"يو إس ايه توداي": «تمرد» تثير الاضطرابات فى مصر ولا تقدم بديلًا البورصة تخسر 27 مليار جنيه بسبب الهرولة للبيع قبل 30 يونيو "دحلان" و"جماعة الخير بأبو ظبى" يعقدان آمالا كبيرة على تظاهرات يوم 30 يونيو ها هي أبعاد المؤامرة الخبيثة تتكشف، وأصبحت المواجهة الحاسمة مع القوى التى ترفض الإرادة الشعبية وتنقلب على آليات الديمقراطية التى ارتضتها، ولعل الأيام القليلة القادمة تكون حبلى بالمفاجآت وتشهد مولد عهد جديد تنكسر فيه شوكة الظالمين والفاسدين. فمن يتابع ما يكتبه بعض شباب الإنقاذ وغيرهم من نشطاء الفلول على مواقع التواصل الاجتماعى أو يقولونه فى حواراتهم وتصريحاتهم الصحفية والتليفزيونية، يتخيل أن القيامة ستقوم يوم 30 يونيو، وأن ثورة أضخم من ثورة 25 يناير ستحدث تقتلع اليابس والأخضر، وتنهى حكم مرسى، بل وتضعه ومساعديه وأنصاره فى غياهب السجون!!! ونجد أن دعاة التظاهر والانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب اعلنوا خططا لحرق القاهرة والمحافظات، ومع ذلك فهم فى مأمن من المساءلة، ونجدهم يتحدثون علنا عن إحراق منشآت خاصة وعامة رسموا خرائطها وطرق الوصول إليها، واختطاف شخصيات سياسية من قيادات التيار الاسلامى، وتعطيل مرافق عامة مثل المترو وخطوط السكك الحديدية، والطرق البرية، والكبارى، بل ويتباهون بذلك سلفا، ويعدونه عملا ثوريا عظيما، مستشهدين بما حدث فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير، متناسين أن ثورة يناير كانت ثورة حقيقية قامت بها كل طوائف الشعب المصرى وقواه السياسية الحية ضد نظام قاهر متسلط لم يصل إلى الحكم بطريقة مشروعة عبر صناديق انتخابات حقيقية على خلاف حكم الرئيس مرسى، ومتناسين أيضا أن المحتقنين الآن من نظام الرئيس مرسى هم جزء من الشعب، وليس كل الشعب حتى لو جمعوا 15 مليون من أوراق "تمرد" فهناك ضعف هذا العدد يقف على الجانب الآخر، وهى نفس النسب التى ظهرت فى استفتاء الدستور وهو آخر استحقاق ديمقراطى كشف ملامح الخارطة السياسية فى البلاد. هناك إذن خطط حقيقية للقتل والحرق والتدمير، وهى معلنة عبر كل الوسائل، وحتى لو لم تعلن بهذه الطرق فإنها معلومة بالضرورة، فما من تجمع لهؤلاء النشطاء والفلول على مدار العامين الماضيين، إلا كان العنف هو العنوان الأبرز له، وحتى الذين لا يشاركون فى العنف بأيديهم يوفرون له الغطاء السياسى الكامل، ورغم محاولات بعضهم التنصل من هذا الغطاء إعلاميا، إلا أنهم سارعوا إلى مساندة المخربين ودعمهم قضائيا أثناء محاكمة بعض المنتمين إلى كتائب البلاك بلوك. وفى هذا الاطار يجدر التذكير بما حدث يوم 5 ديسمبر 2012 أمام قصر الاتحادية، فقد كانت خطة انقلابية كاملة، تتلخص فى اقتحام القصر وإعلان مجلس رئاسى مدنى من داخله، كما أعلن أحد قادة ذلك التمرد الفاشل، ورغم وضوح المؤامرة إلا أن قوى المعارضة شككت فيها وطالبت بأدلة عليها، ( وليس يصح فى الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل)، وعلى مدار أقل من عام هى مدة حكم الرئيس مرسى، نظمت تلك القوى 24 تظاهرة تحت مسميات عديدة منها انذار وكش ملك وخلع مرسى والفرصة الاخيرة والكارت الاحمر، باءت كل تلك التظاهرات بالفشل رغم ما شهدته من تحضيرات سياسية وإعلامية ضخمة كانت توحى فى كل مرة أنها ستكون نهاية الكون فى مصر، ولكن الواقع العملى أثبت فى كل مرة أنها مجرد عمليات تخريب وقتل ونهب انتهت بدماء مصرية جديدة، وفى الأغلب سنشهد مزيدا من هذه الدماء المصرية الزكية يوم 30 يونيو، وستكون هذه الدماء فى رقبة من دعا لهذا العنف والتخريب. مسلسل الفشل لقوى الثورة المضادة يتواصل تباعا، سواء تم عبر عمليات عنف وقتل وتخريب وغلق منشآت، أو ما سمى بعصيان مدنى، أو عبر حملات لجمع توقيعات بعضها حقيقى وبعضها وهمى، بدأت بجمع توكيلات للفريق السيسى لإدارة شئون البلاد، ثم توكيلات للبرادعى، وأخيرا توقيعات تمرد التى تستهدف جمع 15 مليون لسحب الثقة من الرئيس، وهى طريقة لم يرد لها نص فى دستور أو قانون، حتى وإن تكفلت الناشطة السياسية تهانى الجبالى بتوفير غطاء قانونى لها، والحقيقة أن من يجمعون هذه التوقيعات إنما يستهدفون توفير غطاء شعبى لجرائمهم التى يعتزمون ارتكابها يوم 