خاص - القدس مع بدء جلسات مؤتمر "هرتسليا الرابع عشر" السنوي الذي ينظمه سنويا معهد السياسات والاستراتيجيات في مدينة "هرتسليا"، شمال تل أبيب ويجري فيه تحديد العقيدة الأمنية الصهيونية ، مساء أمس الاحد ، والذي يمتد حتي الثلاثاء ، كُشف النقاب عن أن دراسة صهيونية جديدة سيجري مناقشتها في المؤتمر توصي بالتحالف مع السعودية ودول الخليج من جهة ودول البلقان واليونان من جهة ثانية لمواجهة خطر الحركات الاسلامية التي بات تهدد أمن ممالك الخليج والصهاينة علي السواء ، بحسب الرؤية الصهيونية . واقترح مجموعة من الخبراء الأمنيين في الدولة العبرية – في الدراسة المعمقة حول الرؤية الأمنية الإسرائيلية بحسب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة (هآرتس) عاموس هارئيل - ضرورة تغيير الرؤية الأمنية للدولة الصهيونية القائمة منذ الخمسينات على وقع المتغيرات التي عصفت وما زالت تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدين ضرورة التحالف مع دول الخليج بعدما باتت أهدافهم الطرفين واحدة ، وكذا التركيز علي المجال التكنولوجي وما يسمي (الحرب السايبيرية) أو (الحرب الالكترونية) ومجال الفضاء . هذه التوصيات التي عكف على إعدادها مجموعة خبراء برئاسة البروفيسور (أليكس مينتس) ويجري مناقشتها حاليا في مؤتمر هرتسليا الرابع عشر، بمشاركة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ورئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال ، الجنرال بيني غانتس، ووزير الأمن الجنرال موشيه يعالون، بالإضافة إلى خبراء أمنيين من إسرائيل ودول غربية ، تقول بوضوح أنه آن الأوان لتغيير الرؤية الأمنية الإسرائيلية التي وضعها في الخمسينيات من القرن الماضي، مؤسس إسرائيل دافيد بن غوريون . الرؤية الأمنية القديمة وهذه الرؤية الأمنية القديمة التي وضعها بن جوريون اعتمدت على ثلاث ركائز أساسية هي : الإنذار المبكر والردع والحسم، وأنه طالما أن هناك عدم تناسب في القوة العسكرية بين إسرائيل وبين الدول العربية المجاورة لا تمكن الدولة العبريّة من الانتصار على هذه الدول بشكل نهائي، بأنه يتحتم على الدولة العبرية أن تقوم بشن حروب مستمرة والمبادرة بها على الدول العربيّة وتحرز انتصارات لإقناع العرب أنه لا مفر من الاعتراف بحقيقة وجود اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط . وفي العام 2006، بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية أمام مقاتلي حزب الله اللبناني، قررت لجنة برئاسة الوزير السابق، دان مريدور، إضافة عامل رابع لنظرية بن غوريون وهو (عامل الدفاع عن النفس) . الوثيقة والرؤية الأمنية الجديدة أما الوثيقة، أو الرؤية الأمنية الجديدة التي تجري مناقشتها حاليا في مؤتمر هرتسليا فيقترح طاقم الخبراء فيها على صناع القرار في الدولة الصهيونية (أربعة عوامل جديدة) تصيغ الرؤية الأمنية الإسرائيلية الجديدة معتمدة علي فكرة استمرار منع الحروب والضربات ضد الدولة الصهيونية وإحباطها ، مع عقد أحلاف إقليمية مع الدول الخليجية ومع دول البلقان لمواجهة أعداء اسرائيل الجدد وهم بدرجة أساسية التيار الاسلامي الذي ظهرت قوته في الربيع العربي عقب ثورات مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن وغيرها . وهذه العوامل