\r\n غير ان دزينة من القواعد هي الرقم المعني بما يسمى »قواعد دائمة« حدد مواقعها جون بايك مدير مؤسسة »غلوبال سيكيوريتز« ويقدم اسماءها موقع شؤونه العسكرية على الانترنت وتضم, مثلا, معسكر النصر في القاعدة الوجة ببغداد, ومعسكر المرتدين في كركوك وفي شهر اذار الماضي ذكرت صحيفة شيكاغو تريبيون ان المهندسين الامريكيين يقومون ببناء 14 قاعدة من هذه »القواعد الدائمة« مع ان بايك لم يحدد موقع اثنتين منها. \r\n \r\n ولا بد من ملاحظة التعبير المستعمل... قواعد »ثابتة« وهي اللغة التي تستعملها البنتاغون منذ وقت طويل وتسميها العسكرة او التخييم وهي ليست دائمة بالضرورة ولكنها ليست خيمة تنصب على قاعدة خشبية. وهذا كله يوحي بالاقامة اللامحدودة المرسومة على الارض العراقية والتي ستكلف دافعي الضرائب الامريكيين لسنوات عديدة مقبلة. \r\n \r\n اما المبالغ الفعلية لذلك فتتوقف على عدد القوات التي سترابط هناك لمدة طويلة. فان قررت الولاياتالمتحدة تقليص قواتها من 138,000 الى 50,000 مثلا, وتنشرها في هذه القواعد فستتراوح تكاليفها ما بين 5-7 مليارات دولار في السنة وفقا لتقديرات عوردون آدمز مدير دراسات السياسة الامنية بجامعة جورج تاون في واشنطن وهذا ما يساوي ضعفي او ثلاثة اضعاف المساعدات السنوية الامريكية لاسرائيل ذلك ان حماية اسرائيل تعتبر واحدا من اسباب عديدة يستشهد بها بعض المحللين للغزو الامريكي للعراق., \r\n \r\n واذا ما نشرت قوات اكبر عددا على المدى البعيد فان التكاليف ستكون اعلى ويستعد المخططون في الجيش الامريكي للابقاء على المستوى الراهن من القوات في العراق وحتى عام 2007 على الاقل حسب ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز هذا الاسبوع لكنه ما من قرار اتخذ بهذا الشأن على المستوى السياسي. \r\n \r\n ولغاية الان لم تشر ادارة بوش علنا الى انها تسعى الى اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق كي تحل محل تلك القوات التي تم التخلي عنها في العربية السعودية, وهو احتمال تطرق اليه نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز قبل دخول القوات الامريكية الى العراق ويذكر هنا ان للولايات المتحدة قواعد في الكويت وقطر. \r\n \r\n في مؤتمر صحافي عقد في شهر نيسان 2003 قال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان اي تلميح بان الولاياتالمتحدة تخطط لوجود عسكري دائم في العراق »غير دقيق وغير ملائم« ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فمن غير المرجح له ان يغير ذلك التصريح حول هذا الموضوع الحساس سياسيا, فمثل هذه الخطوة ستشعل النار بالتأكيد من جانب المرشح الديمقراطي جون كيري. \r\n \r\n ومع كل هذا يفترض عدد من الخبراء العسكريين ان الحكومة العراقية الجديدة ستكون بحاجة الى دعم القوات الامريكية وبالتالي اقامة قواعد عسكرية »دائمة«, لسنوات مقبلة وربما لعقود. \r\n \r\n للولايات المتحدة الان 890 قاعدة عسكرية فعلا في بلدان اجنبية تتراوح بين قواعد جوية كبرى ومعسكرات اصغر كالتسهيلات الرادارية مثلا. وقد تمكن القواعد في العراق البنتاغون من الاستغناء عن عدد قليل منها. وكجزء من التحول في المكانة الدولية لوزارة الدفاع في مرحلة ما بعد الحرب الباردة اخذت تقلص عدد مرافقها العسكرية في المانيا والتي تزيد على المئة وفي الاسبوع الماضي قدم رامسفيلد افادة امام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ عن »اعادة نشر« القوات الامريكية في العالم وفي هذا الصدد قال بايك »من ذا الذي سيحتاج الى المانيا ان كان العراق تحت سيطرتنا?