تواصلت اللقاءات الجماهيرية التي ينظمها حزب العمل ويلتقي فيها قادته ومسئوليه بالجماهير لإطلاعهم على كافة المستجدات وتعريفهم بدورهم تجاه الأمة، وطرح رؤية الحزب على جماهيره، وفي هذا الإطار نظم الحزب مؤتمره الأسبوعي بالجامع الأزهر الشريف بعد صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك وحضره عدد كبير من المصلين, وقد التقى بالجماهير هذا الأسبوع محمد السخاوي أمين تنظيم حزب العمل. كتب: محمد أبو المجد وكان خطيب الجمعة قد تحدث في خطبته عن فضل شهر رمضان واستحباب التسابق إلى الخيرات والتقرب إلى الله عز وجل في هذا الشهر المبارك والاستعانة فيه بالصبر والصلاة كما أمر الله عز وجل، غير أنه لم يتطرق إلى قضايا المسلمين الخارجية بتاتًا رغم ارتباط رمضان – شهر الانتصارات – بالأحداث التي تمر بها الأمة هذه الأيام. ذكريات النصر وفي بداية كلمته وجه السخاوي التهنئة باسم حزب العمل لكل جماهير أمتنا المسلمة المرابطة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن هذا الشهر يهل علينا دائمًا بذكريات النصر والتمكين، وتستلهم منه الأمة الثبات على الحق والمرابطة في معسكر الجهاد ضد عدو الله وعدوها، ففي هذا الشهر انتصر المسلمون على الكافرين في غزوة بدر – معركة الإسلام الأولى – وفيه قام المسلمون بعدد كبير من الفتوحات التي نشرت الدين الحق في ربوع المعمورة، وفي العاشر من هذا الشهر زلزل الله الأرض من تحت أقدام بني صهيون وأذاق جيشهم الذي زعموا أنه لا يُقهر مرارة الهزيمة على أيدي جنود مصر الصائمين المجاهدين وكاد كيانهم الهش أن ينهار إلى الأبد لولا تراجع بعض القادة وخوفهم من القوة العظمى وتدخلها إلى جانب الصهاينة رغم أن الله بقوته الجبارة قد فتح في ذلك اليوم طريق النصر حتى نهايته إن تمسك القادة بالأمل فيه سبحانه. شهر الفرقان وأضاف السخاوي أن شهر رمضان كان ولا يزال شهر الفرقان، فطالما فرق الله فيه بين الحق والباطل وأظهر عز وجل معسكر الحق والجهاد على معسكر الباطل والخيانة، وها هو رمضان هذا العام يأتي وقد ميز الله الحق وأهله وأظهرهم على الباطل وحزبه، فها هو التحالف الصهيوني الأمريكي يحتضر في العراق وأفغانستان وفلسطين وذلك بعد أن كانوا يظنون أنهم قادرون على تركيع هذه الأمة وإجهاض بشائر النصر بها والقضاء نهائيًا على الدين الحق الذي طالما أزعجهم وقض مضاجعهم، مستخدمين في ذلك حفنة من الحكام و"الزعماء" العملاء والمنافقين الذين قدموا مصالح العدو على مصالح الأمة وباعوا ثوابتها رخيصة تحت أقدام الكافرين، ولكن الله أبى إلا أن يظهر عباده المتقين المجاهدين لتكون لهم اليد الطولى في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان والصومال وباكستان ولتتهاوى عروش العملاء التي صنعها المحتل، وها نحن نشهد في هذا الشهر الكريم بداية ترنح الحلف الصهيوأمريكي وقرب نهايته تحت ضربات هؤلاء المجاهدين الذين التفت الشعوب حولهم وأيدتهم بوعي كبير وبحب الأمة الغريزي للحق وأهله، ومن هذه الانهيارات اعتراف بوش بالهزيمة وإعلانه تخفيض قوات الاحتلال في العراق بعد ضربات المقاومة المستمرة.. فالله أكبر ولله الحمد. التعذيب.. والفساد وعلى الصعيد الداخلي، استنكر السخاوي عمليات التعذيب المستمرة التي يمارسها حفنة من الطغاة الذين كرههم الشعب المصري وسئم وجوههم القبيحة بحق أبناء وطنهم في السجون والمعتقلات، موضحًا أن الله تعالى قد كرم الإنسان بشكل عام وفضله على كل شئ وحرم الإساءة إليه وانتهاك حقوقه، فما بالنا إذا كان هذا الإنسان موحدًا لله مؤمنًا به، وأضاف أن الفساد ما زال ينخر بأنيابه في جدار الوطن حتى أصبحت مصر على شفا الهاوية وضج الناس بعد أن فتحت رائحته وزكمت الأنوف، ولولا انتشار هذا الفساد لكانت هذه الأمة جديرة بأن يفخر بها نبيها صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، مؤكدًا أن الأمة تمتلك كل عناصر القوة وإمكانيات التقدم ولكن من يحكمونها أخرجوها من هذه الدائرة ليضعوها في ذيل الأمم. وطالب أمين تنظيم حزب العمل في نهاية كلمته الشعوب باستثمار أجواء رمضان للعودة إلى ربها وسنة نبيها والانحياز إلى معسكر الحق ولو كان فيه بعض الصعوبة وليتمسكوا بالصبر على هذا الطريق، والتبرؤ من معسكر العمالة والنفاق الذي حذر الله تعالى عباده بشدة من الوقوع فيه.