ساد الهدوء ميدان التحرير اليوم "السبت" بعد انتهاء فعاليات مليونية "القصاص للشهداء" التي دعا لتنظيمها ألتراس النادي الأهلي للمطالبة بالقصاص من مرتكبي مجزرة بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي ، وذلك قبل أسبوع من موعد النطق بالحكم في القضية المقرر يوم السبت المقبل الموافق 26 يناير الجاري. وتزايدت أعداد الخيام بميدان التحرير خاصة في الحديقة الوسطى للميدان بالإضافة إلى انتشار عشرات الخيام في محيط مجمع التحرير ومخارج محطة مترو أنور السادات ، فيما قامت اللجان الشعبية بتأمين مداخل الميدان . كما انتشر العديد من الباعة الجائلين في ارجاء الميدان ، بينما لوحظ شلل مروري جزئي في الشوارع الجانبية بالميدان نتيجة غلقه أمام حركة مرور السيارات . في الوقت نفسه ، دارت العديد من الحلقات النقاشية بين المعتصمين حول الذكرى الثانية للثورة والأحكام المتوقع صدورها في محاكمة مجزرة بورسعيد ، في حين قام البعض بإلقاء أبيات من الشعر الثورى ، بينما توجه البعض الآخر إلى شارع محمد محمود لالتقاط الصور التذكارية بجوار لوحات الجرافيتي المرسومة على سور الجامعة الأمريكية ، في الوقت الذي قام فيه البعض بزيارة متحف الثورة للاطلاع على أحداث الثورة منذ بدايتها ومشاهدة صور الشهداء . وزع عدد من شباب الألتراس بيانا على المارة بالميدان تحت عنوان "المجد للشهداء" يدعو فيه الشعب المصري للحشد أمام أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس يوم السبت 26 يناير الجاري أثناء النطق بالحكم في قضية مجزرة بورسعيد . وذكر البيان أن الجميع منتظر منذ 11 شهرا حكما عادلا يشفي قلوبهم، وحكما يصدقون من خلاله أن القصاص كلمة قابلة للتنفيذ في مصر، مؤكدا "أن 26 يناير الجارى هو يوم جلسة الحكم في قضية مجزرة بورسعيد التي قتل فيها 72 شابا مصريا كل ذنبهم أنهم هتفوا ضد نظام قذر وسلطة تعيش على دم الشعب". وأضاف البيان أن مجزرة بورسعيد لم تكن شغب ملاعب ، وأن كل الدلائل تؤكد على أنها مؤامرة من عدة أطراف أهمها الداخلية والمجلس العسكري ، مطالبا جموع الشعب المصري بالحشد أمام أكاديمية الشرطة يوم السبت المقبل ، لاسترداد حق شهداء مجزرة بورسعيد . وأوضح الألتراس على الصفحة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي أن: "26 يناير القصاص للشهداء .. القصاص العادل لكل من شارك في هذه المجزرة .. القصاص العادل لكل من سهل ودبر للمؤامرة من قيادات الداخلية والمجلس العسكري .. القصاص قادم على الجميع .. الموت قادم لا محالة لكل من دبر وقتل وخان" ، واختتم البيان ب "المجد للشهداء" . كما ساد الهدوء محيط النادي الأهلي بعدما انطلقت المسيرة الرئيسية في مليونية أمس من أمام مقر النادي بالجزيرة في طريقها لميدان التحرير للمشاركة في فعاليات جمعة "القصاص للشهداء" . وكانت رابطة ألتراس النادي الأهلي قد نظمت وقفة بميدان التحرير أمس الجمعة قبل النطق بالحكم في قضية شهداء بورسعيد المقررة في 26 يناير الحالي ، حيث انطلقت 4 مسيرات من مناطق مختلفة مثل مقر النادي بالجزيرة ومن أمام مسجد الفتح برمسيس ومن السيدة زينب وصولا إلى ميدان التحرير للمشاركة في المليونية . يذكر أن أحداث إستاد بورسعيد وقعت مساء يوم الأربعاء الموافق الأول من شهر فبراير 2012 عقب نهاية مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقي المصري والأهلي في الأسبوع السابع عشر من بطولة الدوري الممتاز وأنتهت بفوز الفريق البورسعيدي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب وتشهد أرضية ومدرجات الاستاد مأساة إنسانية راح ضحيتها 72 قتيلا ومئات المصابين ، لتصبح أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية .