حُرمت من الترقيات بسبب مهاجمة الحزب الوطني طالبت بمحاكمة الإعلاميين المتحولين بعد الثورة. "مرسي" سقط بإقحامه الجماعة في إدارة العملية السياسية. لا أدلة على محاولات أخونة الإعلام والصحافة في عهد "مرسي" تدخلات قيادات الجماعة في المشهد السياسي عجلت بسقوط الإخوان. أموال رجال الأعمال تتحكم في المشهد الإعلامي والسياسي الغاء وزارة الإعلام هو الحل لضبط المنظومة الإعلامية. يجب تشكيل مجلس أعلي للإعلام ينهض به ويسن قوانينه . حول صور الفساد الذي شهده المناخ الاعلامي بعد ثورة 25 يناير وحتى 30 يونيو، ودور رأس المال في إدارة المشهد الإعلامي، وحقيقة تعرض مؤسسات الإعلام والصحافة للأخونة في عهد مرسي من عدمه ؟ ومتى يتم تحرير وسائل الإعلام من سيطرة السلطة الحاكمة ؟. التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" الخبير الإعلامي الدكتور حسن عماد مكاوي -عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة - الذي أوضح الصورة كاملة داخل وسائل الإعلام، وأفضل الطرق التي تحررها من سيطرة النظام الحاكم، كل هذا وأكثر في هذا الحوار: بداية.. كيف ترى تطورات المشهد السياسي بعد 30 يونيو وأهم إفرازاته؟ يعيش الواقع السياسي تخبطاً غير مسبوق منذ قيام الثورة وحتى الاّن، وعلى الرغم من محاولات الإصلاح في ضوء خارطة الطريق، إلا أن سياسات الإخوان المسلمين وأتباعهم لها رأي أخر، باتخاذهم منحى غير سلمي في التظاهرات وظهور العناصر الجهادية والتكفيرية المسلحة في الشارع، وهذا ما جعل الاستقرار في مصر والخدمات على غير ما يرام، وهذا التخبط السياسي ينعكس على الكثير من المرافق، والخدمات، والقطاعات الانتاجية، وعجلة الاستثمار، وينمي المظاهر السلبية ويجعلها ترعرع وعلى رأسها إفساد المناخ الإعلامي في مصر. الفساد الإعلامي وماذا عن مظاهر الفساد الإعلامي عقب 25 يناير؟ نتيجة لأن النظام السياسي المعزول لم تتبلور ملامحه، ولم تتحدد نظرته للكثير من القضايا، فلقد سادت حالة من الارتجال الاعلامي نشأت عقب اندلاع الثورة وهي مستمرة إلى الأن، لذا يجب أن تنتهي الاّن مع ضرورة إعادة هيكلة وسائل الإعلام الحكومية بالكامل وطرح اطر إعلامية حاكمة جديدة للعمل الاعلامي، والعمل على إلغاء نصوص قانونية ورد ذكرها في القوانين المنظمة للاعلام، لأنها تكبل العمل المهني الإعلامي، ولا ننسي أنه ظهرت قنوات تلفزيونية كثيرة قبل الثورة تعتبر داخلة في طرق سيطرة رأس المال على سوق الإعلام والتاثير بواسطته في مجريات العمل السياسي . هل يمكن أن تُسَمِ لنا بعض هذه القنوات؟ هناك قنوات توجهاتها سياسية بحتة كباقة قنوات الحياة – التي يملكها الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد- وهناك قنوات أخذت بعداً اّخر ظهرت مجهولة المصدر والتمويل كقنوات سي بي سي وباقة النهار، لكن تبين بعد ذلك أن مالكها هو رجل الاعمال محمد الأمين. أخونة الإعلام من منطلق خبرتك في مجال الإعلام هل بالفعل تعرض المناخ الاعلامي للأخونة ؟ كانت هناك تخوفات فعلية، ولكن دون دليل مادي على سعي جماعة الاخوان المسلمين لأخونة مؤسسات الاعلام وسوق الصحافة، ومن دلائل هذا التخوف أن مجلس الشوري قام دون مبررات منطقية مقبولة بتغيير رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية، وهي في ظني كانت محاولة للهيمنة والاخونة على سوق العمل الإعلامي والصحفي، ووضع مجموعات موالية وطائعة لتوجيهات النظام السابق، وبالتالي كان من الافضل ترك حركة التغييرات "الغريبة" في عالم الإعلام والصحافة إلى ما بعد الفصل القضائي في مدى قانونية المجلس. وماذا عن قرارات إغلاق بعض القنوات الفضائية بقرار إداري ومصادرة بعض الطبعات الصحفية؟ هذا الأمر له شقان، فأبرز القنوات الفضائية التي تعرضت للعقاب وللاغلاق بشكل إداري دون الاستناد إلى حكم قضائي قبل 30 يونيو، كانت "الفراعين"، ورغم الكثير من الملاحظات والانتقاد الذي أوجهه لتوفيق عكاشة، إلا أنه لا يجوز منع أي منبر إعلامي، ولا عقاب إلا بحكم قضائي أو كان هناك تهديداً للأمن القومي، فالعمل الاداري والعقاب المؤسسي لا يسري على قطاع الاعلام مرأة الشعب وصلة الحاكم بالمحكوم، أما ملاحقة فضائيات تنشر الفتنة وتروج للإرهاب كالقنوات الدينية التي أغلقت عقب ثورة 30 يونيو، مثل الرحمة، والناس والحافظ، ومصر 25 وأخيرا الجزيرة، فلأن هناك ضوابطاً خرجت عنها وشكلت تهديداً لإرادة الشعب، وسعت للترويع والتخريب وتهديد الأمن القومي باختلاق الأكاذيب وترويج الافتراءات. لغة الخطاب وكيف تقيّم تبدل لغة الخطاب الإعلامي تجاه قيادات الجيش؟ المحاباة للأسف جزء لا يتجزأ من ثقافة العمل الإعلامي، فالإعلام المصري في غالبه ابن النظام، أياً كان هذا النظام، ويسعي على الدوام لنيل حظه من المال، والسطوة، والإعلانات والرعاية، جراء ذلك الإنتماء الذي يدفع ثمنه من انتمائه على الدوام. وما هي أفضل الطرق للسيطرة على المناخ الاعلامي الفاسد ؟ انا على ثقة أن وجود معايير حاكمة للعمل الإعلامي ومنظمة له ستمنع تراخيص وبث القنوات الرخيصة، كقنوات الشات الهاتفي التي تروج لإنحراف فكر الشباب في علاقات مشبوهة، علاوة على قنوات البعد الاّخر، التي تسعي لنشر الخرافات بين المصريين علاوة على قنوات الرقص الخليع والماجن، بما تقدمه من وصلات رقص خارج عن إطار المجتمعات الشرقية المحافظة، وهي في غالبها قنوات تبث من أقمار لا سيطرة للحكومة المصرية عليها، ونستطيع مقاومة وجودها بالتشويش علي تردداتها، ولكن ذلك أمر مكلف مادياً. الغاء الوزارة متى يتم تحرير وسائل الإعلام من سيطرة السلطة الحاكمة؟ عند إلغاء وزارة الإعلام، وتشكيل مجلس أعلي لإعلام يدير وينظم اّليات العمل الإعلامي ويرسخ لقيم وقوانين جديدة ذات نصوص غير مبهمة او مطاطة، تضع الإعلام على مقصلة السلطة وبين فكي البطش السياسي الدائم، لأنه من المرفوض أن تكبل السلطة الإعلام أو تمنع صدوره لأي سبب كان، وإنما الوقوف للخروج الإعلامي يكون بالقانون العادل وليس القانون التفصيل المتوارث منذ عهد حسني مبارك وما زال سارياً حتى الان. ما حابيت أحداً ما شعورك عقب فوزك بمنصب العميد كاول عميد منتخب لكلية إعلام القاهرة؟ شعور بوجود حقيقي للثورة، لكوني من الشخصيات التي كانت مستبعدة للغاية من أي مناصب إدارية وسقف ترقياتي كان وكيل كلية الإعلام، ولأني كنت اُهاجم النظام السابق في القنوات الفضائية والصحافة، فكنت من المهمشين، ولكني اعاهد الله على السعي لإخراج كوادر إعلامية غير فاسدة، تدير مستقبل المناخ الإعلامي بشكل صحيح. هل تفكر بالعمل الإعلامي المستقل أو الاشتغال بالسياسة عقب الخروج للمعاش؟ لا أفكر في الإشتغال بالعمل الإعلامي، ولكني أتمني وجود زوايا صحفية أو عمود ثابت التوقيت في أي مطبوعة معروفة يومية كانت أو أسبوعية، لأعبر من خلاله عن رأيي بوضوح. ضد الأحزاب وهل ترحب بالإنضمام لأي حزب من الأحزاب إذا عرض عليك الأمر؟ لم أفكر يوماً في الانضمام إلى أي نشاط سياسي أو حزبي، ولم أنتمِ إلى الحزب الوطني أبداً، وكنت على الدوام من معارضيه، ومنتقدي سياساته، وطالبت بمحاكمة الإعلاميين المتحولين بعد الثورة، لأنه كان الأفضل لهم الإبتعاد عن الساحة، كي ينسي المجتمع اساءتهم واتهامهم للثوار بالخيانة والعمالة، أما عن شائعات إنضمامي للحرية والعدالة في وقت سابق، فلا أقبلها فأنا أحترمهم ولكني لا اريد التقيد بأي وجود حزبي، فالتواجد الإعلامي والسياسي المستقل أفضل. ما النصائح التي داومت على توجيهها للرئيس محمد مرسي لإصلاح المناخ الإعلامي؟ نصحته عبر منابر إعلامية كثيرة، بتنحية جماعة الإخوان المسلمين عن العمل السياسي وعدم التدخل في شئون الدولة، منعاً لتكرار صور الفساد الإداري من جديد، ولكن دون جدوى، فقد سقط والسبب رجالات الجماعة. وما هو مصير جماعات الإسلام السياسي؟ جماعات الإسلام السياسي -وخاصة الإخوان المسلمين- تسببوا في إقصاء أنفسهم بأنفسهم، وكانوا السبب بسلوكياتهم وأفعالهم وتحريضهم على العنف واللعب باسم الدين، في تجييش الشعب المصري ضدهم، ويحاولون استخدام شباب الاسلاميين من أجل مساعدتهم في الرجوع إلى السلطة وهذا كل همهم، الرجوع للكرسي.. دون أن يكون لإرادة المصريين اعتبار لديهم. أؤكد أن الفرص الذهبية اتيحت للإخوان كي لا يكون مصيرهم مصير الوطني المنحل الذي صودرت أمواله ومقراته وممتلكاته، وبالتالي فكل تلك الجماعات التي تساند الإخوان معرضة للمصادرة السياسية والرفض الشعبي لها إذا ما استمرت في إطاعة الإخوان والنزول للشوارع وترويع المواطنين وتعطيل مصالح الدولة . الحل الحوار أخيراً.. كيف يمكن الخروج من الأزمة السياسية ؟ الحل كله في الحوار واللجوء للمصالحة الوطنية، وهناك عقلاء كثيرون في صفوف الإسلاميين لديهم مقترحات وأطروحات يمكن تبنيها كحلول وسطية للخروج من الأزمة.