طالب الإعلامي حازم غراب، المدير العام لقناة "مصر 25" الفضائية بسرعة إنشاء المجلس الوطني للإعلام، ذلك لضبط المنظومة الإعلامية وفقاً للمعايير القانونية وأخلاقيات العمل الإعلامي، مؤكداً على ضرورة أن تلتزم كل وسائل الإعلام بمواثيق الشرف الإعلامي وأن لا تتجاوز الحد الأدني لأخلاقيات المهنة. وشدد غراب، خلال الحوار الذي أجرته معه صحيفة "التغيير"، على خطورة الدور الذي تلعبه بعض وسائل الإعلام الخاصة في مواجهة الثورة، التي أطلقها بعض رجال الأعمال الذين ينتمون إلى نظام المخلوع حسني مبارك، بهدف تشويه جماعة الإخوان المسلمين وإفشال مؤسسة الرئاسة. وحذر غراب من خطورة المال السياسي العربي النفطي الذي تضخه بعض الدول الخليجية في مصر بقوة خلال الفترة المنقضية، بهدف عدم وصول الثورات العربية لهذه البلاد، هذا المال من الممكن أن يكون له علاقة بالصهيونية العالمية، مشيراً إلى أن المستفيد من اجهاض الثورة المصرية وعدم نجاحها ثلاثة محاور رئيسية هم الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض الدول النفطية.. وجاء الحوار على النحو التالي: * بداية ما هو تقييمك للمنظومة الإعلامية في مصر بعد الثورة ؟ - أغلب وسائل الإعلام فى مصر تحديداً الخاصة منها تمارس شتى أنواع الكذب والتشويه المتعمد والتعتيم والتغيب دون الالتزام بأدنى معايير الأخلاق، من أجل تشويه النظام الحالي وإفشاله، فعندما نجحت الثورة سارع عدد من الرأسمالين الذين ينتمون للنظام السابق بتأسيس قنوات جديدة، لأنهم اكتشفوا أن الثورة لا يمكن مواجهتها سوى بوسيلة واحدة فقط وهي الإعلام، فصاحب رأس المال يستقطب الإعلاميين للعمل فى قنواته الإعلامية بعوائد باهظة فى مقابل العمل وفقاً لأجندته الخاصة، فالعاملون فى قناة السي بي سي والنهار يتقاضون أرقام خيالية . الإعلام رأس مال وكيانات وكودار .. رأس المال موجود مع الفلول ورجال الاعمال الذين كونوا ثرواتهم من الزواج غير الشرعي ومن الزنا بالسلطة ، أما الكوادر الإعلامية فقد تشكلت تحت قمع السلطة . والمؤسسة الإعلام مثل باقي مؤسسات الدولة كالقضاء والداخلية نالها ما نالها من الفساد المتعمد والتخريب وتم توظيفها لخدمة عصابة مبارك التي كانت تحكم مصر وخدمة العصابة الخارجية " الصهيونية العالمية، وأمريكا" التي كانت تحرك عصابة الداخل، إضافة إلى أن النظام السابق استخدم سلاح البلطجية للمواجهة الثورة وهو سلاح قوامه أكثر من 150 ألف بلطجي من بينهم داعرات كان نظام المخلوع يستخدمهم لتحقيق أهدافه السياسية فى الانتخابات. * ما هي رؤيتك لمعاجة وإصلاح المنظومة الإعلامية ؟ - إصلاح المنظومة الإعلامية التي يغلب عليها الفساد وسوء الأداء من حيث الزمن، يحتاج إلى وقت لأن ما خرب فى 60 عاما لا يمكن إصلاحه فى وقت قصير.. قديما استخدم الترهيب والترغيب، حيث استخدم الترهيب من قبل سلطة الدولة ، واستخدم الترغيب من قبل رجال الأعمال "سلطة رأس المال". وأولى خطوات المعالجة والحلول هو تشغيل المواطن الصحفي ، ولولا المواطن الصحفي ما تم فضح التزوير في انتخابات 2010 .. بعيداً عن ضغوط روؤساء التحرير وممولي الصحف، فالمواطن الصحفي يستطيع أن ينشر أي فيديو أو خبر عبر الفيس بوك .. لذلك نشأت مؤسسة "الكلمة" برعاية المواطن الصحفي ويقومون بتقديم أعمال صحفية جيدة. وثاني هذه الخطوات وهي الأهم، لابد أن تلتزم وسائل الإعلام بالحد الادني على الأقل من الأخلاق ، لأن حرية الإعلام تساوي المسئولية، والمسئولية لن تتواجد إلا بإنشاء المجلس الوطني للإعلام الذي ينظم العملية الإعلامية في اطار قانوني واضح وملزم، إضافة إلى إقرار مشروع قانون المعلومات، والذي يلزم أي مسؤول فى مصر بإتاحة المعلومات للإعلاميين، حتى لا تكون " منع المعلومات" زريعة لنشر وترويج الأكاذيب. * ماذا عن المجلس الوطني للإعلام ؟ - هناك حساسية شديدة من اشراف السلطة على وسائل الاعلام .. وفلسفة المجلس الوطنى للإعلام تعود لنزع وسائل الاعلام من سيطرة السلطة ورأس المال، لذلك في العام الماضي اجتمعنا مع مجموعة من أبرز الإعلاميين على رأسهم الإعلامي حمدي قنديل ومنى الشاذلي والدكتور ياسر عبدالعزيز والسيد الغضبان ومحمد هاني ووضعنا مشروع قانون المجلس الوطني للإعلام وقدمناه إلى مجلس الشعب السابق وبعدها تم حل المجلس، ثم اقترحنا بعد ذلك على الدولة إقرار القانون من قبل اللجنة التشريعية بمجلس الشورى لكن تم رفضه لحين تشكيل مجلس النواب الجديد، ولم يتم إقرار القانون حتى هذه اللحظة. * لماذا لم يتم تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي الذي وضعه نخبة من الإعلاميين والأكاديميين حتى هذه اللحظة ؟ - خلال الفترة الماضية قمنا بعقد مؤتمر صحفي بمدينة الإنتاج الإعلامي ، حضره أبرز الإعلاميين واساتذة الإعلام وشخصيات سياسية بارزة ونقيب الصحفيين واتحاد الإذاعة والتليفزيون كممثل للدولة، وقمنا بوضع ميثاق شرف إعلامي ودي من خلال مجموعة من البنود تضمن تحقيق الضبط الذاتي لوسائل الإعلام، يتكون الميثاق من 14 بند، واتفقنا خلال المؤتمر أن يتم إدارة الميثاق من قبل كلية الإعلام جامعة القاهرة بإشراف الدكتور حسن عماد مكاوي، ويتم إرسال الميثاق إلى جميع وسائل الإعلام حتى يتم التوقيع عليه .. لكن للأسف هذا المشروع توقف حتى الآن بسبب التباطؤ فى التنفيذ. * هل هناك دور جماهيري تجاه وسائل الإعلام ؟ - الشعب المصري لا زال يتعرض لرسائل إعلامية متناقضة ما بين مؤيدة للثورة تقوم بنقل الحقائق، ومشوهه تريد اجهاضها .. لكن لا يجب على الجمهور أن يقوم بفرز هذه الرسائل التي يتم بثها عبر الإعلام .. لكن للأسف الكثيرين لا يقومون بذلك، لأن الشعب تعرض ل 60 عاما من التغيب والتعبئة وفرض أنماط معينة على الفكر. كذلك الشباب الذين قاموا بالثورة لابد أن يشاركوا فى العملية الإعلامية من خلال المشاركة الفردية على اليوتيوب وفيس بوك وشبكات التواصل الإجتماعي، وتدشين حملات للتوعية الشعبية. * ماذا عن المال السياسي ودور في التأثير على الرسالة الإعلامية ؟ - رجال الأعمال الذين كونوا ثرواتهم من فساد عصر مبارك وظفوا أموالهم بعض الثورة لإجهاضها من خلال وسائل الإعلام .. لكنهم لم ينجحوا فى ذلك، البعض منهم سيرفع الراية البيضاء والبعض منهم لا زال يمارس التشويه. الأخطر من المال السياسي المحلى هو المال السياسي العربي النفطي الذي دخل مصر بقوة خلال الفترة المنقضية بهدف عدم وصول الثورات العربية لهذه البلاد .. هذا المال من الممكن أن يكون له علاقة بالصهيونية العالمية .. والمستفيد من اجهاض الثورة المصرية وعدم نجاحها ثلاثة محاور رئيسية هم الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض الدول النفطية . * تقيمك لأداء المؤسسة الرئاسية الدولة المصرية جُرفت فى عصر مبارك من كل الكوادر .. إلا تيار الأخوان المسلمين هو الفصيل السياسي الوحيد الذي يمتلك كوادر وقاعدة شعبية من أسوان إلى اسكندرية .. والاخوان لهم تجربة نجاح على مدار سنوات طويلة .. إرتباك مؤسسة الرئاسة بسبب حجم الفساد الذي خلفه نظام المخلوع .. إضافة إلى قلة الخبرة القيادية .. لا يوجد تيار سياسي به كوادر سياسية مثل الإخوان .. الإخوان أفضل بديل سياسيى موجود رغم كل الأخطاء .