العراقيين، واكتظاظ المستشفيات بالجرحى، وصلت قافلة من سيارات الاسعاف والشاحنات محملة بالأغذية والأدوية الى الفلوجة وتوجهت منطلقة من مسجد أم القرى في بغداد.
\r\n
في الصيف الماضي حضرت تظاهرة سياسية في مسجد أم القرى شارك فيها علماء دين سنة تحدثوا بقسوة ضد الأميركيين. حينها ادانوا مجلس الحكم ووصفوه بأنه حفنة من الخونة وتحدثوا عن المؤامرات الدولية لتقسيم الدولة العراقية الأبية. كان الفتيان حينها يوزعون منشورات تقول ان الشيعة ليسوا الأغلبية في العراق بل أقلية وذلك بتقسيم البلد الى شيعة وسنة.
\r\n
وليس الى ثلاث فئات هي الشيعة والسنة والأكراد. الاكراد هم بالفعل سنة في معظمهم على الرغم من ان غالبيتهم تنظر الى نفسها على أنها كردية فحسب، وليست سنية. المزاج الذي شهدته ذلك اليوم ذكرني بأشياء كنت قد رأيتها في بلفاست من جانب الجناح البروتستانتي المتشدد المعادي للكاثوليكيين.
\r\n
غير أننا بعد بدء حصار الفلوجة وحينما كنت أتوجه مع سائقي اليها مررت بشاحنتين محملتين بالطحين والزيت والارز. كانت هذه المؤن تنقل للشاحنتين من السيارات الصغيرة التي كانت تنقلها في سيل لا يتوقف. احدى سيارات «البيك آب» الاتية بالمؤونة كان يحمل رايات سوداء، رايات الشيعة، وكأنه في معركة. قال لي احد الواقفين بجانبي بلغة انجليزية جيدة: «هل ترى هؤلاء. انهم آتون من مسجد شيعي».
\r\n
\r\n
\r\n
واضاف ان كل مساجد بغداد كانت تتلقى المساعدات من الناس وترسلها الى الفلوجة: «في السابق لم تكن هناك أرضية مشتركة بين السنة والشيعة. أما الآن فهي موجودة. السبب هو ان العراقيين قد تعبوا من الاحتلال والمهانة والجنود الذين يقتحمون دورهم ويسلبون بيوتهم ويسيئون لنسائهم ويشهرون البنادق على رؤوسهم. «ثم ابتسم. تصافحنا قال لي بأنه مؤيد المصلح، كبير مهندسي الخطوط الجوية العراقية السابقة. كما كان ايضا رئيس اتحاد مهندسي الطيران والطيارين العراقيين».
\r\n
توقفنا معا لبعض الوقت وسمعنا لعلعة الرشاشات تأتي من على بعد مئات الأمتار. قال: «هؤلاء هم الأميركيون». ثم تابع الحديث عن أمور كنت قد سمعتها من قبل من كل العراقيين الذين قابلتهم تقريبا مثل كيف ان الاسرائيليين هم من ينسقون ما تفعله أميركا في العراق وكيف ان اسرائيل صاحبة النفوذ الكبير على ادارة بوش تريد تدمير العراق. واضاف: «كلنا كنا نريد التغيير، غير ان الاميركيين قد اظهروا وجههم القبيح. انت ترى الناس في الشوارع. تراهم هادئين حين يظهر الجنود، لكن اذهانهم مليئة بالحقد. لا يمكن ان تأخذ من الناس أمنهم ولا تعطيهم شيئا في المقابل».
\r\n
كما أن العراقيين الذين اختارهم الاميركيون لتمثيلهم كانوا واحدة من اكبر المشكلات. يقول مصلح: «الكل يكره هؤلاء الموجودين في مجلس الحكم. معظمهم كان يعيش خارج العراق طوال 20 أو 30 عاما. بعضهم كانوا لصوصا هربوا بعد ارتكابهم جرائم قبل ان يعودوا برفقة ال «سي. اي.ايه» ان لدينا 25 مليون انسان في العراق فيهم الكثير من الطيبين والجيدين والمؤهلين لماذا لم يختاروا من هؤلاء؟ ما دام الجيش الاميركي موجودا فسيستمر الوضع على تدهوره».
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.