في خطوة جديدة لدق طبول الحرب ضد دولة إيران الإسلامية بدأ قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال ويليام فالون جولة لتوحيد صفوف حلفاء أمريكا لمواجهة إيران، التي تنظر إليها الولاياتالمتحدة كتهديد طويل المدى لمنطقة الشرق الأوسط. وتزامنت جولة فالون، التي تستغرق عشرة أيام وتشمل البحرين، وسلطنة عُمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت، وقطر بجانب الدولتين المحتلتين العراق وأفغانستان، مع التهديد الذي أطلقه وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر للاستعداد للحرب حال إنتاج إيران لسلاح نووي. وسيرفع الأدميرال، خلال الزيارة مناشدة شخصية إلى قادة تلك الدول للتصدي إلى طموح الجمهورية الإسلامية ومساعي توسيع نطاق نفوذها الإقليمي وطموحها النووي.
وقال فالون، في حديث للأسوشيتد برس عقب لقائه بوزير الدفاع البحريني، الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة: "نحن لا نسعى لخلق تحالف على نمط الناتو ضد إيران"، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى خلق جبهة موحدة في الخليج للرد على "السلوك الإيراني المهيمن." وأبدى المسؤول العسكري الأمريكي، الذي التقى بولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، دعمه إلى إمكانية تحديث أسطول المملكة من أسطول مقاتلات F-16 في صفقة قيمتها 300 مليون دولار.
ويحمل القائد العسكري الأمريكي رسالة مفادها أن دول الخليج جبهة أمامية محورية لردع إيران، التي تسيطر على السواحل الشمالية للخليج وقد تهدد خطوط نقل النفط في خليج هرمز، حال مهاجمتها، وأشار قائلاً "نريد أن نبعث برسالة إلى إيران بأنه لا يوجد صدع بين الولاياتالمتحدة وحلفائها هنا."
وكشفت مصادر عسكرية مطلعة على مباحثات فالون أن ضغوط دول الخليج قد تدفع البحرية الإيرانية عن العدول من الدخول في تحد ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها. وأشارت تلك المصادر إلى توسيع الحرس الثوري الإيراني دورياته البحرية في المنطقة.
وتنشر الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأخرى، على رأسها بريطانيا واستراليا، العشرات من القطع البحرية في الخليج، من بينها حاملة الطائرة USS أنتربرايز." وكانت الحاملة "أنتربرايز" قد وصلت إلى المنطقة الشهر الماضي إثر مغادرة الحاملتين "USS جون ستينس" و"USS نيمتز" اللتان رابضتا في المنطقة منذ فبراير في استعراض أمريكي للقوة ضد إيران.
رفض روسي صيني للعدوان
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر سعى -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو- إلى تخفيف تصريحاته، مشيرا إلى ضرورة التفاوض بدون توقف مع طهران من أجل "تجنب الحرب" مشيرا إلى أن فرض عقوبات جديدة دولية على إيران أمر ضروري لإقناعها بأن موقفها حيال أنشطتها النووية سيؤدي بها إلى عزلة دولية متصاعدة. ومن جانبه انتقد لافروف السعي لفرض عقوبات أحادية على طهران خارج إطار الأممالمتحدة، بسبب برنامجها النووي، وشدد على وجوب المضي في المفاوضات مع إيران، داعيا إلى استئناف الاتصالات في أسرع وقت ممكن بين كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني والمنسق الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا. وأعرب وزير الخارجية الروسي عن قلق بلاده إزاء ما تردد عن اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران. وحذر من الانعكاسات المحتملة لذلك، مذكرا بما نتج عن التدخل الأميركي في العراق وأفغانستان. وفي السياق نفسه عبرت بكين عن معارضتها ل"التهديدات المستمرة" بالتدخل العسكري ضد إيران. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جيانغ يو إن بلادها تعتقد أن المفاوضات الدبلوماسية تبقى الوسيلة الأفضل لتسوية المشكلات.
نقد البرادعي
انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية بشدة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وطالبته بعدم التدخل في الدبلوماسية, في وقت عارضت فيه موسكو أي تهديد بشن حرب على إيران على خلفية برنامجها النووي. وأعربت كوندوليزا رايس عن سخطها للانتقادات الأخيرة للبرادعي والتي رفض خلالها الخيار العسكري ضد إيران, قائلة إن عمل الوكالة الذرية "ليس صنع الدبلوماسية". وأضافت رايس -في تصريحات أثناء رحلتها إلى الشرق الأوسط- أن الوكالة الذرية "وكالة تقنية لها مجلس حكام والولاياتالمتحدة إحدى أعضائه", موضحة أن دورها يتركز في إجراء عمليات تفتيش وتقديم تقارير عن الأنشطة والتأكد من احترام الاتفاقات المختلفة التي وقعتها الدول. كما شددت على أن المخول باتخاذ قرار بالواجبات المفروضة على إيران هو مجلس الأمن, مطالبة الوكالة الذرية بدلا من انتقادات مديرها ب"إصدار بيان واضح وتقرير واضح عن ما يقوم به الإيرانيون".
حل سلمي
ورغم تأكيدها على أهمية مجلس الأمن وقراراته "الملزمة التي تبناها بالإجماع" ضد طهران, فإن رايس عادت وقالت إن واشنطن لا تزال تفضل الخيار الدبلوماسي لحل الأزمة. وفي نفس السياق قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن بلاده تسعى لصياغة قرار جديد في الأممالمتحدة لفرض عقوبات على طهران, مضيفا أن محادثات بشأن الملف النووي الإيراني ستجرى الجمعة أثناء اجتماع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا، ومن المقرر أن تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية نظراءها الستة في 28 سبتمبر المقبل في نيويورك لمناقشة نفس الملف.