« \r\n \r\n على ان اقامة قواعد عسكرية في العراق تنطوي على مخاطر. ففي الاسبوع الماضي اعدم اثنان من الامريكيين كانا يعملان كمهندسين في بناء قاعدة »تاجي« العسكرية شمال بغداد وهي احدى القواعد التي يدرجها بايك بين القواعد »الدائمة«. \r\n \r\n اما المخاطرة الاكبر فتبين استطلاعات الرأي على ان ما لا يقل عن 80 بالمئة من العراقيين وعلى اختلاف آرائهم حول المقاومة والديمقراطية والاطاحة بصدام حسين, وغيرها من القضايا تريد للقوات الامريكية ان تنجلي عن بلادهم وهكذا فان اقامة قواعد عسكرية دائمة هناك قد يستثمر المزيد من المعارضة للاحتلال الامريكي. \r\n \r\n وهناك خوف اخر, وهو انه من دون قواعد امريكية ستسقط الفئات العراقية المختلفة من شيعة وسنة واكراد في حرب اهلية وبالمقابل فقد يدفع هذا الصراع ايران وسوريا وتركيا الى الدخول فيه مما يؤدي الى انتشاره في جميع انحاء الشرق الاوسط ومما يؤدي الى تلاشي الامل باقامة ديمقراطية في واحدة من البلدان العربية. \r\n \r\n ولتفادي هذه المخاطر, ستقبل حكومة عراقية بوجود عسكري امريكي بالرغم من الرفض الشعبي له, على حد قول بايك »فالوجود الامريكي غير المحدد بزمن في العراق هو الضمانة النهائية لشبه حكومة متعددة الاطراف. \r\n \r\n كما ان انسحاب القوات الامريكية سيعتبره رجال المقاومة انتصارا لهم وبالتالي يشجعهم على مضاعفة جهودهم لقتل الامريكيين كما يقول توماس دونلي احد الخبراء العسكريين في معهد انتربرايز الامريكي في واشنطن. \r\n \r\n ويقول دونلي ان الولاياتالمتحدة قادرة على الاحتفاظ بقواعد عسكرية لها في العراق فمصروفات الدفاع الامريكية تصل الان الى ما يزيد قليلا على 4 بالمئة من اجمالي ناتجها المحلي » من البضائع والخدمات« وقد ترتفع هذه النسبة بنتيجة القواعد في العراق الى 5 بالمئة منه وهي نسبة ما تزال اقل من ال 6,5 بالمئة التي انتفقت في فترة الحرب الباردة ومن ال 10 بالمئة خلال حرب فيتنام. \r\n \r\n صحيح ان هذا لا يتفق عليه الجميع. فالقواعد الدائمة في العراق »فكرة كارثية خاطئة« كما تقول جيسيكا ماثيوس رئيس مؤسسة كارنجي الخيرية للسلام العالمي ومركزها واشنطن فهي فكرة تعزز الشكوك لدى العراقيين بان الولاياتالمتحدة شنت الحرب لتضع يدها على النفط العراقي والهيمنة على المنطقة وبانها تريد الحفاظ على حكومة العوبة وطيّعة في بغداد. \r\n \r\n لقد بلغت التكاليف الاجمالية للحرب على العراق بين 125 -140 مليار دولار حسب تقديرات ادمز ويرفع هذا التقدير الى 175 مليار دولار تكاليف اعادة الاعمار اما اقامة القواعد الدائمة فتبقي الحنفية مفتوحة لسنوات عديدة مقبلة.0 \r\n \r\n عن صحيفة كريستيان مونيتور