المسيرة التي ينظمها الآلاف من مشجعي كرة القدم المعروفين باسم "الألتراس" إلى ميدان التحرير للمطالبة بالعدالة لضحايا مجزرة بورسعيد، تدق ناقوس الخطر لاحتمال تعرض مصر لموجة احتجاجات عارمة واضطربات إذا جاء حكم المحكمة المقرر يوم 26 يناير الجاري بشأن مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شخصاً، بغير العدالة. الآلاف من مشجعي كرة القدم المعروفين ب "الألتراس" تجمعوا في ميدان التحرير الجمعة ودعوا لوقفة أمام مبنى المحكمة التي ستنطق بالحكم يوم 26 يناير في القضية المتعلقة بمأساة ملعب بورسعيد التي وقعت في العام الماضي وحصدت أرواح 74 شخصاً. والعداوة البالغة والتي لا تخفى على أحد بين رجال الشرطة والألتراس والتي ساءت أكثر بعد وقوع الكارثة في فبراير الماضي في استاد بورسعيد خلال مباراة الأهلي المصري، مما يدق ناقوس الخطر، بأن الحكم إذا لم يحقق العدالة، ستعم البلاد موجة احتجاجات غير مسبوقة، خاصة أن الألتراس يتهمون الشرطة بالوقوف وراء الحادث لمعاقبتهم على دورهم البارز في ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وقد أشعل المتظاهرون الشماريخ وغنوا الأغاني التقليدية للألتراس ورفعوا أعلام نادي "الأهلي" وصور الشهداء ورددوا هتافات من بينها "يانجيب حقهم يانموت زيهم"، ورفعوا شعارات مطالبة بالقصاص من وزارة الداخلية، ومن المتوقع أن تصدر المحكمة حكمها في 26 يناير في القضية المرفوعة ضد 61 شخصا متهمين بالقتل بينهم تسعة من ضباط الشرطة وثلاثة مسئولين بالنادي المصري لتسببهم في الكارثة. وذكر بيان أصدرته إحدى روابط الألتراس :"أن التباطؤ في محاكمة القتلة دلالة واضحة على أن هناك مؤامرة بين الداخلية ومنفذي المجزرة التي أودت بحياة 72 شابا، كل ذنبهم أنهم ذهبوا لتشجيع فريقهم". وشاركت حركات سياسية شبابية في مسيرات الألتراس من بينها حركة شباب 6 أبريل، والاشتراكيون الثوريون، وشباب من أجل العدالة والحرية. من جانبه ، طالب محمود عفيفي المتحدث الرسمي لحركة شباب 6 إبريل (جبهة أحمد ماهر) بدعم تحركات مسيرات الألتراس، مشيراً إلى أن القضية ليست قضيتهم وحدهم لكنها بالفعل قضية وطن، وشدد على ضرورة القصاص العادل لضحايا مجزرة بورسعيد. ذكرى الثورة وتأتي مظاهرات الألتراس لترفع من أجواء الترقب والقلق الذي تشهده القاهرة قبل أيام من دعوة قوى المعارضة الرئيسية لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير، وهي المظاهرات التي يتوقع مراقبون أن تشهد مظاهرة مليونية بميدان التحرير للاحتجاج على سياسات الرئيس محمد مرسي وحكومته. وبينما خرجت مسيرات الألتراس عقب صلاة الجمعة من عدة أماكن بالقاهرة، ارتفعت أعداد خيام المعتصمين في ميدان التحرير إلى أكثر من مائة خيمة، استعدادا لاستقبال المسيرات، وللمشاركة في مظاهرات الجمعة المقبل. على الصعيد نفسه، خرج المئات من أنصار فريق الكرة بالنادي المصري البورسعيدي، في مدينة بورسعيد في مسيرة احتجاجية عقب صلاة الجمعة طافت شوارع المدينة، للمطالبة بنقل محاكمة المتهمين في أحداث استاد بورسعيد من أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بالقاهرة إلى محافظة بورسعيد، خشية اندلاع أعمال انتقامية من أنصار مشجعي الأهلي إذا ما صدر حكم بالبراءة على المتهمين في القضية. وردد المتظاهرون في بورسعيد هتافات معادية لوزارة الداخلية، وناشدوا المستشار صبحي عبد المجيد رئيس الدائرة التي تنظر القضية، والمستشار أحمد مكي وزير العدل، بعدم نقل المتهمين للمحاكمة بالقاهرة قائلين :"إن بيان ألتراس أهلاوي رفع شعار القصاص أو الدم وتعهدهم بحشد الآلاف حول مقر المحكمة قد ينذر بوقوع مجزرة جديدة بحقهم". وقد أكد عدد من المعتصمين المتواجدين بميدان التحرير، في الساعات الأولى من صباح السبت، عقب انتهاء مسيرات الألتراس المطالبة بالقصاص لشهداء مجزرة بورسعيد، على سلمية الذكرى الثانية للثورة، مضيفين أنه لا توجد نية للاشتباك مع قوات الأمن إلا في حالة واحدة فقط وهي الاحتكاك بهم أو فض الاعتصامات وكذلك التصعيد بالدخول في اعتصامات مفتوحة أمام جميع الوزارات. من جانبه قال إبراهيم حسين أحد أعضاء حزب الدستور من المعتصمين بميدان التحرير، إن إحياء ذكرى 25 يناير سيكون سلمياً، مؤكداً أن التصعيد لتنفيذ مطالبهم المتمثلة في إسقاط النظام سيبدأ عقب يوم 26 يناير، بالدخول في اعتصامات مفتوحة أمام جميع الوزارات وجميع ميادين مصر.