30 يونيو، ولا أظن أن أحدا وقع على تلك الورقة (إلا قليلا) أراد منحهم هذا الغطاء لتخريب مصر ونشر الفوضى بها. وهنا، نشير إلى ما ذكرته صحيفة "يو إس ايه توداي" الأمريكية، إذ قالت إن حركة "تمرد" تشعل المزيد من الاضطرابات فى مصر؛ لسعيها لإسقاط أول رئيس مدنى منتخب فى 30 يونيو المقبل، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة. وأضافت الصحيفة أن حملة التوقيعات التى تقوم بها "تمرد" ليس لها أى أساس قانونى، كما أن الحركة لا تقدم بديلا لقيادة البلاد. وأشارت الصحيفة إلى حملة "تجرد" التى أطلقها الإسلاميون والمؤيديون للرئيس الشرعى المنتخب الذين يطالبون باستكمال الرئيس لمدته لثلاث أعوام قادمة. هبوط البورصة وحول الخسائر التى ستضرب الاقتصاد المصرى بعد فترة من الاستقرار النسبى، خسرت الأسهم فى البورصة المصرية أكثر من 27 مليار جنيه (3.9 مليار دولار) من قيمتها السوقية فى آخر ست جلسات، حيث بلغت خسائر المؤشر الرئيسى نحو 10% وأوقفت البورصة التداول على نحو 70 سهمًا لمدة نصف ساعة خلال جلسة الأحد، لنزولها أكثر من 5%، وسط ما وصفه المتعاملون بهرولة للبيع قبل مظاهرات 30 يونيو المقبل، التى تحشد لها المعارضة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. ومن جانبه، قال عيسى فتحى، نائب رئيس شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية: "لا توجد أسباب للنزول غير الخوف من مظاهرات 30 يونيو المقبل، مشيرًا إلى احتمال إغلاق البورصة مثلما حدث بعد ثورة 25 يناير، ولذا نرى الجميع يبيع ليضمن وجود الأموال معه". جماعة الخير بأبو ظبى فيما اتهم عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، من أسماهم ب "جماعة الخير بأبو ظبى" بالتآمر على مصر" وخص منهم محمد دحلان القيادى الفلسطينى السابق بحركة فتح، بمساندة أحد الأمراء، حسب قوله، مشيرا إلى أن تلك الجماعة تعقد آمالا كبيرة على تظاهرات يوم 30 يونيو. كتب سلطان، ساخرا فى تدوينة له عبر حسابه الرسمى على "فيسبوك":" كان آخر قرار اتخذته "جماعة الخير" بأبو ظبى هو "أن يكون لرجالها اليد العليا ولشباب الثورة اليد السفلى، إن كان عاجبهم، لقد قررت الجماعة ألا تكرر مشهد نبذها وطردها من الميادين من قبل شباب الثورة، فبدأت من الآن عملية عكسية فى محاولة استباقية ليوم 30 يونيو". وأضاف سلطان قائلا "وجماعة الخير هى لمن لايعلم، مجموعة من المصريين والعرب المهمومين بمستقبل مصر، وأشهر أعضائها، مصرى هارب، ومحمد دحلان مدير الأمن الوقائى السابق بغزة، والهارب أيضا إلى أبو ظبى، ويرأسها أحد الأمراء الأخيار !! وقد قرر أن يضع خزائن بلاده كلها فى خدمة مصر وشعب مصر". واستطرد نائب رئيس حزب الوسط قائلا: "تمارس الجماعة نشاطها من خلال أذرع ثلاثة لنشر الخير فى مصر: الأول هو الذراع السياسى، وتتولاه جبهة الإنقاذ، لما تضمه من كفاءات وكوادر سياسية وإعلامية، والتواصل معها يكون عبر أشخاص يتغيرون باستمرار، لمراعاة التعددية السياسية داخل الجبهة، وكان آخرهم صاحبنا المخرج المعروف.. والثانى هو ذراع الحشد، ويتم بالتواصل المباشر مع القيادات الميدانية لعناصر الحزب الوطنى المدججة بالسلاح، لبث الأمن والطمأنينة فى الشوارع". وتابع " والثالث هو ذراع سيناء، ويتولاه بالكامل محمد دحلان، بالإدارة الرشيدة لعدد 700 عنصر من عناصر الأمن الوقائى الفلسطينى المنتمين لحركة فتح، والذين هربوا بأسلحتهم وتمركزوا بسيناء عقب نجاح حماس فى الانتخابات وتشكيلها حكومة اسماعيل هنية، وهم الآن يقومون بدور أمنى عظيم لا علاقة له بخطف الجنود السبعة، ثم إطلاق سراحهم خوفا من افتضاح أمرهم أو أمره فى أبو ظبى". اختتم سلطان ساخرا: "إن جماعة الخير بأبو ظبى تواصل الليل بالنهار، وتنفق مالا يخطر على بال، لتنهض بمصر من كبوتها، وتقيلها من عثرتها، وهى تعقد أعظم الآمال على يوم 30 يونيو القادم.. ولذلك فإن المراقبين يتوقعون - وبحق - انطلاقة مصرية جادة، تبدأ بعد هذا اليوم ولمدة ثلاثة أعوام بإذن الله، بعد أن تكون جماعة أبو ظبى، قد استنفدت آخر مجهوداتها الخيرية.. فى حب مصر .. ولم يعد أمامها إلا الانتحار، حسبما وعد بذلك المستشار الزند بمؤتمره الصحفى أمس .. ووعد الحر دين".