\r\n .. هذه تهمة خطيرة جدا جدا، قال السناتور الجمهوري شوك هاغل من نبراسكا يوم الاحد، مشيرا الى ان لجنته الاستخبارية التابعة لمجلس الشيوخ ستحقق في الامر. \r\n \r\n وقال : كان هنالك عدد كبير منا ممن حذروا هذه الحكومة من الجلبي، لكن الحقيقة ان هنالك البعض في هذه الحكومة والبعض في الكونغرس ممن صدقوه. \r\n ربما نبدأ في التحقيق حول المسؤول من رجال بوش الذي رتب لهذا المحتال - وهو اللائذ بالفرار منذ عقد من السنوات من ادانات بتحايل مصرفي ضخم في الاردن - ليجلس وراء السيدة الاولى لورا بوش خلال القاء الرئيس لخطاب حال الاتحاد في هذه السنة. \r\n هل كان رجال الجهاز السري يراقبون جزدانها؟. \r\n أليس هذا قاسيا؟ ليس بضربة بعيدة، فقد كانت السي آي ايه قد توقفت عن استخدام الجلبي كمصدر لها في منتصف التسعينيات بعد اتهام تنظيمه السياسي المكوّن من المبعدين بالخداع والعجز. لكن خلال السنوات الاربع الاخيرة تم احتضان المحافظين الجدد له من جديد، بمن فيهم ريشارد بيرل وبول وولفووتيز ودوغلاس فيت ومسؤولين آخرين من حكومة بوش الذين كانوا يقودون الحملة لغزو العراق. وقد تم اعطاء الجلبي اكثر من 33 مليون دولار من اموال دافعي الضرائب الاميركيين خلال تلك الاربع سنوات - وهو تحويل اوقف قبل ايام فقط من قيام الشرطة العراقية بمساندة الجنود الاميركيين بالاغارة على بيته ومكتبه في الاسبوع الماضي. وكان الجلبي النافذة الرئيسية الى العراق للبيت الابيض ولكبار المراسلين مثل جوديث ميلر من النيويورك تايمز التي اعتنت به بنشر سلسلة طويلة من الخبطات الصحفية على الصفحة الاولى والتي ثبت الآن زيفها، حول اسلحة الدمار الشامل العراقية التي كان يجري الترويج حولها كثيرا. \r\n الجلبي حاليا يشتبه بأنه «لعب» على الوكالات الاستخبارية لثماني دول باستخدام وثائق ومصادر وهمية او مصطنعة، حسبما ذكرت لوس انجيلوس تايمز نقلا عن مصادر استخبارية. \r\n لكن حتى وان اثبتت اعمال التفتيش والتحقيق بعد الغزو ان مزاعم الجلبي القديمة خاطئة تماما وحتى بينما كان الجلبي يواصل تصرفه لفترة طويلة بالتودد الى آيات الله في ايران خلال الزيارات المتكررة لطهران، فان السياسيين الذين عينهم بوش مسؤولين عن العراق سمحوا للجلبي بالتصرف على هواه، وقد منح الجلبي وعائلته وازلامه السيطرة على النظام المصرفي في العراق وعملية تطهير البعثيين الحاسمة، اضافة الى المحاكمة المقبلة لصدام حسين. \r\n والنتيجة؟ ان ما لا يقل عن سبعة من مساعدي الجلبي مطلوبون بتهم الابتزاز والتحايل وجرائم اخرى. \r\n لذلك نستطيع الآن ان نراقب دراما مألوفة بينما تنقلب الولاياتالمتحدة على شخص جلف حاولت ان تروّجه كأنه جورج واشنطن العراق. \r\n لكن كونه محتالا باقيا على قيد الحياة، فان الجلبي حسبما يبدو قرر انه بعد احراج مؤيديه في واشنطن بشكل سيء جدا حول قضية تدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية وادراك انه على وشك ان يكون شعبيا مثل الاحتلال نفسه، فقد كان عليه ان يصطنع بعض الاصدقاء الجدد، وهو الآن يلعب دور «موسى» الشعبي لفرعون الرئيس بوش واخذ يهتف في بغداد في الاسبوع الماضي: «اتركوا رجالي وشأنهم». وهو يقول ان مساعديه بريئون من التجسس لايران، لكنهم لن يسلموا انفسهم لأنه «لا توجد أية عدالة في العراق، فهنالك سجن ابو غريب». \r\n اذن، هل بلع العم سام الطعم من ايران، نقطة ارتكاز ما وصفه الرئيس بمحور الشر! هل تم التلاعب بالولاياتالمتحدة للاطاحة بعدو ايران المكروه صدام حسين الذي دعمته واشنطن في الثمانينيات ضد مجاهدي ايران؟ \r\n اننا سنرى هذا عندما تتكشف الفضيحة. \r\n لكن حتى اذا ثبتت صحة هذا الغضب فان من غير المحتمل تحميل أي شخص في منصب رفيع مسؤولية تدليل الجلبي. فبعد كل ذلك لم تتم محاسبة أي شخص ذي مكانة على اسلحة الدمار الشامل غير الموجودة في العراق وفضيحة التعذيب في السجن او التخطيط السيء للاحتلال. \r\n من المؤكد انه لن يكون الرئيس بوش الذي يجوب البلاد يتفاخر بأن الكارثة الواضحة في العراق هي في الحقيقة انتصار عظيم للعالم الحر. \r\n \r\n لوس انجيلوس تايمز \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n