يطلب منهم ان يحكموا بلداً تم تقليصه نتيجة عجز الاميركيين بشكل كبير جداً حتى ان عدداً ضئيلاً من المصابيح الكهربائية تضاء ليلاً في العاصمة. كما ان الامن سيىء جداً حتى ان الحاكم الاميركي بول بريمر اضطر الى الخروج بتسليم سري للسلطة. وبذلك حرم العراقيين من الاعتزاز الاحتفالي برفع العلم امام الشعب العراقي. \r\n يتمتع قادة العراق الجدد بالسيطرة على صدام حسين، لكن ليس بالحجز الفعلي، وهو ما يفسر وضعهم الامني في البلد ككل. ويجيء كل هذا من فريق بوش الذي اقنعكم بأسلحة الدمار الشامل، وتحالف صدام حسين مع القاعدة، والاحلام بعراق يشكل نوراً للدول الاخرى، وديمقراطية على نمط اميركي وصديق لاسرائيل، وهو العراق الذي وعد به سيد جميع الفاسدين، احمد الجلبي. \r\n وعدت حكومة بوش بتغيير في الشرق الاوسط لكن التغيير جاء على شكل كراهية اعمق للولايات المتحدة وعراق يرى فيه 2% فقط من ابنائه ان الولاياتالمتحدة قوة تحرير. \r\n بدا ان تسليم السلطة خلسة، يرمز الى الطريقة المترددة التي حكمت بها الولاياتالمتحدة العراق، ففي البداية عينت الجنرال جاي غارنر كحاكم عام، لكن بعد شهر من ذلك، جاء بول بريمر، وكان من المقرر ان يكون هنالك دستور دائم وانتخابات عامة قبل نقل السيادة، لكن الحكومة الاميركية قالت بعد ذلك: السيادة اولاً يتلوها دستور وانتخابات. \r\n كان اول عمل اقدم عليه بريمر هو حل الجيش العراقي، مما جعل 000ر200 رجل بلا عمل وبلا رواتب تقاعدية، وغير قادرين على اعالة اسرهم، لكن بعد ان وقع الضرر، غيرت الولاياتالمتحدة رأيها وبدأت تدفع رواتب تقاعدية ومحاولة اعادة تشكيل الجيش. \r\n كان جنود المارينز في البداية يريدون القضاء على الذين قتلوا ومثّلوا بجثث اربعة متعهدين اميركيين في الفلوجة، ثم توقفت مطاردتهم وتم تسليم الفلوجة لجنرال سابق من جيش صدام حسين. \r\n في البداية، كان الهدف قتل مقتدى الصدر او القبض عليه، لكن ذلك الهدف اسقط وترك الصدر طليقاً، وفي البداية كانت الخطة اجتثاث البعثيين، ثم كان احياء البعثيين وهكذا - والحكومة البوشية تتهم جون كيري بالتخبط. \r\n وفي الحقيقة، فان كل تاريخ تدخل بوش في العراق، اصبح سلسلة من المواقف المتراجعة، فعندما تبين زيف اسلحة الدمار الشامل وعلاقات صدام حسين بالقاعدة تحولت حكومة بوش الى حقوق الانسان كمبرر، وهي مفارقة بالنسبة لليمينيين الذين يمقتون استخدام القوة العسكرية لهندسة اجتماعية كما يفعل الديمقراطيون، وهنالك بطبيعة الحال ارث ابو غريب. \r\n ستكون المشكلة الآن، امام حكومة العراق الانتقالية ومن يخلفها للخروج من تحت صورة كونهم دمى اميركية - شيء فشلت حكومات سايغون المتعاقبة في القيام به. وعليهم ان يتساءلوا فيما اذا كان سيتم التخلي عنهم ذات يوم مثلما حدث مع قادة فيتنام الجنوبية. \r\n بالنسبة للاميركيين، فان وزارة الخارجية تتولى الامور حالياً من البنتاغون مع وصول السفير جون نيغروبونتي، لكن المشكلات التي لا تنتهي بين السلطة المدنية والعسكرية والتي اعاقت تدخل اميركا في فيتنام ايضاً سوف تبدأ الآن. \r\n يدرك قادة العراق الجدد ان التواجد الاميركي بحد ذاته، قد اصبح المشكلة وليس الحل، لكن الامل الكبير لحكومة بوش في ان تتولى الحكومة الجديدة للعراق مواجهة الضغط عندما تسير الامور على نحو سيىء، على الاقل، حتى الثاني من تشرين الثاني، قد يثبت انه مجرد وهم آخر كبير. \r\n \r\n بوسطن غلوب \r\n