الأربعة هي بالتفاصيل : 1- منع الحروب والضربات ضد الدولة الصهيونية وإحباطها وبحسب محلل (هارتس) "هارئيل" ، فهذا قائم عمليًا، وإسرائيل تقوم بتطبيقه على أرض الواقع، بهدف إحباط تهديدات ليست تقليدية، منذ القضاء على الخبراء الألمان في مصر بسنوات الستين من القرن الماضي، مرورًا بالهجوم على المفاعل النووي العراقي في (يونيو) من العام 1981، وحتى توجيه الضربة العسكرية في العام 2007 للمفاعل النووي السوري في دير الزور، والذي لم تعلن تل أبيب المسؤولية عنه، ثم الهجوم على قوافل نقل الأسلحة السورية إلى لبنان، والتي رفضت إسرائيل ايضا الإعلان عن أنها قامت بتنفيذها. 2- العامل الثاني المهم من قبل معدي الوثيقة هو تأكيد أهمية العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية، باعتبارها الركيزة الأساسية في الرؤية الأمنية للدولة العبرية، لأن هذه العلاقات – من وجهة نظرهم – "هي بمثابة الذخر السياسي والعسكري الأهم لإسرائيل في الحلبة الدولية، وبالتالي، أوصي الخبراء بأن تعمل تل أبيب على توثيق العلاقة مع واشنطن أكثر مما هي عليه الآن . 3- أمّا بالنسبة للعامل الثالث ، فهو اقتراح إقامة تل أبيب (أحلاف أو تحالفات إقليمية)، وهنا أوصى الخبراء بحلفين : أحدهما مع دول الخليج ، والثاني مع دول البلقان، والثالث مع دول شرق إفريقيا (إثيوبيا، كينيا، جنوب السودان وأوغندا) لحصار مصر والسودان ، بالإضافة إلى عقد أحلاف مع دول شرق البحر المتوسّط: اليونان، قبرص ودول أخرى في البلقان لا سيما اليونان رداً على تدهور العلاقات مع تركيا . وهنا يقترح الخبراء أن تقبل إسرائيل بالمبادرة العربية التي طرحتها السعودية وسبق أن رفضتها إسرائيل وتبنيها كي تكون أساسًا للتحالف مع المملكة العربية السعودية ومع باقي دول الخليج (إسرائيل أعلنت مؤخرا أنها زهقت من اللقاءات السرية مع الوزراء الخليجيين والجنرال الصهيوني عاموس يدلين ورئيس أركانها السابق ألتقي رجل الاستخبارات السابق الأمير تركي الفيصل في مايو الماضي وعرض عليه أن يزور نتنياهو مكة!) . 4- أما العامل الرابع في هذه الوثيقة فهو (تطوير منظمة اتخاذ قرارات في وقت قصير) حيث تقول الوثيقة : (إن الأحداث المتسارعة التي بدأت تعصف بالشرق الأوسط منذ العام 2010، بالثورات العربية والتي أدت إلى تغيير الواقع في المنطقة، فإنها تلزم صناع القرار في تل أبيب على تطوير منظومات دراسة الأدوات لاتخاذ القرارات خلال فترة زمنية قصيرة، بهدف تقليص الأضرار، التي قد تلحق بها، على حد قولهم . تفاصيل جلسات المؤتمر ويعتبر مؤتمر "هرتسليا"، الذي ينظمه سنويا معهد السياسات والاستراتيجيات غير الحكومي الإسرائيلي في مدينة "هرتسليا"، شمال "تل أبيب"، من أهم المؤتمرات التي تعقد في (إسرائيل)، ويشارك فيه كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين، للحديث عن السياسات والاستراتيجيات الإسرائيلية . وبحسب برنامج المؤتمر الذي يستمر 3 أيام، فان الجلسة الأولى في اليوم الأول للمؤتمر، يشارك فيها "يائير لابيد"، وزير المالية وزعيم حزب "هناك مستقبل"، و"نفتالي بنيت" وزير الاقتصاد وزعيم حزب "البيت اليهودي"، و"تسيبي ليفني"، وزيرة العدل وزعيمة حزب "الحركة"، و"جدعون ساعر" وزير الداخلية والقيادي في حزب "الليكود"، إضافة إلى "اسحق هرتسوغ"، زعيم