القاهرة – بيروت – الشرق كان مفاجأة كبيرة عندما ألقت سلطات مطار بيروت القبض علي المحامي مختار العشري رئيس اللجنة القانونية في حزب الحرية والعدالة وهو قادم من القاهرة ، التي هرب منها ، ثم ألقت القبض علي مستقبله في المطار – الذي كان يقيم في بيروت – مسعد البربري مدير قناة مصر 25 التابعة لجماعة الإخوان المسلمين والتي تم غلقها عقب انقلاب 3 يوليه مباشرة مع مجموعة من القنوات الإسلامية الاخري ، ثم ترحيلهما سويا إلي مصر . مبعث المفاجأة أن كثير من إخوان مصر لجئوا الي بيروت مؤخرا بحثا عن الحرية وملجأ امن ، وأيضا للعمل في فضائية (أحرار 25 ) التي أصبحت (الميدان) ، وكثير منهم يقيم قرب القناة التي تعمل في الضاحية الجنوبية ببيروت التي يسيطر عليها حزب الله، وهو ما يعني أن ترحيل العشري والبربري لا يمكن أن يتم دون مباركة وموافقة حزب الله الذي يسيطر بشكل غير مباشر على أمن مطار رفيق الحريري في بيروت، إضافة لسيطرته المباشرة والكاملة على الضاحية الجنوبية . أما المغزي الحقيقي لهذا الانفتاح من قبل حزب الله علي القاهرة ، فيرجع للتقارب الواضح بين القاهرة – عقب الثورة المضادة علي ربيع مصر والانقلاب العسكري علي الرئيس (الاخواني) المنتخب – وبين دمشق التي تحارب هذا الربيع العربي وتقتل ثوارها وشعبها بالبراميل المتفجرة لمنع سقوط حكم الأسد ، ووجود مصلحة مشتركة بين النظامين حاليا في محاربة الإخوان واعتبارهم "جماعة إرهابية" . مبادرات حسن نية متبادلة وقد زاد من حجم هذا التقارب إرسال كل طرف "مبادرات حسن نية" ، فالقاهرة رفضت خلال قمة الكويت العربية الأخيرة إعطاء مقعد سوريا للمعارضة وصوتت ضد هذا المقترح ، كما ألغت السلطات الأمنية المصرية بعد الانقلاب كافة الامتيازات التي منحت للاجئين السوريين في مصر أثناء حكم الرئيس الرئيس مرسي واعتقلت وطردت بعضهم . وردت سوريا – عبر حزب الله في لبنان – ببادرة حسن نية مقابلة بتسليم اثنين من الإخوان (العشري والبربري) لمصر والانفتاح علي القاهرة ، ما عزز التقارب المصري مع الأسد وحزب الله ، فضلا عن بحث إبرام اتفاقات جديدة بين القاهرةودمشقوبيروت . وسبق هذا أيضا عقد لقاء بين وزير الخارجية نبيل فهمي مع وزير الصناعة اللبناني (القيادي في حزب الله) حسين الحاج حسن يوم 20 مارس الماضي ، "وهو اللقاء الذي يقال أنه مهد لتسليم "العشري" و"البربري" لمصر وتدشين مرحلة جديدة من التقارب بين سلطة الانقلاب وكل من حزب الله ونظام الأسد . قناة المنار تحتفي وقد احتفت قناة المنار التابعة لحزب الله ضمنا بهذا التقارب بنشر تقرير بعنوان (حزب اللّه وسوريا ومصر: شفير التفاهم) علي موقعها الالكتروني أشارت فيه الي أن "اللقاء الذي جمع في بيروت، قبل ايام، وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ووزير الصناعة المنتمي الى حزب الله حسين الحاج حسن شكّل بداية لحوار بين الجانبين، واستكمل سلسة اتصالات بين القاهرة وطهران بقيت بعيدة من الأضواء، بغية فتح قنوات جديدة وإيجاد مخرج للحرب في سورية" . التقرير الذي نشرته أيضا صحيفة «الأخبار» اللبنانية تحدث عن (الاختراق السياسي اللافت الذي حصل في بيروت أثناء زيارة وزير الخارجية المصري نبيل في 20 مارس الماضي كأول لقاء علني بين الدبلوماسي المصري ووزير الصناعة حسين الحاج حسن ) ، وقال : "هذه رسالة (مصرية) مهمة حيال الحزب وسورياوإيران .. هل في الأمر بداية تحوّل مصري؟" . تقرير قناة" المنار" قال أن "حزب الله راغب، كما مصر، في تعزيز الانفتاح والتفاهم" ، وأن "الحزب يتفهم أن مصر في حاجة إلى تعزيز علاقاتها حالياً مع السعودية لأسباب مالية، ولاستكمال تطويق الإخوان المسلمين، وترسيخ سلطة المشير عبد الفتاح السيسي ليصل إلى الرئاسة قريباً " . وقال أن حزب الله عاتب وزير خارجية مصر أن تتعاطى السلطات المصرية مع حزب الله على المستوى القضائي والإعلامي (في قضية هروب أعضاء حزب الله من السجون المصرية) ، وتساءل حزب الله – بحسب التقرير - : "كيف يمكن وضع الحزب مع الإخوان المسلمين وحركة حماس في خانة قضائية واحدة في ما عرف بقضية «وادي النطرون»؟ وكأن الحزب متورط في الداخل المصري " ؟!. حزب الله لم يرتاح لمرسي أيضا قال حزب الله أنه "لم يكن أصلاً مرتاحاً للرئيس السابق محمد مرسي" ، وقال أن "الرئيس الإخواني خذل كثيرين حين ذهب إلى إيران وألقى خطاباً لا يليق بالحفاوة ولا بالمكان " و"خذلهم أكثر بعد جنوحه الكبير حيال سوريا والحزب وإعلانه القطيعة مع دمشق ، وحين جاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى القاهرة، لم يلقَ استقبالاً لائقاً، لا بل لعله عومل بطريقة غير لائقة في الأزهر نفسه " . أما (الجانب المصري) – بحسب تقرير قناة المنار - فأكد على أن "مجرّد لقاء الوزير فهمي مع وزير من حزب الله يعني الكثير .. هو أولاً كسر لمحرّمات اللقاء .. ويمهّد للقاءات أخرى تتعلق بجوانب تعاونية من خلال الوزارات من جهة ثانية " . وقال الوزير المصري إن «القاهرة تدعم دور حزب الله كحزب مقاوم» ،و"إن بين القاهرة والحزب نقاط خلاف عدّة، بينها تورّطه في الحرب السورية لكن نقاط الخلاف لا تلغي مطلقاً الرغبة في اللقاء وتطويره لمصلحة البلدين ولحماية لبنان والمقاومة " .