- فى خطابه السنوى حول " حالة الاتحاد " الذى ألقاه أمام الكونجرس فى 24 يناير 2007 دافع الرئيس الأمريكى جورج بوش بشدة عن استراتيجيته الجديدة فى العراق مؤكداً أنها أفضل خيار ممكن لتحقيق النصر ، مُناشداً الكونجرس دعمها ومنحها الفرصة للنجاح ، ومُحذراً من أن خطر الإرهاب مازال قائماً ومدافعاً عن حق بلاده فى نقل المعركة خارج أراضيها . - وحول القضية الفلسطينية تعهد بوش بالمضى قدماً لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط والسعى لإقامة دولة فلسطينية تعيش فى سلام وأمن إلى جانب إسرائيل. - وفى رد قاس على خطابه اتهم الديمقراطيون الرئيس بوش بالتهور فى إقحام الولاياتالمتحدة فى حرب العراق ودعوا إلى سحب القوات الأمريكية من العراق ، وأشاد السيناتور "جيمس ويب "فى رد المعارضة على خطاب بوش أمام الكونجرس إن أمريكا تحملت بصبر حرباً تتم إدارتها بشكل سيئ لمدة نحو أربع سنوات متهماً بوش بتجاهل النصائح المتعلقة بالحرب حتى تلك التى قدمها له كبار مستشاريه وقرر المضى قدماً فى شنها . ومن جانبه رأى السناتور الديمقراطى " باراك أوباما " الذى يسعى للترشيح للرئاسة الأمريكية فى 2008 خلفاً لبوش إن الرئيس لم ينجح فى إقناع منتقديه بأنه يسير فى الطريق الصحيح ، مُشيراً إلى أن معظم الأمريكيين يعتقدون أن التصعيد لن ينهى الحرب فى العراق بطريقة مسئولة ومطالباً بسحب القوات الأمريكية من العراق ، وأوضح النائب الجمهورى " والترجونز " أن البنتاجون حذر من أن رفع عدد القوات الأمريكية فى العراق سيؤدى إلى زيادة هجمات القاعدة ويوفر مزيداً من الأهداف للمسلحين السنة ويزيد كذلك من دعوات الجهاد لاستقطاب المقاتلين الأجانب لمهاجمة الجنود الأمريكيين . - ومن ناحيتها تبنت لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى مشروع قرار غير ملزم يدين خطة بوش الجديدة التى تقضى بإرسال مزيد من الجنود فى العراق ووصفت اللجنة الخطة بأنها تتعارض مع المصالح القومية للولايات المتحدة . يرى المراقبون أن الرئيس بوش لم ينجح فى أن ينقل إلى الآخرين الهواجس التى يؤمن بها حول خطر المتطرفين الشيعة فى العراق والذى لا يقل خطراً كما قال عن خطر القاعدة - كما أن محاولات بوش إكساب شرعية وتأييد لهذه الاستراتيجية لم تلق نجاحاً يُذكر ويبدو أنها لن تحققه فى المستقبل وهذا يرجع إلى أن الرئيس بوش لا يريد أن يتغير أو يغير آراءه وأفكاره رغم تغير الواقع من حوله سواء فى الولاياتالمتحدة بعد فوز الديمقراطيين بالانتخابات وسيطرتهم على الكونجرس أوفى العراق بعد فشل السياسة الأمريكية الحالية . كان يتعين على الرئيس بوش اغتنام الفرصة واستغلالها بأن يكون خطاب حالة الاتحاد مناسبة لاستيعاب الآراء المعارضة لاستراتيجيته فى العراق من خلال تعديل بنود هذه الاستراتيجية ، إلا أن بوش أصر على المضى قدماً فى طريقه متجاهلاً كل الحقائق على الأرض ومعتقداً بأنها وحدها الكفيلة بتحقيق النجاح .