بينما يوافق غدا الأربعاء حلول الذكري الخامسة لغزو العراق الذي تحول إلي كارثة ألمت بالعراقيين والأمريكيين علي السواء وقد اختارت صحيفة الاندبندنت البريطانية العنوان التالي: العراق: من ربح الحرب؟ وفي التقرير الطويل والمفصل الذي حرره ريموند ويتاكر وستيفن فولي اسئلة ووقائع حول صحة اسباب الحرب عام 2003 وتطور الامور علي النحو الذي شهدناه. ويخلص الصحفيان الي أن الرابحين في مقدمتهم نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني لانه لا يزال في منصبه ولان شركة هاليبورتون التي كان يرأسها استفادت ماديا من الحرب. وإيران لان رجال الدين الإيرانيين لم يحلموا يوما بأن يأتي الشيطان الاكبر بنفسه ليقضي علي عدو إيران الاول صدام حسين. وبالاضافة الي ذلك تمكن رجال الدين العراقيون الشيعة المقربون من إيران تولي ارفع المناصب الحكومية، ووجود إيران علي مقربة من الجنود الأمريكيين ما يجعلهم في خطر يزعج الرئيس الأمريكي جورج بوش، ويجعل اسرائيل متوترة. والسير جون سكارليت الذي صاغ مع مدير مكتب توني بلير السير كامبل التقرير عن اسلحة الدمار الشامل في العراق وانتقد لسماحه باستعمال جهاز الاستخبارات لاغراض سياسية. الا ان بلير كافأه بتعيينه علي رأس المخابرات الخارجية. وتنظيم القاعدة لان الحرب علي العراق هي التي ادخلت القاعدة اليه ما خفف الضغط علي منظمة اسامة بن لادن في افغانستان وباكستان. والاكراد الذين استعمل صدام حسين ضدهم الاسلحة الكيميائية، استفادوا من اسقاط نظام صدام وموافقة الأمريكيين علي طريقة ادارة الاكراد لوضعهم في شمال العراق، وهو اقرب نموذج الي الدولة يصلون اليه. أما الخاسرون ففي مقدمتهم الرئيس جورج بوش وذلك لأن المؤرخين الأمريكيين بدأوا بالبحث منذ الآن عما اذا يجب تصنيفه كأسوأ رئيس أمريكي، علما ان تشيني ورامسفيلد يتحملان مسئولية اكبر الا انه سيبقي المسئول الاكبر عن الاذي الذي لحق بالولاياتالمتحدة. والمحافظون الجدد الذين تمكنوا من الجمع بين الغطرسة والاهمال بطريقة كارثية، فقد تم اذلالهم عندما اصطدمت ايديولوجيتهم بالواقع، ولكن العراق سيعاني من رواسب تصرفاتهم لعشرات السنين. وتوني بلير الذي كان قد تمكن من الاستمرار برئاسة الحكومة البريطانية لو لم يلطخ تورطه في العراق سجله السياسي، ولكن مع الملايين التي يجنيها اليوم، يعتقد البعض انه من الصالح تصنيفه في خانة الرابحين. والفلسطينيون الذين عانوا من عدم ضغط واشنطن علي اسرائيل للاسراع في عملية السلام وذلك لانشغال الأمريكيين في حربهم علي العراق. والاعلام الأمريكي الذي لطالما تبجح بالدقة والمصداقية وجد نفسه في حالة "هستيريا الحرب" فكانت اخطاء كبيرة حتي من قبل مؤسسات عريقة مثل صحيفة نيويورك تايمز. وافغانستان التي استفادت في الفترة الاولي من اهتمام العالم، ولكنه ومع اندلاع حرب العراق، خفف الأمريكيون اهتمامهم بافغانستان ما آل الي استعادة حركة طالبان وتنظيم القاعدة القدرة علي المبادرة في الكثير من المناطق. وكشفت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية عن أن "الامبريالية المخففة التي تطيل حرب العراق" ويعود في الذكري لبدء الاجتياح والي الطريقة التي تم بها التخطيط لهذه الحرب. ويقول الكاتب سيمون جينكينز: ان القرارات اتخذت في مكتب وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد في مخطط سماه الكاتب "اجتياح مخفف" يقضي باسقاط النظام في بغداد وتنصيب رئيس موال للولايات المتحدة وثم المغادرة. وأضاف: ان هذا الرئيس كان من المفترض ان يكون احمد الجلبي، مضيفا ان القيادة العسكرية اعلمت بأن تكون جاهزة لسحب الجيش بعد ستة اشهر من الغزو. ويشير الي ان الذي صاغ المخطط هو رئيس التخطيط في البنتاجون دوجلاس فايث الذي وصفه لاحقا الجنرال الأمريكي تومي فرانكس ب"الرجل الاكثر غباء علي سطح الارض". ويتطرق الكاتب الي كتاب جوزف ستيجليتز الجديد والذي يقول فيه ان كلفة الحرب هي في الحقيقة 60 ضعف رقم ال50 مليار دولار الذي تتداوله الاوساط الرسمية الأمريكية، وذلك بالاضافة الي مسئولية هذه الحرب عن تردي الاوضاع الاقتصادية في الولاياتالمتحدة. ويختم جينكينز بالقول ان احتلال العراق "يعبر عن صدمة قوة عظمي جرحت من جراء اعتداء ارهابي واحد فقررت ضرب أي دولة مسلمة تخطر في بالها، وبعد تفتت كابول، حول رامسفيلد نظره الي العراق". وفي صحيفة التايمز البريطانية، كتبت ماري كولفن عن اللاجئين العراقيين في مخيم كاوالا في السليمانية شمال العراق والاوضاع التي يمرون بها قائلة: ان عدد المشردين داخل العراق يبلغ نحو 2.5 مليون شخص، وفي مخيم كاوالا للاجئين ما يزيد عن 3 آلاف عراقي يعيشون بأمان، لكن في خيم يسمونها "منازل"، بدون كهرباء ولا مياه، وحيث يغلف الاطفال ارجلهم بأكياس بلاستيكية ليتمكنوا من اجتياز الوحل في طريقهم الي المدرسة. هؤلاء، تقول كولفن التي قابلت العديد منهم، غالبيتهم من السنة الذين غادروا مدينة سامراء بعد ان فجر مسلحو تنظيم القاعدة مرقد الامامين علي الهادي وحسن العسكري. وتضيف الصحفية ان هناك بعض الجهود الجارية من اجل اعادة المهجرين الي منازلهم، وتروي في التقرير بعض التجارب التي تصفها بالصعبة جدا والتي يمر بها المهجرون الذين يعودون الي منازلهم ويرون ان من يحتل منزلهم لا يريد المغادرة.