تكشف استقالة قائد العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط واسيا الوسطى المفاجئة عن انقسامات داخلية حادة في ادارة الرئيس جورج بوش وانما كذلك في صفوف القوات المسلحة الاميركية بشأن العراق وايران. وقدم الاميرال وليام فالون الذي اشرف منذ 2007 على الحربين الاميركيتين في العراق وافغانستان استقالته بعدما وصف في مقال صحفي على انه معارض بشدة لسياسة الرئيس جورج بوش حيال ايران. وذكر المقال بان فالون هو "الرجل الذي يقف بين السلام والحرب" مع ايران التي تتهمها واشنطن بالتدخل في الشؤون العراقية وبالسعي لامتلاك السلاح النووي. وكان فالون صرح لقناة الجزيرة في الخريف ان "طبول الحرب المتواصلة لا تساعد وليست ضرورية. انني اعول على واقع ان اي حرب لن تندلع وهذا ما علينا العمل من اجله". واعتبر كاتب المقالة في مجلس اسكواير انه لن يفاجأ اذا ما اقيل الاميرال فالون من مهامه وانه في حال جرى ذلك "فمن المحتمل ان يعني ان الرئيس ونائب الرئيس يعتزمان التحرك عسكريا ضد ايران قبل نهاية السنة وانهما لا يريدان ان يعترض قائد عسكري طريقهما". ونفى البيت الابيض ان يكون اي كان في الادارة الاميركية يسعى الى الحرب مع ايران وان يكون فالون تنحى بسبب معارضته لاي مشروع حربي مزعوم. وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو "لا احد في الادارة يشير الى اي شيء اخر غير المقاربة الدبلوماسية حول ايران". ولم يكن المقال الصحفي او تصريحات فالون الاخرى بشأن ايران لفتت الانتباه او اثارت اي جدل يذكر في الولاياتالمتحدة الى ان يعلن الاميرال استقالته. واوضح مسؤول عسكري طلب عدم كشف اسمه "لا اقول ان مقال مجلة اسكواير لم يساهم في الخلاف لكن الامر اقرب الى تراكمات تزايدت خلال الاشهر الماضية وقادته الى الاستنتاج بانه غير فاعل كثيرا على صعيد المهمة الموكلة اليه". وتابع ان "المسالة ليست انه فقد نفوذه بل انه يعتقد سواء عن حق او عن باطل ان هذه المقالات وان الخلافات التي يعتقد انها قائمة بينه وبين البيت الابيض بدأت تعيق فاعليته وتؤثر عليها سلبا". وقال "ثمة ثقافة في البحرية مفادها ان من يعتقد ان قدرته القيادية تراجعت او تعطلت او انه غير مقتنع بانه قادر على الاستمرار في القيادة بشكل فاعل يترتب عليه عندها واجب معنوي بالتنحي". وبعدما رفض وزير الدفاع روبرت غيتس التعليق على مقال اسكواير ما يشير الى استيائه من القضية صرح ان الاميرال فالون اتخذ قرار التنحي "من تلقاء نفسه" مضيفا ان ذلك كان ما ينبغي القيام به. وقال غيتس للصحفيين انه لا يعتقد ان ثمة اختلافا يذكر في وجهات النظر بين فالون والبيت الابيض بل "سوء فهم" بينهما. والى وجهات نظره المعارضة لموقف ادارة بوش حيال ايران فان الاميرال فالون غالبا ما كان بحسب الصحافة على خلاف بشأن العراق مع الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق الذي ينعم على ما يعتقد بثقة بوش الكاملة. وكان الاميرال يخشى من انعكاسات الحرب في العراق على عملية تحديث الجيش الاميركي وتعزيز قدرته على التفاعل مع الاحداث وقد عبر منذ خريف 2007 عن معارضته لاستراتيجية "هجوم" بعيد المدى في هذا البلد خشية ان يحول الاهتمام عن افغانستان حيث عاد النزاع الى الصدارة مع تصاعد العنف. وكان يدعو ايضا الى سحب ثلاثة ارباع القوات الاميركية من العراق بحلول 2010 فيما يتوقع ان يدعو الجنرال بترايوس مطلع ابريل الى تجميد سحب القوات في موقف اعلن بوش منذ الان تاييده له. وقال مسؤول اميركي في الادارة الاميركي في سبتمبر 2007 ردا على سؤال لصحيفة واشنطن بوست حول وضع العلاقات بين القائدين "علاقات سيئة؟ هذا اكبر تلطيف كلامي سمعته حتى الان". بترايوس من جهته علق على استقالة فالون في بيان تضمن اشادة به وجاء فيه انها عملا معا في تعاون وثيق و"طورا اخيرا رؤية مشتركة للتوصيات الواجبة من اجل المستقبل" في العراق.