عاد رئيس الأركان السابق للجيش المصري الفريق سامي عنان إلى واجهة الأحداث في مصر من جديد بجدل حول ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو الأمر الذي قوبل بهجوم إعلامي مكثف من جانب قنوات فضائية وصحف معروفة بتأييدها للانقلاب، ليخرج عنان في اليوم التالي ويعلن عدم ترشحه. بدأت القصة عندما نشرت صحيفة الوطن الخاصة خبر مصورا قالت فيه إن عنان أعلن خلال مؤتمر جماهيري في قرية الحمام بمحافظة مرسى مطروح (غرب مصر) ترشحه للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة، ووعد أهالي القرية والساحل الشمالي وعمد ومشايخ القبائل بحل مشاكل البطالة والنهوض بمصر اقتصاديا "لتعود مصر لريادة العالم العربي". وعلى الفور شنت وسائل الإعلام الداعمة للانقلاب حملة عنيفة ضد عنان، بحجة أنه يفتقر إلى الشعبية، قبل أن يعلن الأخير باليوم الثاني مباشرة في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية, عدم صحة الأنباء التي تحدثت عن نيته الترشح للرئاسة، مؤكدا أن الشعب الآن يتطلع إلى المستقبل والوصول إلى الأمن والاستقرار والبدء فى التنمية للوصول إلى أعلى الدرجات. صراعات داخلية ويرى المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين حمزة زوبع أن تراجع عنان عن ترشحه للرئاسة، دليل واضح على وجود صراع بين شبكات المصالح الموجودة داخل "النظام الانقلابي" وبالتالي فموضوع اختيار مرشحهم للرئاسة ليس سهلا. وقال للجزيرة نت إن الهجوم الذي شنته الصحف على عنان فور إعلان نيته الترشح للرئاسة يؤكد أن أي مرشح من خارج المجلس العسكري سيتعرض لهذه الحملة، مشيرا إلى تصريحات لمصطفى حجازي المستشاري السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور أكد فيها أن السيسي سيصبح رئيسا بالتفويض لأنه يشبه الرئيس الأميركي الأسبق ديفيد أيزنهاور. وأضاف زوبع أن الجدل المثار حول عنان لا يخرج عن كونه محاولة جديدة لإلهاء الشعب عن المظاهرات اليومية الرافضة للانقلاب، وتصوير الأمر على أن الانقلاب يمضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق. من جانبه، اعتبر عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي إعلان عنان ترشحه للرئاسة ثم تراجعه "أمر طبيعي جدا" في ظل استمرار الدول العسكرية التي قال إنها "تقوم على الضبابية وعدم الشفافية وتدير الدولة بالشائعات أولا لتهيئة الأجواء، وذلك لتخوفهم الكامل من رد فعل القرار عند اتخاذه". الحكم بالشائعات وأضاف عبد الهادي للجزيرة نت أن ما حدث في موضوع عنان هو نفسه ما حدث في موضوع منح الضبطية القضائية لأمن الجامعات الذي روج له وزير التعليم العالي ونائب رئيس الوزراء على مدى شهر كامل، وعندما اشتعل غضب الطلاب خرج وزير العدل ليؤكد أنه لم يمنح الضبطية القضائية لأمن الجامعة وأن الموضوع مجرد شائعة. وشدد على أن الانقلابيين رغم فشلهم حتى الآن وقرب رحيلهم عن السلطة "التي اغتصبوها" يحاولون تثبيت الأمر الواقع المتمثل بخارطة الطريق، رغم أن عنان قد حُرقت أوراقه بالمرحلة الانتقالية وليس له تأييد شعبي، وفق قوله. الجدل المثار حول عنان انتقل أيضا إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث وجهت "أنا آسف يا ريس" على موقع فيسبوك والتابعة لأنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك، رسالة لاذعة إلى عنان تحت عنوان "اللى اختشوا ماتوا". وذكرت الرسالة أن الفريق عنان سافر إلى الولاياتالمتحدة قبل 25 يناير/ كانون الثاني 2011 مباشرة، وعندما تنحى مبارك وأسند الحكم إلى المجلس العسكري، تحالف عنان مع الإخوان وعقد معهم عدة صفقات انتهت بتسليم السلطة إليهم بعد تزوير الانتخابات الرئاسية، على حد قولهم. وأضافت الرسالة: لم نر عنان عندما سمح للإخوان بمناقشة ميزانية الجيش أمام الرأي العام بالبرلمان، أو عندما لوث شرف البدلة العسكرية بإقالة مرسي لأعضاء المجلس العسكري، ثم هو الآن يسعى للترشح للانتخابات الرئاسية. وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليق من عدة قيادات بجبهة الانقاذ، إلا أنه رفضوا بحجة أن "شبكة الجزيرة" تقوم حملة للهجوم على مصر