تواصلت اللقاءات الجماهيرية التي ينظمها حزب العمل تفاعلا مع قضايا الأمة الداخلية والخارجية, فقد نظم الحزب مؤتمره الأسبوعي الجماهيري الحاشد بالجامع الأزهر أمس الجمعة, حيث شهد المؤتمر حضورا جماهيرياً ملحوظًا رفعوا خلاله اللافتات التي تندد بالعدوان الصهيوأمريكي على المسلمين في شتى بقاع الأرض, وأطلقوا الهتافات المدوية التي عبرت عن مشاعرهم الجياشة تجاه المقاومين والمجاهدين والمتصدين للمشروعات الاستعمارية الغربية ومنها " الجهاد هو الحل ضد الغاصب والمحتل" ," قادم قادم يااسلام, حاكم حاكم ياقرآن", " استشهادي يااستشهادي, بوش وبلير هما حصادي". كتب: محمد أبو المجد وقد تحدث الدكتور مجدي قرقر –الأمين العام المساعد لحزب العمل- في المؤتمر بدأها بتهنئة الأمة بذكرى النصف من شعبان وتحويل القبلة وذكر أنها توافق هذا العام الذكرى الخامسة لبداية الحرب التي شنها بوش (هولاكو العصر) على مايسميه الارهاب ولكنها في الحقيقة حرب على الإسلام.. ومرت خمس سنوات من وقتها والمسلمون في شتى بقاع الأرض هدفا سهلا ورخيصا لحملاته القذرة هو ومن شايعه من كلاب اليهود والغرب ولكن من ينظر إلى أحوالنا هذه الأيام يجد نصرا لجند الله على أعدائهم في كل مكان. وتساءل قرقر: بعد 5 سنوات من القتل والتعذيب والتنكيل بالمسلمين.. ماذا حقق بوش من حربه على الإسلام؟ فقد بدأ حربه على أفغانستان ودكها بجميع أنواع القنابل الذكية والغبية أيضاً, وفي العام الأول من احتلاله لها هو وحليفه البريطاني كانوا يسيطرون على العاصمة كابول ومدينة قندهار وتسيطر طالبان على باقي أفغانستان, أما اليوم فالقوات المحتلة لا تسيطر إلا على خمس العاصمة كابول فقط وتحديدا مكان السفارة الأمريكية وما حولها فقط أما باقي أفغانستان ففي يد المقاومة الإسلامية. إذا انتقلنا إلى العراق فقد أراد الأمريكان وأعوانهم تصدير ديمقراطيتهم للعالم الإسلامي عن طريق احتلال العراق وبعد أن نكلوا بشعبه وأهله, تحول العراق على أيديهم إلى بلد تعيس ملئ بالحروب الأهلية وفشلوا في تحقيق الاستقرار المزعوم, بل فقدوا هم أنفسهم الاستقرار في العراق وحوصروا في ربع بغداد أيضا أو ما يسمى بالمنطقة الخضراء والتي يوجد بها مقر سفارتهم, وحاولوا من قبل سرقة نفط العراق بتوصيل خط أنابيب بترول من العراق للكيان الصهيوني ولكن المقاومة العراقية الباسلة دمرت لهم هذا الخط, فهم قد فشلوا في ضرب الإسلام في العراق والمشرق العربي وقد بلغ قتلاهم اكثر من 15 ألفا وليس ثلاثة آلاف كما يزعمون, مشدداً على أن الأمريكان يتشدقون بالديمقراطية وهم الذين مارسوا الاضطهاد الاقتصادي على الشعب الفلسطيني عندما عبر عن رأيه بديمقراطية واختار المقاومة وحماس؛ فهم لا يريدون إلا ديمقراطيتهم التي تخدم مصالحهم فقط, وعندما فشلوا في مشروعهم المسمى بالشرق الأوسط الكبير بدأوا في مشروع "الشرق الأوسط الجديد" وكلها مسميات لا تخدم إلا أهدافهم الخبيثة.
