\r\n التحرك المصري تضمن مناشدات شخصية الى القادة العرب بدعم القيادة الفلسطينية الجديدة‚ كما عقدت أكبر صفقة اقتصادية في العلاقات المصرية الاسرائيلية خلال 25 عاما‚ \r\n \r\n ويبدو ان مصر مصممة على ان تظهر لاسرائيل والرئيس الأميركي بوش الذي قال ان الدولة الفلسطينية يمكن ان تقام في عام 2009 ان بالامكان اقامة هذه الدولة في 2005‚ وحتى لو لم يتحقق ذلك فإن مصر تكون قد بعثت أملا في الشرق الأوسط بعد اربع سنوات من لا شيء‚ \r\n \r\n الخطة المصرية هي اتباع الطريق القديم المتمثل بعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل تنفيذ خريطة الطريق ومصر على استعداد لصنع التزامات جديدة لتقليل مخاطر الفشل‚ \r\n \r\n يقول محمد بسيوني السفير المصري السابق لدى اسرائيل الذي يصر على ان اهداف مصر تعتبر واقعية «اننا نحاول ان نوفر الأجواء المطلوبة بحيث يجلس الطرفان ويبدآن المفاوضات»‚ وتبني مصر الكثير من الآمال على ذلك الاجتماع المخطط لعقده في القاهرة في مارس ويحضره ممثلون عن جميع الفصائل الفلسطينية للتوقيع على بروتوكول تحدد فيه الأدوار للجميع بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة‚ وخلال هذه الفترة يتوقع ان ينهي 70 فلسطينيا تدريبا في مصر ليكونوا حجر الأساس في جهاز الأمن الفلسطيني الجديد القائم على الاحتراف‚ المقترح البريطاني حول عقد مؤتمر دولي للسلام في أوائل العام القادم والذي لم يقابل بحماس من قبل الاسرائيليين والأميركيين يمكن ان يضع حدودا مؤقتة للدولة الفلسطينية‚ وبالامكان عقد مؤتمر ثان في يوليو من أجل اقرار التسوية النهائية‚ \r\n \r\n يقول بسيوني: ما زلنا نعتقد ان بالامكان تحقيق هذا الهدف قبل نهاية 2005‚ فالوقت يكفي للوصول الى اتفاقية حول التسوية النهائية لأننا سبق ان ناقشنا القضايا الرئيسية أكثر من مرة‚ \r\n \r\n وهناك الكثير من عمليات الاقناع التي يتوجب على المصريين القيام بها‚ فبعيدا عن الاسرائيليين والأميركيين يركز الفلسطينيون الآن أنظارهم على ضمان عقد انتخابات سلسة وسلمية في 9 يناير‚ \r\n \r\n رحيل ياسر عرفات في 11 نوفمبر اوجد نشاطا مصريا فجائيا في الوقت الذي يواجه العالم العربي الكثير من المصاعب والقلق السياسي والاقتصادي‚ وبعد ثلاثة أسابيع من وفاة عرفات اوضح الرئيس المصري للرأي العام العربي ان الوقت قد حان لتغيير نظرة العرب الى شارون‚ \r\n \r\n فشارون كما ذكر مبارك قادر على صنع السلام إذا شاء وهذا موقف مصري جديد بزاوية 180 درجة‚ وشارون شكر مبارك على كلماته الطيبة وبعدها بدأت الأمور تتحرك‚ \r\n \r\n الزعماء العرب تسامحوا طويلا مع عرفات ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا يثقون به كما انهم لم يحبوه‚ والزعيم الفلسطيني الجديد محمود عباس يحاول اصلاح الأمور مع العالم العربي في جولة سريعة يقوم بها في دول المنطقة مما فتح المجال لمناشدة مبارك القادة العرب لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي للفلسطينيين‚ \r\n \r\n الصحف المصرية التي تأخذ جانب الحكومة امتدحت دفء العلاقة مع اسرائيل على اعتبار انه الطريق الوحيد للتأثير على السياسة الاسرائيلية بطريقة تضمن تحقيق الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني‚ وقد وقفت بعض صحف المعارضة ضد هذا التحرك‚ المدير التنفيذي لصحيفة «العربي» الاسبوعية‚ عبدالحليم قنديل وصف هذا التغير في السياسة المصرية بانه «انقلاب اسرائيلي في السياسة الخارجية المصرية سيأخذنا معه الى أعماق الجحيم»‚ \r\n \r\n لقد سبق ان حلقت آمال السلام عاليا في السابق ولكنها عادت لتتحطم بسبب العنف والتردد والتغير في الرياح السياسية‚ \r\n \r\n فالتاريخ في النهاية يفرض علينا توخي الحذر‚ \r\n