أ.ش.أ: علقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية على التوترات القائمة بين الولاياتالمتحدةوإيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، متسائلة عن احتمال تكرار سيناريو التقديرات الأمريكية الخاطئة بشأن أسلحة الدمار الشامل -التي زعمت واشنطن أنها بحوزة العراق-، مع إيران. وذكرت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- أن هذا السؤال لم يتم طرحه من قبل، وإن طرح فإنه على الأقل لم تتم الإجابة عنه إبان الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 بذريعة القضاء على أسلحة الدمار الشامل "الوهمية" التي بحوزة العراق، داعية الولاياتالمتحدة للتخلي عن سياسات الاحتواء أو الردع وإجراءات "الحرب الوقائية" إزاء دول لم تقدم على مهاجمتها من الأساس، ومشددة على ضرورة وجود أدلة قاطعة على بلوغ إيران مرحلة إنتاج القنبلة النووية قبل مهاجمتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير الاستخباراتية حول إيران تقدم صورة أكثر قتامة مما كانت تفيده المعلومات الاستخباراتية عن العراق في عام 2003، مشيرة إلى أن غياب الوجود الدبلوماسي الأمريكي في إيران منذ عام 1979 اضطرها إلى الاعتماد على المعلومات الاستخبارتية التي تم جمعها من خلال المفتشين الدوليين والتكنولوجيا والعلاقات الاستخباراتية الأجنبية.
وأردفت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية لافتة إلى أنه مع عدم وجود معلومات استخباراتية مؤكدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإن المجتمع الاستخباراتي تراجع عن الافتراضات الخاصة بشأن برنامج إيران النووي، وسخر التخمينات حول نوايا الحكومة الإيرانية من وراء برنامجها النووي والأهداف التي تتطلع طهران لتحقيقها من ورائه.
واقترحت الصحيفة الأمريكية عددا من الخطوات اللازم إتباعها لتجنب ضربة عسكرية أمريكية إلى إيران استنادا على تقديرات استخباراتية خاطئة، مشيرة إلى عدد من النقاط الرئيسية التي يجب إتباعها للحيلولة دون وقوع غزو أمريكي لإيران يماثل في عواقبه الوخيمة الحرب الأمريكية في العراق.
وعولت الصحيفة في النقطة الأولى على ضرورة وضع معايير دقيقة للغاية للحصول على أدلة مؤكدة، وذلك عبر قيام خبراء الاستخبارات بتحدي أنفسهم للنظر في توقعاتهم بالشك والريبة، والتساؤل عما إذا كان لاستنتاجاتهم ما يبررها من افتراضات أساسية حول البرنامج النووي الإيراني، مشددة على أنه يتعين على صناع القرار في الولاياتالمتحدة تشجيع هذا النوع من التفكير النقدي وأن تكون منتبهة لعلامات المنطق الخاطئ أو أي معلومات استخباراتية غير دقيقة.
وثانيا، يتعين على الولاياتالمتحدة عدم الاعتماد بشكل أساسي على المعلومات التي تم جمعها من قبل الحكومات الأجنبية، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن هذه المعلومات قد تكون مفيدة، بيد أن هذه المعلومات قد يكون الهدف منها في كثير من الأحيان التأثير على صناع القرار في الولاياتالمتحدة ومما يؤثر على الإجراءات التي يتم اتخاذها بهذا الصدد، كاشفة عن أن الكثير من المعلومات الاستخباراتية الأجنبية التي استخدمت لتحليل وجود أسلحة دمار شامل في العراق، على سبيل المثال، كان لخدمة مصالح ذاتية، أو متحيزة وملفقة.
وثالثا، ينبغي أن تبقي الولاياتالمتحدة أفراد المخابرات على مبعدة من مناقشات السياسة العامة، وخاصة تلك التي تنطوي على الخيارات العسكرية، كونها قريبة جدا من القرارات التي تتخذها الإدارة الأمريكية، لافتة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش لم تكن لديها أي دليل على أن صدام حسين كان يطور أسلحة الدمار الشامل.
وأخيرا، ينبغي للمجتمع الاستخباراتي إعداد تقييمات فورية صريحة بشأن تأثير الهجمات العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية على استقرار المنطقة، لافتة إلى أنه في عام 2003، أثبتت التقييمات الأمريكية حول غزو العراق -التي لم يتم الانتهاء منها إلا بعد اتخاذ قرار الغزو بالفعل - والذي لم يلتفت إليها صناع القرار الأمريكي الذين أقنعوا أنفسهم بأن العراقيين سوف يستقبلونهم كمحررين للبلاد من قبضة صدام حسين. مواد متعلقة: 1. نيويورك تايمز: مصر تعاني لدفع فاتورة النفط 2. نيويورك تايمز: أزمة الحدود عمقت شعور أنقرة بالعزلة 3. "نيويورك تايمز" تؤكد ضرورة إستمرار محادثات السلام مع "طالبان"