ثم انتقل د. قرقر إلى الأزمة السودانية حيث أكد أن الأمريكان يسعون إلى حصار الحدود الجنوبية لمصر وذلك عن طريق التدخلات السافرة لهم في السودان ومحاولة تفتيته, فمشكلة السودان والمخططات التى تحاك له لا تخص السودان فقط وإنما تخص العالم العربي كله فالسودان هو البوابة الجنوبية لمصر والعالم العربي وهو البعد الاستراتيجي له في أفريقيا, فالأمن القومي العربي والمصري يبدأ من السودان. وأكد أن القوات التي يريدون إحلالها مكان قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور ليست قوات دولية كما يقولون ولكنها ستكون قوة احتلال تابعة لأمريكا وحلفائها, فبعد أن وافق السودان على ادخال هذه القوات إلى الجنوب بحجة منع الحرب بين الجنوب والشمال يريدون أن يوافق أيضا على نشر قوات في دارفور فهي بداية لتفتيت السودان بشكل كبير, وما المانع إذا حدثت مشكلة أو نزاع بسيط في الخرطوم أن يطالبوا أيضا بإدخال قوات دولية إليها لحفظ السلام بها؟!! وحيا قرقر موقف الرئيس السودانى عمر البشير الذي رفض وبشدة دخول هذه القوات لدارفور وتعهد بمقاومتها عسكريا, موضحا أن انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان على الصهاينة والأمريكان بقوتهم الجبارة هو الذي شجع البشير ليرفع رأسه ضد أمريكا بعد أن كان مطأطئ الرأس ذليلاً؛ مؤكدا أن الحكومة السودانية ترفض أي تدخل عسكري أممي تحت أي بند وأنه يجب الحديث عن تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي وليس استبدالها وهناك دول عربية لها وزن وعلى رأسها مصر قدمت نصائح للأمم المتحدة بضرورة إعطاء الاتحاد الأفريقي فرصة أكبر ودعمه لإرساء السلام مشيرا إلى أن الجامعة العربية قد اجتمعت وأصدرت عدة توصيات بهذا الشأن تحت عنوان "مشروع قرار دعم السودان".
وأكد أن استهداف السودان الآن جاء بسبب اكتشاف ثروات معدنية به مؤخرا من بترول وحديد ومنجنيز وفوسفات فالعدو لم يكتف بنهب ثروات العراق وإنما يطمع بالاستيلاء على ثروات ومقدرات الأمة كلها. وحذر قرقر من أن استهداف السودان هو استهداف لمصر ولأمنها القومى فعندما يُقسم السودان ستُقسم منابع النيل وفقا لأهوائهم وسيتم قطع المياه عن مصر وسيتهدد أمننا المائى وثروتنا السمكية. ورحب قرقر بتصريحات الرئيس المصري ووزير الخارجية برفض أي قوات دولية إلى دارفور ولكنه اعتبر أنها جاءت متأخرة ولا تتناسب مع دور مصر الكبير والمهم والذي تردى كثيرا على يد النظام المصرى. وتساءل قرقر لماذا رفضت انجلترا إرسال قوات اليونفيل التابعة لها إلى لبنان بينما تصر على إرسالها إلى دارفور, مؤكدا أن انجلترا مازالت تعتبر السودان مستعمرة تابعة لها منذ أيام احتلالها له, فالعدو لم ولن ينس أبدا أطماعه الاستعمارية تجاه بلادنا. وفي ختام كلمته أكد قرقر أننا جميعا نشد على أيدي النظام المصري في موقفه المتضامن مع السودان ولكننا نطالبه بالتحرر من الاستسلام والانبطاح أمام الحلف الصهيوأمريكي حتى يعود لمصر دورها الرئيسى وترجع مرة أخرى في مقدمة المدافعين عن قضايا الأمة العربية والإسلامية.