المعارضة وزعيم حزب "العمل" ، والضيف الأبرز، في اليوم الأول للمؤتمر، فهو "خوسيه مانويل بروسو" رئيس المفوضية الأوروبية . ويستهل اليوم الثاني للمؤتمر، بكلمة لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي "بيني غانتس" يتناول فيها التحديات الأمنية التي تواجهها دولة (إسرائيل)، ثم يتحدث وزير شؤون الاستخبارات "يوفال شتاينتس" عن التحدي الإيراني . وخلال اليوم الثاني للمؤتمر، تنعقد جلسات عمل عديدة، أبرزها "مستقبل الشرق الأوسط والتحديات العالمية الناشئة"، و"إعادة صياغة الأمن القومي الإسرائيلي"، و"الصراع الداخلي في إيران وميزان القوى الإقليمي: انعكاسات مفاوضات إيران مع القوى الدولية"، و"الإسلام الراديكالي والإرهاب: تأثير التحول في الشرق الأوسط على الساحات الإقليمية والدولية" . وسيكون البارز في الجلسات المسائية لليوم الثاني، التقييم الاستخباري لمنطقة الشرق الأوسط الذي سيقدمه "ايتاي برون"، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أما كلمة الضيف، فسيلقيها "ساندي بيرغر"، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. اليوم الثالث والأخير للمؤتمر، فيبدأ بكلمة لوزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، بعنوان "الأمن القومي الإسرائيلي في شرق أوسط متقلب"، أما وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، فيلقي كلمة بعنوان: "يوم ما بعد الاتفاق مع إيران: الانعكاسات الإقليمية والدولية" . وتتناول ورشات العمل عددا من القضايا، من بينها "هل نتجه نحو حرب باردة جديدة بين روسيا والغرب؟" و"المقاطعة الدولية ل(إسرائيل) . وسيكون البارز من بين الجلسات، جلسة بعنوان "القوى الدولية وسلام وأمن الشرق الأوسط: كيف يمكن أن تحدث فرقا؟"، ويشارك فيها نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط "ماثيو سبنس"، ونائب وزير الدفاع الالماني "رالف بروكسيب"، ورئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية "عاموس جلعاد"، وعضو البرلمان الهولندي "هان تين بروك"، والمحاضر في جامعة جورج تاون الأمريكية "اميتاي اتسيوني" . أما جلسة "هل حان الوقت لتعلم الدرس؟ انهيار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية" فيشارك فيها، خليل الشقاقي، مدير المركز الفلسطيني للأبحاث والسياسات، و مينا تسيماح من مركز أبحاث ميدغام لاستطلاعات الرأي، ونبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وتسفي هوزير وزير إسرائيلي سابق . ويختتم المؤتمر مساء الثلاثاء بكلمة يلقيها الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيريز" وسيتضمن المؤتمر جلسات مغلقة، تشارك فيها مجموعة مختارة من المدعوين، تتناول عروضا إستراتيجية حول (إسرائيل) والشرق الأوسط، تبدأ بعرض من "عاموس جلعاد"، رئيس الدائرة السياسية والعسكرية في وزارة الجيش الإسرائيلية ، يليه عرض يقدمه "مايكل اورين"، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولاياتالمتحدة وذلك في اليوم الاول للمؤتمر . أقرأ أيضا : ليبرمان : زهقت من اللقاءات السرية مع العرب وعداء الإسلاميين يوحدنا على خطى السادات والكنيست: نتنياهو مستعد للذهاب إلى مكة ! ليبرمان : اتصالات سرية مع الخليج واتفاقيات سلام مع "المعتدلين العرب"