\r\n وقد حاول السيناتور كيري التركيز من جديد على هذا الجدال في الاسبوع الفائت, رابطا بين الكلفة العالية للحرب وبين العجز في الميزانية, وقابلا في جزء منه بضمور اهتمام الرأي العام فيه. واذا كان كيري يتحدث في مركز متحف سينسيناتي, حيث طرح بوش قضية الحرب في هذا المكان عام ,2002 اتهم كيري الرئيس بوس باتباع »الخيارات الخاطئة« في العراق, وزاجا امريكا في تحمل عبء كبير جدا فيها, ومخلفا موارد اقل للحاجات المحلية. \r\n \r\n ورغم كل هذا, يواجه كيري الآن, ولأسباب متنوعة, معركة صعود الجبل لتحويل مسألة العراق لصالحه في سكة الحملة الانتخابية. فهو مدرك, في جزء منه, للضمور الحاصل في اهتمام الرأي العام, من خلال خروج اخبار العراق من المانشيتات العريضة للصحف. ففي الايام الاخيرة, مثلا, لم يلق مصرع الجنود الامريكيين الا اهتماما ضئىلا نسبيا, في خضم التغطية الاعلامية لاعصار »فرانسيس« وازمة الرهائن الروس, وعملية فتح القلب التي خضع لها الرئيس السابق, بيل كلينتون. \r\n \r\n ومن ناحية اخرى, جهد كيري كذلك في التفريق الواضح بين موقفه من قضية العراق وموقف الرئيس, الامر الذي صعب عليه الاستمرار في الهجوم, بل وجعله اكثر عرضة للاتهام بعدم الثبات ان هو فعل ذلك. وفي هذا الشأن, تقول كترول دوهرتي, رئيس تحرير, بيو ريسيرتش ريبورت, »ليست الاخبار الواردة من العراق على حال افضل منذ نقل السلطة.« لكن اهتمام الرأي العام بها اقل, وهذا ما افاد بوش. »اما الجانب الآخر من الموضوع فهو عدم قدرة كيري على استغلال هذه القضية ابدا«. \r\n \r\n كيري يعود للهجوم \r\n \r\n برزت الاهمية الحالية للموضوع في هذا السياق, وعلى نحو واضح تماما, في قرار كيري بمواصلة الهجوم, هذا على الرغم من حديث بعض معاوينه, بأن حملته ستركز خلال الشهرين المقبلين, وبصورة اكبر, على الاقتصاد وغيره من القضايا الداخلية ذات الاهتمام. والى جانب خطاب كيري, كشفت الحملة عن اعلان تلفزيوني يهاجم قرار بوش »بالذهاب منفردا الى الحرب دون خطة لكسب السلام«. \r\n \r\n وعلى الرغم من ان موضوع الاقتصاد قد يوفر لكيري خطا اكبر للهجوم, الا ان الديمقراطيين يقولون انه لا يستطيع ان يتخلى عن الجدل حول الأمن القومي لبوش, وبأن العراق ما يزال يشكل اخطر نقاط ضعف بوش على هذه الجبهة. كما انه اصبح في الاسابيع الاخيرة نوعا من نقطة الضعف بالنسبة لكيري, حيث استخدم بوش مسألة الحرب ليبين تأرجح كيري, وطارحا بذلك قراره بدخول الحرب كمثال على القيادة الثابتة, بينما تموضع كيري الواهي هو بمثابة الدليل على ميل سيناتور مساتشوسيتس نحو التحول مع هبوب الرياح السياسية. فعلى مدى اشهر, وجه بوش ضربات مؤلمة لكيري عندما صوت لصالح شنّ الحرب, ثم عاد ليصّوت ضد اقتراح توفير 87 مليار دولار لتمويل القوات الامريكية, بينما كان كيري يواجه منافسا صلبا رئيسيا ومعاديا للحرب, هو المرشح هوارد دين. وفي الشهر المنصرم, تحدى بوش منافسه كيري بأن يقول بأنه ما يزال سيصّوت لصالح التفويض بالحرب, وهو يعلم بأن الولاياتالمتحدة لن تعثر على اسلحة دمار شامل. ولما اجاب كيري بنعم, رأى الرئيس في ذلك عدم انسجام وثبات من جانب كيري في انتقاداته السابقة للحرب. وخلال الاسبوع الفائت, هاجم كيري الرئيس بوش بالتورط »في حرب خاطئة, وفي المكان الخاطىء, والوقت الخاطىء«. فاتهمه بوش بالتأرجح من جديد. وفي الردّ على خطاب كيري, الذي القاه يوم الاربعاء الماضي, قال اد باناس, الرئيس السابق للمحاربين القدماء في الحروب الخارجية, على الهاتف, »ليس امرا ذا شأن عدد المرّات التي تأرجح فيها السيناتور كيري.. فقد كنا على صواب في حماية امريكا بإزاحة صدام حسين من السلطة«. \r\n \r\n مواضع الخلاف \r\n \r\n يقول الديمقراطيون ان كيري لم يكن غير منسجم مع نفسه, وان خلافه مع بوش حول العراق كان دائما يتعلق بالوسيلة وليس بالهدف. فلطالما اعتقد كيري بأنه لا بد من مواجهة صدام حسين, ولكنه اختلف على الطريقة التي زج بها الرئيس الامة في الحرب... دون تحالف مناسب, ودون خطة لكسب السلام. \r\n \r\n ومع هذا, يعترف الديمقراطيون بأن كيري لم يقم بالعمل الصحيح, حتى الآن, في وضع تمايز واضح عن الرئيس. اما التحدي الماثل امام كيري فهو, الى حد ما, الانتقال بالحوار الى موضوع ان كانت سياسات بوش في العراق ناجحة, بدلا من الجدل حول فيما اذا كان قرار الذهاب الى الحرب مبررا. وفي هذا الخصوص, قال ويل مارشال, رئيس معهد السياسة التقدمي, وهو مجموعة من الديمقراطيين الوسطيين, »لا مناص من ان يقوم السيناتور كيري ببلورة رسالته بشأن العراق على نحو افضل«. \r\n \r\n صياغة بوش للحرب على العراق \r\n \r\n في الوقت ذاته, يعترف العديد من الديمقراطيين بأن بوش نجح في صياغة الحرب على العراق كجبهة حاسمة في الحرب الاوسع على الارهاب, وكردّ ضروري على احداث 11 ايلول. وقد الح الرئيس, في مؤتمر الحزب الجمهوري, على ان احد العبر من هجمات ايلول تتمثل في انه ينبغي على امريكا ان تكون يقظة وسريعة في معالجة الاخطار قبل ان تتفاقم. كما اشار بوش بالبنان الى النجاحات التي تحققت في العراق, والى الجهود الرامية الى نشر الحرية في المنطقة, معتبرا اياها نجاحات هامة جدا لتحقيق الهدف بعيد المدى, وهو استئصال الارهاب. \r\n \r\n وقال مارشال, »ان الجمهوريين قاموا, على الاقل, بعمل ناجح مؤقتا باعلانهم عن هدف كبير ونبيل للدفاع عن الديمقراطية ضد التطرف, ولترويج الديمقراطية في الشرق الاوسط كترياق للارهاب«. مضيفا بأن هناك »فجوة عميقة« بين خطاب الرئيس والظروف الراهنة في العراق, والتي يعتقد ان بإمكان كيري ان يستغلها:»فمهّة كيري تتمثل في اعادتنا الى الواقع الحقيقي«.0 \r\n \r\n عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتور